عام على انطلاق "العربي الجديد"

01 ابريل 2015
"العربي الجديد" نقطة التحول الأبرز في حياتي المهنية(العربي الجديد)
+ الخط -
شاركت في تأسيس مشروعات إعلامية كثيرة ومتنوعة، منها ما هو صحفي ومنها ما هو تلفزيوني، ورأست تحرير مجلات اقتصادية عدة، وعلى مدى ربع قرن عملت في صحف اقتصادية يومية ووكالات أنباء كبري آخرها وكالة الأناضول للأنباء التركية حيث كنت أشغل منصب رئيس قسم الاقتصاد فيها.

لكن التجربة التي أعتبرها تمثل نقطة التحول الأبرز في حياتي المهنية هي صحيفة "العربي الجديد"، ذلك لأنني وجدت نفسي في هذه التجربة الصحفية الثرية التي مر على انطلاقها عام أمس الأول، حيث نجح فريق من الشباب العربي الحالم والمتناغم فكرياً في إطلاق نوع جديد من الصحافة العربية القريبة من الناس والجمهور، صحافة تعبّر عن رجل الشارع وليست صوتاً للحكام العرب أو النخبة السياسية والمثقفين ورجال الأعمال وأصحاب المصالح السياسية والاقتصادية، صحافة تعبر عن ثورات الربيع العربي وأحلام الشباب في الحصول علي لقمة عيش كريمة والحرية والعدالة الاجتماعية.

لن أتحدث هنا عن المادة المميزة بالجريدة والموقع سواء كانت سياسية أو مقالات رأي أو مجتمع وميديا ومنوعات ورياضة وغيرها من الفنون الصحفية، بل سأتحدث عن تجربة جديدة في الصحافة الاقتصادية ارستها تجربة "العربى الجديد" رغم قصر عمرها مقارنة بكبريات الصحف الاقليمية والعربية التي مر علي اطلاقها عشرات السنوات.

في هذه التجربة الوليدة نجح فريق من الصحفيين العرب المحترفين بقسم الاقتصاد في إرساء علم جديد أطلقت عليه اسم "أنسنة الاقتصاد" والذي يعني تحويل الاقتصاد من مادة جافة عصية على فهم الكثيرين إلى مادة بسيطة يفهمها الجميع، لأنها ترتبط بحياة الناس ومطالبهم الحياتية والمعيشية اليومية.

في تجربة " العربي الجديد" كان خبر عن زيادة سعر أنبوبة غاز الطهو أهم عندنا من تقرير مطول يحكي عن مكاسب بمليارات الدولارات حققها مضاربون في أسواق النفط والسلع العالمية، وكان خبر عن ارتفاع أسعار السلع في الأسواق العربية أو الدولية هو الموضوع الرئيسي لصفحاتنا الاقتصادية.

لم نهتم بالأرقام المجردة والنسب المئوية والمؤشرات الاقتصادية وتذبذبات أسعار الأسهم والسندات بالبورصات وتحركات أسواق المال رغم أهميتها الشديدة لمجتمع المال والأعمال، بل حولناها لحكايات بسيطة ترتبط بالحياة المعيشية للمواطنين العرب ولقمة عيشهم.

قمنا بترجمة أرقام النمو والتضخم إلى واقع يعيشه المواطن العربي البسيط ويرتبط باحتياجاته اليومية من مأكل ومشرب وصحة وتعليم.

لدينا، وفي صحيفتنا الوليدة والرصينة لا تجد تقارير تسرد فضائح لرجال الأعمال بهدف ابتزازهم، ولا تجد أخباراً عن كبار المستثمرين بهدف تلميعهم ومساعدتهم علي حصد مزيد من الأموال وملايين الدولارات، ولن تجد خبراً مدسوساً عن شركة بهدف زيادة المضاربة علي أسهمها المقيدة فى البورصة، وبالتالي تحقيق أصحابها مزيد من المكاسب المادية والمعنوية في الأسواق.

في جريدتنا " العربي الجديد" لا تقرأ كثيراً كلمات وعناوين لا يفهمهما كثيرون من عيّنة زيادة معدل النمو الاقتصادي وتحسن بمؤشر التضخم وتراجع أرقام المستهلكين وإبرام صفقات كبري في قطاع المعادن والنفط، بل تقرأ عن تفاصيل الحياة المعيشية للمواطن وما يرتبط بها من أسعار ورواتب وفرص عمل ووظائف وأسواق وفرص استثمار، تقرأ عن انعكاس زيادة أسعار الذهب علي أسعار السلع في الأسواق خاصة الغذائية.

تميزنا في "العربي الجديد" حينما تحدثنا كثيراً عن المال السياسي ودوره في إجهاض الثورات العربية والتمويل المشبوه للأحزاب السياسية العربية.

عبرنا عن تطلعات الشباب الذين كانوا الشعلة الأولي لثورات الربيع العربي، حينما رحنا نفرد مساحات واسعة من صفحاتنا للحديث عن هموم الشباب العربي ومعركتهم لانتزاع حقوقهم الأساسية من لقمة عيش وفرصة عمل كريمة.

تحدثنا في صفحاتنا عن العدالة الاجتماعية وضرورة مكافحة الفساد وضرورة توزيع الثروة والقضاء على مجتمع النصف في المائة من الأغنياء.


اقرأ أيضا:

خطورة الاتفاق النووي الإيراني على المنطقة
المساهمون