سوروس يدعم هاريس ومانحون آخرون يريدون سباقاً مفتوحاً في انتخابات أميركا

22 يوليو 2024
هل تحصل كامالا هاريس على بطاقة الترشّح عن الحزب الديمقراطي - واشنطن 21 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **دعم كامالا هاريس والترشيحات البديلة:** بعد انسحاب بايدن، دعم كبار الديمقراطيين مثل هيلاري كلينتون وجافين نيوسوم كامالا هاريس، لكن بعض المانحين اقترحوا عقد مؤتمر مفتوح لعرض مرشحين آخرين.

- **التوتر والانقسام داخل الحزب الديمقراطي:** يعكس التوتر بشأن دعم هاريس الانقسام بين الديمقراطيين والممولين، حيث يدعم بعض القادة هاريس بينما يقترح آخرون تجاوزها لعقد مؤتمر مفتوح لزيادة حماس الناخبين.

- **دور التبرعات في الانتخابات الرئاسية:** تلعب التبرعات دوراً كبيراً في الانتخابات، حيث جمعت حملة هاريس 49.6 مليون دولار، لكن بعض المانحين يدعون لمسابقة مفتوحة لاختيار المرشح الأفضل.

بعد ساعات قليلة من إعلان قرار جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، سارع العديد من أكبر الأسماء في الحزب الديمقراطي، من هيلاري كلينتون إلى جافين نيوسوم إلى المتبرع الكبير الملياردير جورج سوروس، للانضمام إليه في دعم نائبة الرئيس كامالا هاريس للترشح للمنصب، بينما شكّك مانحون بارزون في صحة اتخاذ القرار بهذا الشكل المتعجل.

هاريس ليست الخيار الوحيد

ورأى هؤلاء المانحون أن عقد مؤتمر مفتوح الشهر المقبل في شيكاغو، حيث يمكن لأفضل وألمع أعضاء الحزب عرض قضيتهم، يمثل فرصة لمزيد من الإثارة بين الناخبين، مع تقديم عرض جيد للسياسات المتبعة داخل الحزب الديمقراطي. وقال العديد من المتبرعين إنهم سيكونون سعداء إذا فازت هاريس بالمسابقة، لكنهم لا يريدون تسليم المهمة إليها بهذه البساطة.

ونقلت "بلومبيرغ"، الاثنين، عن مايك نوفوغراتز، الملياردير مؤسس شركة Galaxy Digital Holdings قوله إن هذه "المخبوزات الصغيرة" ستحصل على اهتمام الصحافة والإعلام أكثر من أي شيء في العالم كله خلال الشهر المقبل. وأضاف: "أميركا مستعدة للتغيير". ومن غير المرجح أن يكون المانحون هم من يوجّهون الخطوات التالية، حيث سيكون ذلك متروكاً للعشرات من الديمقراطيين المنتخبين ومسؤولي الحزب. لكن التوتر بشأن كيفية المضي قدماً يسلط الضوء على الانقسام بين الديمقراطيين والمليارديرات الذين يموّلون حملاتهم الانتخابية.

وبينما يخطط الديمقراطيون لخطوتهم التالية، بعد قرار بايدن التاريخي بالانسحاب من سباق الانتخابات، في مواجهة استطلاعات الرأي المحبطة والمخاوف بشأن القدرات العقلية للرجل البالغ من العمر 81 عاماً، يتنافس المطلعون على الحزب والمانحون والاستراتيجيون للتأثير في من سيجري اختياره بديلاً له. ويروّج البعض لفكرة أن المرشحين الآخرين غير هاريس قد تكون لديهم فرصة أفضل لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

الاعتبارات السياسية

وتعرّض الديمقراطيون لانتقادات بسبب التصدي لأي منافس محتمل لجو بايدن، حتى مع تزايد القلق بشأن قدرته على مواصلة التقدم بحملته الانتخابية. وقال بعض المؤيدين إن الدفع بترشيح هاريس دون عملية تنافسية سيعطي انطباعاً سيئاً، وفقاً لـ"بلومبيرغ". لكن العديد من القادة الديمقراطيين يعترفون أيضاً بخطر تجاوز أعلى امرأة ملونة في الحزب، التي تتمتع بجاذبية قوية لكتلتين تصويتيتين حاسمتين، النساء والناخبين السود. وقال أحد المانحين الرئيسيين الذي يعمل في "وول ستريت"، وفضل عدم الكشف عن هويته، إن مجرد تمهيد الطريق أمام هاريس لن يولد إثارة عامة بشأن مرشحي الحزب الجمهوري لمنصبي الرئيس ونائبه. لكن طرح سبعة إلى ثمانية مرشحين على المنصة لعرض قضيتهم من شأنه أن يثير اهتماماً كبيراً، على حد قول هذا الشخص.

