استمع إلى الملخص
- **دور البنوك المركزية والطلب الاستهلاكي في دعم أسعار الذهب**: مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الطلب الاستهلاكي في الهند والصين يدعمان ارتفاع أسعار الذهب، حيث كثّف بنك الاحتياطي الهندي مشترياته بشكل كبير.
- **تأثيرات السوق العالمية على أسعار الذهب**: تراجع مؤشر الدولار وارتفاع أسعار النفط الخام ومؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو يدفعان أسعار الذهب للارتفاع، مع تأثير تصريحات ترامب حول الدولار القوي.
يتجه سعر الذهب بخطوات ثابتة لتجاوز 2500 دولار للأوقية "ألأونصة" مستفيداً من الاضطرابات الأوروبية ومحاولة اغتيال مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب. وحسب موقع "زيرو هيدج" الأميركي تم شراء الذهب من قبل الصناديق الأميركية أمس الأربعاء أعلى من 2500 دولار في العقود الآجلة. وتشير بيانات بلومبيرغ أمس، إلى أن أوقية الذهب في عقود أغسطس /آب كسبت أكثر من 15 دولاراً وارتفعت إلى 2483.5 دولارا. وعادة ما تقود العقود الآجلة مسار الأسعار الفورية للمعدن الثمين.
وقال تقرير "زيرو هيدج": "المستثمرون يضاربون على صعود المعدن الأصفر بقوة، ويتطلعون إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار على المدى القريب".
كما أن العوامل الفنية الصعودية ومفاهيم السوق المتنامية بأن بنك الاحتياط الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الخريف تدفع سعر الذهب نحو الارتفاع، حيث يعني ذلك تراجع سعر صرف العملة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، تعاني أسعار الفضة في الوقت الحاضر، حيث يبيع المستثمرون الفضة لشراء الذهب. وارتفع سعر الذهب في أغسطس/آب في أحدث التعاملات الفورية، حسب بيانات موقع "كيتكو" المتخصص في المعادن النفيسة.
ويقول تحليل بمجلة بارون أن الذهب يمكن أن ينتعش خلال الشهور المقبلة. ومن بين العوامل التي ستدفع الذهب للارتفاع خلال العام الجاري، مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الطلب الاستهلاكي في الهند وربما كذلك في الصين.
وقال مجلس الذهب العالمي إن بنك الاحتياطي الهندي كثّف مشترياته من الذهب في يونيو، مسجلاً أعلى وتيرة شراء شهرية منذ ما يقرب من عامين، ليعزز مكانته كثاني أكبر البنوك المركزية شراء للذهب هذا العام.
ووفقًا لتقرير صادر الأربعاء، اشترى البنك المركزي الهندي 9.3 طن ذهب خلال يونيو، وهو ما تجاوز متوسط الشراء الشهري البالغ 5.6 طن منذ بداية العام، لترتفع حيازته لمستوى قياسي قدره 840.7 طن، وهو ما يشكل 8.7% من الاحتياطيات الأجنبية، مقارنة بـ 7.4% قبل عام.
وبلغ إجمالي مشتريات البنك الهندي من الذهب خلال النصف الأول، 37.1 طن، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013، ويمثل زيادة بأكثر من ثلاثة أمثال مشترياته قبل عام، لتتجاوز المشتريات إجمالي عمليات الاستحواذ خلال العامين الماضيين.
ومن بين العوامل الأخرى التي يرى موقع "كيتكو" أنها ستساهم في ارتفاع سعر الذهب ارتفاع مؤشرات النمو الاقتصادي في منطقة اليورو واحتمال تحسن الأداء الاقتصادي للنمو في الصين. ويصادف هذا الأسبوع بداية الجلسة المكتملة الثالثة للجنة المركزية الصينية، وهو اجتماع يستمر أربعة أيام لقيادة الحزب الشيوعي لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية طويلة المدى. وهي جلسة تعقد مرة واحدة كل خمس سنوات. وفي حال تحسن النمو الصيني، فإن الاستهلاك التجاري للذهب سيرتفع ويدعم الطلب العالمي على الذهب.
وشهدت بيانات أوروبية مساء يوم الثلاثاء، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو لشهر يونيو/حزيران بنسبة 0.2% على أساس شهري، وبنسبة 2.5% على أساس سنوي. وكانت هذه الأرقام متوافقة مع توقعات السوق وأظهرت تضخمًا أكثر برودة في منطقة اليورو.
كما شهدت الأسواق الخارجية الرئيسية أمس الأربعاء تراجع مؤشر الدولار بقوة وارتفعت أسعار النفط الخام في نايمكس قليلاً وتم تداولها عند مستوى 81.00 دولاراً للبرميل. يبلغ العائد القياسي لسندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات حاليًا 4.175%.
ومعروف أن أسعار الذهب تتحرك في اتجاه عكسي لتحركات الدولار، فكلما تراجع مؤشر الدولار، سيرتفع سعر الذهب. ويبدو أن الأسواق العالمية أخذت في حساباتها تصريحات المرشح الأقوى للفوز بالانتخابات الأميركية، دونالد ترامب مأخذ الجد. وكان ترامب قد قال في حملته الانتخابية إنه يرى أن الدولار القوي لن يكون في صالح الشركات الأميركية والتجارة الخارجية.