صندوق النقد يحذر من تخلف أميركا عن سداد ديونها.. "تداعيات خطيرة للغاية" على الاقتصاد العالمي
قال صندوق النقد الدولي يوم الخميس إن التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة، الناجم عن الإخفاق في رفع سقف ديونها، سيكون له "تداعيات خطيرة للغاية" على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الاقتراض المحتملة.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد جولي كوزاك، في إفادة صحافية، إنه يتعين على السلطات الأميركية توخي الحذر بشأن نقاط الضعف الجديدة في القطاع المصرفي الأميركي، بما في ذلك البنوك الإقليمية، والتي يمكن أن تظهر.. في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة".
وتزامنت تحذيرات المؤسسة الدولية مع كلمات الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس" جيمي ديمون، الذي أكد أن الأسواق المالية ستشهد حالة من الذعر مع اقتراب الولايات المتحدة من التخلف عن سداد ديونها السيادية.
وقال رئيس أكبر بنك في أميركا، والرئيس التنفيذي الوحيد الذي احتفظ بمنصبه بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، في مقابلة مع محطة "بلومبيرغ"، إن التخلف الفعلي عن سداد الديون سيكون كارثياً للولايات المتحدة، لكنه توقع تفادي السيناريو الأسوأ مع اضطرار المشرعين للاستجابة إلى القلق المتزايد.
وأضاف: "كلما اقتربنا من التعثر عن السداد، سنشهد حالة من الذعر في شكل تقلبات في سوق الأسهم وارتفاع عوائد سندات الخزانة".
وأشار ديمون، المقرب من دوائر صنع القرار المالي والاقتصادي الأميركي، إلى أن "جيه بي مورغان"، الذي تتجاوز أصوله 3.7 تريليون دولار، استنفر قواه استعدادًا لتخلف الحكومة عن السداد.
وأكد الرئيس التنفيذي للبنك أن في بنكه ما يسمى بغرفة الحرب، التي تجتمع أسبوعيًا، ومن المرجح أن تجتمع يوميًا بدءًا من 21 مايو/أيار. وحث ديمون قادة الحزبين على تقديم التنازلات لتجنب النتيجة المدمرة، مؤكداً على أهمية التفاوض من أجل الوصول إلى حل ما.
وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد حذرت من تداعيات كارثية على الاقتصاد ووضع الأسر والشركات الأميركية، في حال فشل الكونغرس في رفع سقف الدين قبل الأول من شهر يونيو المقبل.
واليوم الخميس، كررت يلين تحذيرها، مؤكدةً أنّ الفشل في تجنب التخلف عن سداد الديون، الذي يلوح في الأفق، من شأنه أن يقوّض مكانة واشنطن الدولية، وقدرتها على الدفاع عن الأمن القومي للولايات المتحدة.
ودخل الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريون في الكونغرس في مواجهة حول رفع سقف الدين الأميركي البالغ 31.4 تريليوناً، حيث طالب قادة الحزب الجمهوري بوعود حول تخفيضات في الإنفاق في المستقبل قبل الموافقة على رفع سقف الدين، في حين يصر بايدن على زيادة السقف وإبقاء محادثات الميزانية منفصلة.
بدوره، لم يترك الرئيس السابق دونالد ترامب الفرصة، في مقابلته مع قناة "سي أن أن" مساء الأربعاء، حيث ألقى باللوم على غريمه، الذي انتزع منه البيت الأبيض قبل أكثر من عامين، في الأزمة الحالية.
ونصح ترامب قادة الحزب الجمهوري بـ"عدم تقديم تنازلات في المفاوضات الحالية، وعدم الموافقة على رفع سقف الدين، وصولاً إلى التخلف عن سداد الديون".