- "هاينريش تاب روس" تعمل مع عملاء روس خاضعين للعقوبات الدولية، مثل شركة أوروس وكاماز وتيومين، وتحقق إيرادات بلغت 17.5 مليون دولار في 2023.
- الشركة مملوكة جزئياً لألمان وتستخدم شحنات عبر دول ثالثة لتوفير السلع الصناعية لروسيا، مما قد يعرضها لعقوبات دولية.
بعد وقت قصير من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، أبلغت شركة الشحن هيلمان ورلد وايد لوجيستيكس "Hellmann Worldwide Logistics" الموظفين في مكتبها بموسكو بأنها ستنسحب من روسيا. ورأى بعض الأشخاص الذين عملوا في الشركة الألمانية في ذلك فرصة. فقبل الحرب، كان مكتب هيلمان في موسكو يساعد الشركات الصناعية الروسية في استيراد أدوات وقطع غيار ومعدات من الغرب، لكن بعد الغزو قُيِّدَت هذه الشحنات بشدة بسبب العقوبات الدولية.
وبدلاً من ذلك، تولت شركة مسجلة في روسيا تدعى هاينريش تاب روس، كان من بين ملاكها في ذلك الوقت اثنان على الأقل من موظفي "هيلمان" السابقين، مسؤولية العلاقة مع العديد من عملاء هيلمان القدامى. ويقدم الموقع الإلكتروني لشركة هاينريش تاب روس للعملاء في روسيا "واردات موازية"، وهو مصطلح يستخدم على نطاق واسع لوصف شحن البضائع عبر دولة ثالثة مثل تركيا أو الإمارات للالتفاف على العقوبات الغربية. وتبنت الشركة في موادها التسويقية شعار "واقع جديد - فرصة جديدة".
وباستخدام وثائق الضرائب الروسية لعامي 2023 و2024 وسجلات الشركات الرسمية في روسيا وألمانيا، وجدت وكالة رويترز أن شركة هاينريش تاب روس تقدم خدمات إلى العملاء الروس الخاضعين لعقوبات دولية لدعم آلة الحرب الروسية. وأظهرت وثائق الضرائب الروسية أن الشركة، التي أعلنت عن إيرادات بلغت نحو 17.5 مليون دولار العام الماضي، تعمل مع عملاء روس، بما في ذلك شركة أوروس التي تصنع سيارات الليموزين الخاصة بالرئيس فلاديمير بوتين، وشركات تابعة لشركة كاماز صانعة الشاحنات العسكرية الروسية، وأيضاً "تيومين" للبطاريات، وهي مورد بطاريات لشركة تصنيع أسلحة.
ولم تتمكن "رويترز" من تحديد ما إذا كانت شركة هاينريش تاب روس تقدم خدمات "استيراد موازية" لتلك الشركات، لأن المستندات الضريبية لم تكشف طبيعة الخدمات المقدمة. وقالت "كاماز" إن المعلومات الواردة في المستندات الضريبية خاطئة أو ليس لديها علم بها، لكنها لم تقدم تفاصيل محددة. ولم تردّ شركة أوروس و"تيومين" على طلبات للتعليق.
وشركة هاينريش تاب روس واحدة من العديد من الوسطاء الذين يقدمون إلى العملاء المساعدة في الالتفاف على العقوبات الغربية واستخدام الشحنات عبر دول ثالثة لتوفير السلع الصناعية لروسيا. ولا يُعَدّ هذا النشاط انتهاكاً للعقوبات إلا إذا كانت البضائع مشمولة بالعقوبات، أو إذا كان الوسيط يعمل مع كيانات خاضعة لعقوبات.
وشركة هاينريش تاب روس مملوكة لشركة مسجلة في ألمانيا يساهم فيها رجل أعمال ألماني، وحتى الشهر الماضي كان يعمل فيها مواطن ألماني آخر مديراً، حسبما تظهر سجلات الشركة. وبموجب قوانين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تنظم العقوبات على روسيا، فإن أي شركة تتعامل مع شركة روسية مدرجة على قائمة سوداء دولية تعتبر منتهكة للعقوبات. وأي شركة غربية يثبت أنها انتهكت العقوبات، قد يؤدي ذلك إلى فرض عقوبات عليها (ما يجعل من الصعب عليها ممارسة الأعمال التجارية) أو إلى مقاضاتها.
(رويترز)