وسارع العديد من أصحاب المناصب الديمقراطية البارزين ومؤسسة الحزب إلى تأييد نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عاماً، مع تصريحات دعم من وزير العمل السابق روبرت رايش، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، والسيناتور إيمي كلوبوشار من ولاية مينيسوتا. وأشاد آخرون، مثل الرئيس السابق باراك أوباما، بقرار بايدن لكنهم لم يؤيدوا هاريس على وجه التحديد. وفي محادثات خاصة، قالت "بلومبيرغ" إن أربعة من كبار المانحين الديمقراطيين الذين يفضلون مؤتمراً مفتوحاً اعتبروا أنه إذا حصلت هاريس على الترشيح، فإن اختيارها لمنصب نائب الرئيس سيحتاج إلى مساعدة كبيرة في الفوز بالولايات المتأرجحة.

دور التبرعات في الانتخابات الرئاسية

وتلعب تبرعات المانحين دوراً كبيراً في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تظهر بوضوح تفضيلات المتبرعين، وتوفر في الوقت نفسه الموارد المطلوبة لبناء استراتيجيات شاملة، وللوصول إلى الناخبين، والتنافس بفاعلية في العملية الانتخابية. وفي كثير من المرات، كانت القدرة على جمع الأموال عاملاً حاسماً في اختيار ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع التالية. وساعد اختيار ترامب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، على تعزيز مكانته لدى المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في وادي السيليكون، الذين يعتبر الكثير منهم فانس زميلاً سابقاً، بسبب عمله لفترة في سوق رأس المال الاستثماري في "وول ستريت".

وقال المانحون الرئيسيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لـ"بلومبيرغ" إن أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس للديمقراطيين هم حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وحاكم كنتاكي آندي بشير، والأدميرال البحري المتقاعد ويليام ماكرافين، وحاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو. وكان تري بيك، المتبرع الديمقراطي والمدير الإداري السابق لشركة الاستثمار DE Shaw، قد دعا بايدن إلى التنحي بعد أدائه الكارثي في ​​المناظرة الشهر الماضي، ويدعو الآن إلى إجراء مسابقة لتحديد حامل لواء الحزب. وأضاف: "أي شخص يخرج من هذه العملية هو مرشح أقوى... سوف يجري فحصهم من قبل الجمهور، وستكون مواقفهم علنية، وسيجري شحذ مهاراتهم الخطابية". وقال إنه إذا فازت هاريس "فسأمشي على الجمر لرؤيتها رئيساً منتخباً". وقدم بيك، الذي ترك شركة الاستثمار جزئياً للتركيز على سياسات الحزب الديمقراطي، وتقديم المشورة بشكل غير رسمي للمانحين حول مكان التبرع، مبلغ 66,600 دولار لأحد الصناديق الداعمة لبايدن قبل خروجه من السباق.

حماس المانحين

وكانت هناك بالفعل بعض الأدلة يوم الأحد على حماس المانحين لمرشح رئاسي ديمقراطي جديد، حيث أطلقت منظمة Swing Left، وهي منظمة شعبية تشكّلت في يوم تنصيب ترامب لانتخاب الديمقراطيين في مجلس النواب، صندوقاً يوم الأحد لمرشح الحزب الجديد، أياً كان اسمه. وقالت ياسمين رادجي، المديرة التنفيذية للصندوق، إن الحملة جمعت في أول 90 دقيقة لها 75 ألف دولار من 700 متبرع، مضيفة: "ما لا نريده هو أن يؤدي التنظير والنقد وكل تلك المحادثات حول عملية اختيار مفتوحة إلى إبطاء الالتزام العميق لدى المانحين على مستوى القاعدة الشعبية".

