قوة الدولار تقضّ مضاجع الأسواق الناشئة مجدداً

07 نوفمبر 2024
دولارات أميركية في مدينة فويانغ شرقي الصين، 7 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

عاد الدولار القوي للبروز مع إعلان دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت الأربعاء ليقضّ مضاجع الأسواق الناشئة، خاصة تلك المثقلة بديون دولارية. وعقب إعلان الفوز الذي منح ترامب أغلبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ، ارتفعت العملة الأميركية بقوة على الرغم من أنه قال إنه يأمل في دولار ضعيف. ووفق محليين، فإن فوز ترامب الكاسح في الرئاسة وحزبه في الكونغرس يعني أنه يستطيع تمرير سياسته الاقتصادية بسهولة. واتسم رد الفعل الفوري بسوق الصرف العالمي بالارتفاع القوي في قيمة الدولار مقابل العملات العالمية، وعلى رأسها اليورو والجنيه الإسترليني واليوان والين الياباني.

وقالت هيلين جيفن المديرة المساعدة بشركة "مونيكس" الأميركية لصرف العملات في تعليقات يوم الأربعاء، إن "إدارة ترامب من المحتمل أن تعني المزيد من الإنفاق واقتصادًا أكثر سخونة وحواجز عالية على التجارة الدولية، وبالتالي فإن سياسات ترامب ستزيد من قوة الدولار". ويسلط تعليقها الضوء على توقعات زيادة النشاط الاقتصادي والضغوط التضخمية المحتملة في الاقتصاد الأميركي التي تؤدي إلى قوة الدولار.

من جانبه، وصف باريش أوبادهيايا من شركة "أموندي يو إس" الأميركية رد فعل السوق بأنه "تحول جذري في أسواق العملات"، مشدداً على أنه يجب على المستثمرين الآن أن يأخذوا في الاعتبار التعريفات التجارية وتأثيراتها على التضخم في الولايات المتحدة والنمو العالمي. وأشار إلى أن هذا التحول يمكن أن يؤثر على كيفية تفاعل مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.

وتوقع محللون في سوق الصرف أنه في ظل سيناريو "الاكتساح الأحمر"، حيث يسيطر الجمهوريون على الكونغرس والرئاسة، يمكن أن يرتفع الدولار بنسبة 5% أخرى مع تفعيل أجندة ترامب. ويعكس هذا التفاؤل بشأن التخفيضات الضريبية المحتملة وغير ذلك من السياسات الداعمة للأعمال التي تعمل على تعزيز قيمة الدولار.

وعلق محللون في بنك ويلز فارغو الأميركي على تفضيل ترامب دولاراً أضعف، لكنهم أشاروا إلى أن تحقيق ذلك سيتطلب التنسيق مع بنك الاحتياط الفيدرالي، وهو ما يرون أنه غير مرجح في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. ويشير تحليلهم إلى الشكوك حول قدرة ترامب على التأثير في قوة الدولار دون دعم أوسع. وفي الصدد ذاته، أبرزت دراسة لمصرف "جي بي مورغان" نُشرت يوم الأربعاء أن كل زيادة بنسبة 2% في الدولار يمكن أن تقلل من نمو أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1%. وتؤكد هذه النتيجة المخاوف بشأن مدى تأثير قوة الدولار سلباً على ربحية الشركات الأميركية متعددة الجنسيات. ولاحظت خدمة "ماركت بيلس" التابعة لشركة أونادا"، يوم الأربعاء، أن تهديدات ترامب بفرض تعريفات جمركية على مختلف البلدان من المرجح أن تدعم الدولار من خلال رفع توقعات التضخم وأسعار الفائدة. وتوقع التعليق أن تؤدي مثل هذه السياسات إلى حروب تجارية تزيد من تعزيز مكانة الدولار في الأسواق العالمية، وذلك ببساطة لأن الدولار والأصول الأميركية ستصبح ملاذاً آمناً للمستثمرين.

عملات خاسرة مقابل الدولار

على صعيد العملات الخاسرة، كان البيزو المكسيكي من أكبر الخاسرين بعد فوز ترامب، حيث انخفض بنحو 2.3% أمام الدولار. ويعكس هذا التراجع المخاوف بشأن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على الواردات من المكسيك ودول أخرى، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على العلاقات التجارية والاستقرار الاقتصادي للمكسيك.

كما أن سياسة الهجرة ستؤثر سلباً على تدفق التحويلات بالدولار التي يرسلها العمال المكسيكيون إلى عائلاتهم. ولكن يرى محللون أن جميع عملات الأسواق الناشئة الأخرى ستواجه ضغوطًا هبوطية بسبب المخاوف من زيادة التعريفات الجمركية والتوترات التجارية في ظل إدارة ترامب، خاصة عملات الدول التي تعتمد على الصادرات إلى الأسواق الأميركية.

وغالباً ما تدفع الضغوط الأميركية على عملات الأسواق الناشئة إلى هروب العملات الصعبة منها، وكثيراً ما يتفاعل المستثمرون مع السياسات الحمائية المحتملة من خلال الابتعاد عن الأصول الأكثر خطورة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة عملات الأسواق الناشئة.

أما بالنسبة لليوان الصيني، فمن المتوقع أن يواجه تحديات كبيرة نظرًا لموقف ترامب المتشدد بشأن زيادة التعريفات الجمركية على الصين، والتي ربما تصل إلى 60%. وهذا يعني تراجع الصادرات وإضعاف العملة الصينية. وفي أوروبا، تراجعت عملتا اليورو والإسترليني. كما انخفض الين بشكل كبير مقابل الدولار بعد الانتخابات، حيث انخفض بنسبة 5% تقريبًا خلال أسبوع.

المساهمون