أنقذت شركة ناقلات هندية تجارة النفط الروسي من العقوبات الغربية التي استهدفت نقل النفط الروسي ومشتقاته إلى الأسواق العالمية.
وعبر هذه الشركة تمكنت روسيا من الاستمرار في نقل نفطها إلى الأسواق الآسيوية، متحدية بذلك مخاوف موسكو من تداعيات حظر التأمين على الناقلات البترولية.
وحسب تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد، يساعد مكتب صغير في إحدى ضواحي مومباي في شرح كيفية استمرار تدفق الخام الروسي إلى الأسواق الآسيوية. والمكتب تديره شركة شحن هندية أنشئت خلال العام الماضي تدعى "غاتيك"، لم تكن تملك سفينة واحدة حتى عام 2022 والآن تملك 25 ناقلة نفط.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا سيطرت هذه الشركة على خمس وعشرين ناقلة استخدمتها في نقل النفط الخام الروسي على طول الطرق التجارية إلى آسيا.
وتعد "غاتيك شيب منجمنت" Gatik Ship Management من بين أنشط الشركات الناشئة التي اختارت شراء ناقلات النفط القديمة لتحل محل الناقلات النفطية المملوكة للغرب، والتي لم تعد تتعامل مع روسيا بسبب الحظر الغربي والعقوبات على مخترقيه. ويساعد هذا الأسطول الجديد موسكو في نقل النفط الخام الروسي للمشترين في آسيا، وفقاً لمسؤولي شحن ووسطاء في نيويورك ولندن تحدثوا لـ"وول ستريت جورنال".
وأكد شخص رد على الهاتف في مكتب غاتيك أن الشركة تدير نحو 25 ناقلة نفطية. وقال إنه كان موظفاً في شركة تنتمي إلى مجموعة شبيهة بـ"غاتيك".
في الصدد ذاته، قال الرئيس التنفيذي لمالك الناقلات الأوروبية "فرونت لاين"، لارس بارستاد، لـ"وول ستريت جورنال"، أدى الحظر النفطي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي والقيود القصوى للأسعار بقيادة الولايات المتحدة على أمل حرمان روسيا من جزء كبير من دخلها النفطي، إلى توقف الناقلات الغربية وشركات التأمين من التعامل مع الخام الروسي الذي يتداول حالياً فوق 60 دولاراً للبرميل.
واختار العديد من مالكي الناقلات الابتعاد تماماً عن السوق الروسية، وباتت روسيا تبيع شحناتها النفطية في الغالب للمشترين في آسيا، مما يتطلب إبحاراً أطول بكثير مقارنة بأوروبا.
من جانبه، قال كبير الاقتصاديين في شركة "فورتيكسا" اللندنية للبيانات، ديفيد ويش: "لا يوجد مؤشر حقيقي على وجود نقص في السفن لنقل النفط الروسي، رغم المشاكل التي قد تظهر في المستقبل".
ويجري تداول خام برنت القياسي العالمي عند حوالي 87 دولاراً للبرميل، وهو سعر أعلى قليلاً مما كان عليه عندما دخلت العقوبات حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وبالتالي فإن مخاوف الغرب من أن تؤدي العقوبات إلى ارتفاع أسعار النفط قد اختفت حتى الآن، ولكن على الصعيد الروسي لم تنجح العقوبات حتى الآن في تحجيم صادرات موسكو، حيث لا تزال صناعة النفط الروسية شريان الحياة لاقتصادها، رغم التحديات القاسية. وأهم هذه التحديات الخصم الكبير الذي تقدمه على نفطها لجذب المشترين. وربما ستلحق جولة أخرى من العقوبات الغربية ضرراً بالصادرات الحيوية للوقود المكرر مثل الديزل، والتي ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.
وحسب بيانات شركة "كيبلر" الأميركية التي تراقب حركة الشحنات النفطية، فإن روسيا في طريقها لتصدير 158 مليون برميل من الخام بحراً هذا الشهر، وسيكون هذا أحد الأشهر الخمسة التي تأثرت بالعقوبات، ولكنه يمثل انتعاشاً جزئياً مقارنة بانخفاض الشحنات في ديسمبر/ كانون الأول.
وقال مسؤولو الشحن الروس إن توافر الناقلات لا يمثل مشكلة بالنسبة لنا، حيث تنقل شركة فرعية، مقرها دبي، تابعة لعملاق الشحن الروسي "باو سوفوكومفلوت" الخام الروسي، كما تقوم بعض شركات الشحن الغربية الكبرى، بما في ذلك واحدة من أكبر شركات الشحن في اليونان، بنقل الخام الروسي أيضاً، حيث يتم تداول النفط تحت سقف السعر، وبالتالي لا تخضع الشركة اليونانية للعقوبات. ولم يقم متحدث باسم "باو سوفوكومفلوت" بالرد على استفسارات "وول ستريت جورنال".
ومن بين صفقات شراء الناقلات القديمة التي نفذتها شركة "غاتيك" الهندية 20 ناقلة يونانية، جرت تسمية العديد منها بأسماء شخصيات أسطورية يونانية مثل Electra و Odysseus وHector، ليرتفع عدد الناقلات حالياً إلى 25 ناقلة، يبلغ عمرها في المتوسط 17 عاماً، وفقاً لقاعدة بيانات الشحن التابعة للاتحاد الأوروبي.