ويرى البعض أن هناك ميزة لجمع التبرعات لاختيار هاريس، حيث لا يزال لدى حملة بايدن ما يقرب من 96 مليون دولار متبقية في البنك، وربما أكثر من ذلك، وسيكون لدى هاريس إمكانية الوصول إلى تلك الأموال لأنها كانت جزءاً من التذكرة الانتخابية للحزب. وفي حالة التوجه نحو الدفع بمرشح آخر، فمن المرجح أن يبدأ هذا الشخص في جمع التبرعات من الصفر، حيث لن يمكنه الحصول، بصورة مباشرة، على ما جُمع تحت تذكرة بايدن-هارس. وقالت حملة هاريس إنها جمعت 49.6 مليون دولار منذ انسحاب بايدن وإعلانه عن دعمها، وهو ضخ نقدي ضروري لحملة واجهت جفافاً في جمع التبرعات، حيث أحجم المانحون عن المساهمة بسبب المخاوف المتزايدة بشأن صحة بايدن، وقدرته على خدمة فترة ولاية ثانية. كان يوم الأحد أكبر يوم لجمع التبرعات عبر الإنترنت للديمقراطيين في دورة 2024، وفقاً لـ ActBlue، منصة المنح الرقمية للحزب.

أموال ضخمة

ومنحت لجنة العمل السياسي الديمقراطية، التابعة لسوروس 10 ملايين دولار، إلى Future Forward PAC و5.6 ملايين دولار إلى American Bridge، التي تدعم المرشحين التقدميين. كما تصدى جيمي باتريكوف، منتج الأفلام والمتبرع، لدعم هاريس، وكان قد استضاف لها حملة لجمع التبرعات في عام 2019 خلال محاولتها الفاشلة للحصول على الترشيح. وقال باتريكوف في مقابلة: "سيرى الآخرون أنها الخيار الأفضل للديمقراطيين للتغلب على دونالد ترامب". وأضاف: "في المناظرة، سوف تقضي على دونالد ترامب." وقال إن أنصار هاريس "سيبذلون كل ما في وسعهم للتغلب على دونالد ترامب. سيشمل ذلك جمع الأموال، وطرق الأبواب، وإجراء المكالمات الهاتفية، وإقامة الأحداث. لا يوجد شيء أكثر أهمية بالنسبة لي من هذه الانتخابات". وقال ريك كاروسو، وهو ملياردير مطور عقاري في لوس أنجليس، إن هاريس قد تبرز بالفعل باعتبارها أفضل خيار للديمقراطيين، لكنه مع ذلك دعا إلى مسابقة لاختيار المرشح. 

وقال كاروسو في منشور على موقع "X": "إن السماح بعملية مفتوحة يتوافق مع القوة الأساسية لديمقراطيتنا". وشملت تبرعات كاروسو الأخيرة مبلغ 50 ألف دولار للجنة الحملة الانتخابية للكونغرس الديمقراطي في مارس/آذار، و10 آلاف دولار لشركة DNC Services Corp، وفقاً لموقع "أوبن سكرتس". وكاروسو جمهوري سابق سجل نفسه ديمقراطياً في عام 2022، عندما ترشّح لمنصب عمدة لوس أنجليس دون جدوى، بالرغم من إنفاقه أكثر من 100 مليون دولار من ثروته الشخصية على تلك الحملة.

وشدد نوفوغراتز، الملياردير، مؤسس شركة Galaxy Digital Holdings، على أن أي شخص يرشحه الديمقراطيون سيكون أفضل من البديل. وقال المستثمر الذي تبرع لبايدن في عام 2020 لكنه لم يمنحه أي أموال هذا العام، إن على المؤيدين التنظيم بسرعة بمجرد اختيار المرشح. وأضاف "هناك الكثير مما يجب أن يحدث. يجب جمع الأموال، ويجب تنظيم حملة، ويجب إظهار الاسم. من يجري اختياره سيبدو أصغر سناً وأكثر ذكاءً وأكثر جاذبية من الرجل المدان بارتكاب جنايات".

المساهمون