قالت روسيا، اليوم السبت، إنه لم يُتفق بعد على تمديد المبادرة التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مؤكدة إصرارها على وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة من دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين قوله، إن المحادثات مع مسؤولي الأمم المتحدة في جنيف، أمس الجمعة، كانت مفيدة ومفصلة، لكن مسألة تجديد الاتفاق، الذي ينتهي سريانه في غضون أسبوع واحد، لم تحل بعد.
وأضاف أنه لا يمكن تحقيق تقدم ما لم يُعاد ربط بنك حكومي روسي يمول قطاع الزراعة بنظام "سويفت" العالمي للمدفوعات، وهو ربط قطعته العقوبات الغربية.
وأشار بيان لوزارة الخارجية الروسية إلى أن شحنات الحبوب الأوكرانية و"تطبيع" الصادرات الزراعية الروسية كانت جزأين غير قابلين للتجزئة من حزمة تدابير واحدة، تهدف لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وذكرت الوزارة، في بيان بشأن محادثات أمس الجمعة، أنه "جرى التأكيد أن ضمان وصول المواد الغذائية والأسمدة الروسية من دون عوائق إلى الأسواق العالمية هو وحده الذي من شأنه تحقيق استقرار في الأسعار".
وقالت الأمم المتحدة، في بيان أمس الجمعة، إن المشاركين "ما زالوا ملتزمين بتنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود، وأجروا مناقشات بناءة بشأن استمرارها".
ونقلت "تاس" عن فيرشينين قوله إن إعادة ربط (روسلخوز بنك) بنظام "سويفت" هو نقطة أساسية.
وقال إنه "من دون ذلك، بالطبع، لا يمكننا ببساطة المضي قدما"، مضيفا أن مسؤولي الأمم المتحدة أكدوا لروسيا أنهم "يعتبرون هذه المسألة أساسية أيضا".
وأعلن الاتحاد الأوروبي، في الثالث من يونيو/حزيران، أنه سيستبعد البنك من نظام "سويفت" في إطار الموجة السادسة من العقوبات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
دعوات أميركية لتجديد الاتفاقية
وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية، السبت، إن وزيرها أنتوني بلينكن ونظيره الأوكراني دميتري كوليبا أكدا أهمية تجديد اتفاقية تصدير الحبوب قبل انتهائها في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
جاء ذلك في لقاء جمع الوزيرين في بالعاصمة الكمبودية بنوم بنه، على هامش قمة منظمة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".
وذكرت الخارجية الأميركية، في بيان على لسان متحدثها نيد برايس، أن بلينكن وكوليبا ناقشا "التزام الولايات المتحدة الثابت بمساعدة أوكرانيا في التخفيف من آثار الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية الحيوية، وتسريع المساعدات الإنسانية وجهود الاستعداد لفصل الشتاء".
وشدد الطرفان على "أهمية تجديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب قبل انتهاء صلاحيتها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ودورها في دعم الأمن الغذائي العالمي"، حسب البيان.
وتتهم أوكرانيا روسيا بالضغط على العالم بسلاح الجوع، فيما تنفي روسيا، التي حالت سفنها الحربية دون الوصول إلى الموانئ الأوكرانية حتى دخل الاتفاق المبرم في يوليو/تموز حيز التنفيذ، استغلال قضية الحبوب أداةً لكسب نفوذ في الصراع.
وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق الذي أبرم في يوليو /تموز أتاح تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، ما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية.
إلا أن روسيا شكت مرارا من أن شحناتها من الحبوب والأسمدة، رغم أنها غير مستهدفة بصورة مباشرة بعقوبات غربية، لا تصل فعليا إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي تقيد حصول شركات الشحن على التمويل والتأمين ودخول الموانئ.
وعلقت روسيا مدة وجيزة مشاركتها في الاتفاق في 29 أكتوبر/تشرين الأول بعد هجوم على أسطولها في البحر الأسود، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد بلاده إلى الاتفاق بعد أربعة أيام فقط، إثر وساطة قام بها نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)