انتشرت أسواق عرض الأضاحي بمختلف ربوع المغرب، لعرض أكثر من 5.8 ملايين رأس من الأغنام والماعز الموجهة للذبح، حسب وزارة الفلاحة المغربية.
في أحد الأسواق بالعاصمة الرباط، حيث يعرض فلاحو مختلف المناطق والبوادي المغربية قطيعهم للبيع، وتُطلَق عليهم بالعامية المغربية صفة "كساب" يعرضون أنواعا مختلفة من المواشي.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، أبدى سليمان، رب أسرة من خمسة أشخاص- من ذوي الدخل المحدود- سخطه العارم من الارتفاع الصاروخي، قائلا إن "الأسعار خيالية هذه السنة مقارنة بميزانية الأسر المغربية، فاقتناء أضحية بأكثر من 3000 درهم(نحو 300 دولار) يعد انتحارا حقيقيا، فعلاوة على مناسبة العيد المبارك تنتظرنا التزامات أسرية أخرى كالعطلة الصيفية وموسم الدخول المدرسي تقتضي منا توفير ميزانية استثنائية على المعتاد".
وأضاف أن "الجائحة ألحقت بنا أضرارا كثيرة؛ فأنا متوقف عن العمل لأزيد من 3 أشهر وإلى اليوم ما زلت أعاني من عجز مادي يصعب علي تأمين كل النفقات الأسرية".
ويقول محمد الماموني (كساب): "في مثل هذه المناسبة من السنة الفارطة، عدنا خائبين بعد خسارتنا المضنية التي ألحقتها بنا الجائحة، وصعوبة بيع الأضاحي خلال فترة الحجر الصحي المفروض آنذاك".
وأضاف الماموني القادم من قرية تبعد مئات الكيلومترات عن مدينة الرباط، لبيع مواشيه بالسوق، أننا "ما زلنا نستشعر تبعات الأزمة، فالمواطن يشتكي غلاء الأضاحي ويمتنع عن الاقتناء، لكن ماذا عسانا نفعل؟ الفلاح بدوره تكبد كلفة باهظة لتربية هذه المواشي وتسمينها، وبالتالي يستحيل أن يبيعها بأقل من الثمن المطلوب وإلا عدنا لديارنا خاسرين، ونحن من نعتمد فقط هذا النشاط لكسب قوتنا اليومي".
ويعرض الفلاحون "الكسابة" أغنامهم بأثمان تتراوح بين 2000 و4000 درهم، فيما يحوم متوسط القدرة الشرائية للمواطن المغربي حول 1500 درهم.