توقف صعود الدولار اليوم الخميس وسط مساع لاستيضاح ملامح السياسات التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة.
وواصلت بيتكوين صعودها السريع صوب مستوى مئة ألف دولار وهو مسار مستمر منذ بضعة أسابيع بدفعة من آمال بأن ترامب سيهيئ بيئة تنظيمية مواتية أكثر للعملات المشفرة. ولامست بيتكوين مستوى مرتفعا غير مسبوق اليوم الخميس مسجلة 97902 دولاراً بدفعة من تقرير أفاد بأن شركة ترامب للتواصل الاجتماعي تجري محادثات لشراء شركة باكت لتداول العملات المشفرة. وفي أحدث تداولات ارتفعت بيتكوين 2.54% إلى 96860 دولارا.
وهبط مؤشر الدولار 0.11% مسجلا 106.49 لكنه احتفظ بأغلب مكاسب الجلسة السابقة بعد أن قارب الأسبوع الماضي أعلى مستوى له في عام أمام سلة عملات عند 107.07.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر/ كانون الأول، على أن يقر تخفيضات أقل في 2025 مقارنة بالتوقعات التي صدرت قبل شهر بسبب خطر ارتفاع التضخم جراء سياسات ترامب.
ارتفاع الدولار بعد فوز ترامب
وزاد الدولار بأكثر من اثنين بالمئة منذ فوز ترامب بدفعة من رهانات على أن سياساته ستؤجج التضخم وتحد من الخطوات المقبلة من المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة.
وزاد اليورو قليلا بنسبة 0.09% مسجلا 1.0554 دولار بعد أن هبط 0.5% أمس الأربعاء ليعود بذلك صوب أدنى مستوى أمام الدولار منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والذي سجله الأسبوع الماضي وبلغ 1.0496 دولار.
وشهد الجنيه الإسترليني ارتفاعا طفيفا أيضا بلغ 0.04% مسجلا 1.2652 دولار.
وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا اليوم الخميس إن البنك المركزي سيأخذ في اعتباره تحركات أسعار الصرف وهو يعد توقعاته للاقتصاد والأسعار. وتخلى الدولار عن بعض مكاسبه أمام الين بعد تلك التصريحات وهبط 0.51% إلى 154.63 يناً.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ارتفاع سعر الدولار الأميركي، الذي سجلته الولايات المتحدة منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب، يحمل في طياته مخاطر على الاقتصادات الآسيوية، ويجعلها تتأهب لعاصفة تجارية محتملة، يواجه فيها محافظو البنوك المركزية مهمة صعبة وخطيرة لتحقيق التوازن.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن ارتفاع الدولار يأتي بصورة جزئية بسبب التعريفات الجمركية الضخمة التي اقترحها الرئيس المنتخب، والوعود بتخفيضات الضرائب والحملة الصارمة على الهجرة، والذي من شأنه أن يدفع التضخم للارتفاع.
وأردفت الصحيفة أن ارتفاع التضخم يعني قيام الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) برفع أسعار الفائدة ولفترة طويلة، واستندت الصحيفة في هذا الرهان إلى الارتفاع الكبير في عوائد السندات، حيث تؤدي توقعات الأسواق برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم إلى زيادة عوائد السندات.
وتميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى جعل العملة أكثر جاذبية، وفقا للصحيفة، حيث إن أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة تجعل الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، حيث توفر العوائد المرتفعة على الأصول الأميركية مزيدا من المحفزات للاستثمار في الاقتصاد الأميركي، وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار الأميركي ورفع قيمته مقابل العملات الأخرى.. وذهبت "وول ستريت جورنال" إلى أن كل هذا من شأنه أن يسبب للبنوك المركزية في آسيا مشاكل خطيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تظل فيه الصين الهدف الرئيسي للرسوم الجمركية التي تعهد الرئيس المنتخب بفرضها على أكثر من 60% من وارداتها إلى الولايات المتحدة، إلا أن تأثير ذلك قد يمتد ليشمل الاقتصادات المترابطة في منطقة آسيا.
وأضافت أن آسيا، باستثناء الصين، أصبحت تعتمد على الطلب الأميركي بصورة متزايدة، حيث ارتفعت حصتها من الصادرات إلى أميركا من 11.7% في أكتوبر 2018 إلى 14.7% في الوقت الحالي، وذلك وفقا لبنك "مورغان ستانلي"، وأوضحت أن هذا التحول يعكس جزئيا إعادة توجيه الصادرات الصينية عبر دول جنوب شرق آسيا.
(رويترز، قنا)