زادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة، وأثر غلق قناة السويس لمدة أسبوع على سلاسل الإمداد العالمية، مما هدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.
وقررت بعض شركات الشحن تغيير مسار شحناتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي. وجاء في مذكرة لشركة إيه.بي. مولر ميرسك أنها أعادت توجيه 15 سفينة على الأقل إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بعدما رأت أن مدة الرحلة ستتساوى مع التأخير الحالي الناجم عن الإبحار إلى السويس والانتظار هناك.
وأضافت ميرسك "بالنظر إلى عدد السفن المنتظرة في الوقت الحالي، فإن الأمر قد يحتاج إلى ستة أيام أو أكثر لعبور الطابور بأكمله".
وقالت شركة "لويدز ليست" إنّ غلق قناة السويس يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليارات دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا. وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5.1 مليارات دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4.5 مليارات دولار.
وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة أفريقيا، وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر إضافية إلى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن "المجموعة قرّرت تحويل خط سير اثنتين من سفنها المتجهة إلى آسيا لرأس الرجاء الصالح، وأنها تدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية".
وحسب مراقبين فإن إعلان هيئة قناة السويس عن إنهاء أزمة السفينة الجانحة سيدفع الشركات إلى تعديل قراراتها والانتظار للمرور عبر قناة السويس خلال الأيام المقبلة. وبث التلفزيون المصري الرسمي، مقطعا مصورا، لتحرك السفينة في منتصف الممر الملاحي لقناة السويس، يتقدمها ويجاورها 15 قاطرة، في اتجاه منطقة البحيرات.
وأوضح أن السفينة البنمية تسير بمحركاتها بسرعة 1.5 عقدة وبتوجيه من قاطرات قناة السويس.
من جهته قدّر رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع السبت الماضي الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار. وأعلنت وزارة النفط السورية بداية الأسبوع الجاري، أنها تعمد إلى "ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية" لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب إغلاق قناة السويس. وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة العبور.
وحذّرت منظمة "أنيمالز إنترناشونال" غير الحكومية من "مأساة" محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان. إلا أن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك أنها قررت إرسال فرق خدمات بيطرية، وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن "حفاظا على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية".
والسفينة الجانحة مملوكة لشركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة "إيفرغيفن" التايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع. وتراجعت أسعار النفط الخام بعد الإعلان عن إحراز تقدم في تعويم السفينة، إذ تراجع خام برنت نحو 0.45 دولار ليصل إلى 64.12 دولارا للبرميل. كما ارتفع سعر سهم شركة إيفرغيفن المؤجرة للسفينة والمدرجة في تايوان بنسبة 1.75 بالمئة.