كورونا يحفز الفرنسيين على الاستقالة بحثاً عن وظائف أفضل

19 فبراير 2022
تم تحسين الأجور في مجالي الفنادق والمطاعم والنقل البري (Getty)
+ الخط -

لعبت الأزمة الصحية مع تفشي فيروس كورونا في فرنسا دورًا كبيرًا في زيادة الرغبة بتغيير المهن لدى كثيرين، بحسب دراسات حديثة وباحثين.

ويقول موظف لديه عقد عمل مؤقت في مقابلة أجراها معهد "BVA" لدراسة نشرتها هيئة مهارات فرنسا "France Competences"،: "لا تحسّن في الراتب ولا تطور وظيفياً. في وقت من الأوقات يساهم الوضع المالي والنضوج في إدراك أن هذا الوضع لم يعد مناسبًا".

وترى الهيئة التي تنشط في تمويل وتنظيم التدريب المهني أن "الأزمة الحالية تلعب دورًا في تسريع عملية طرح تساؤلات حول معنى وشروط ممارسة مهنتنا".

ووفقًا لاستطلاع الهيئة فإن 58% من العمال الناشطين في فرنسا لديهم مشروع واحد على الأقل لتغيير المهنة، مشيرة إلى أن الوضع في فرنسا لم يصل بعد إلى "الاستقالة الكبرى" كما حصل في الشركات الأميركية مع تقديم استقالات جماعية في مرحلة الخروج التدريجي من الجائحة.

ووفقًا لاستطلاع "BVA"، فإن "فقدان المعنى" هو السبب الأكثر شيوعا لدى 27% من قبل العاملين في إعادة التأهيل الذين يتحدثون أيضًا عن "عدم الرضا" على شروط العمل بنسبة 23% أو على الراتب بنسبة 22% أو بسبب الضغط الكبير في العمل بنسبة 20%.

وصرحت آن لافين 56 عامًا لوكالة "فرانس برس": "مع الأزمة الصحية كان لدي الوقت للتأمل. ولطرح الكثير من التساؤلات". وبعد توليها منصب مسؤولية لعقود في مجال صناعة الطيران، استقالت لفتح محل أزياء وديكور في ضواحي تولوز في أيلول/سبتمبر 2021.

بالنسبة الى بياتريس دولاي المسؤولة في الهيئة فإنّ "عدم الرضا المهني سائد في مجالات تغيير المهنة وفي الوقت نفسه تكمن وراءه أسباب اخرى كوجود فرصة أو مشروع أو سبب شخصي".

انقلاب توازن القوى

ووراء الرغبة في تغيير المهنة، "هناك عامل مسبب قد يكون مهمات أصبحت لا تطاق كما رأينا في مجال الصحة"، بحسب قول فيرجيني لويز من وحدة التوظيف-التدريب في "BVA".

وفي ربيع 2021 قال 40% من الممرضين والممرضات إن الأزمة الصحية أعطتهم رغبة في تغيير مهنتهم، و"يختلف المنطق بحسب الفئة الاجتماعية-المهنية"، بحسب مركز أبحاث المؤهلات.

ويسود بين العمال والموظفين المؤهلين "الانطباع بعدم الحصول على أجر كافٍ بالنظر إلى العمل المنجز والشعور بأن الوظيفة المحددة لا تتوافق مع مؤهلاتهم"، بينما في صفوف غير المؤهلين فإن "هناك رفضا لعدم الاستقرار والوظائف ذات المدة المحددة".

وبالنسبة إلى الخبيرة الاقتصادية ميراي برويير من مركز البحوث ودراسات العمل (Certop-CNRS) فإن الوباء "كشف شيئا كان موجودًا أصلًا: أزمة عمل معممة تتعلق بأشكال التوظيف ومعنى العمل".

وأضافت أنه "من ناحية الوظائف الأقل تأهيلاً لدينا ظروف عمل ورواتب تدهورت ومن ناحية أخرى بالنسبة للموظفين الثابتين هناك إدارات أدت إلى فقدان معنى الوظيفة".

ويعتقد عالم الاجتماع المتخصص في تنظيم العمل باسكال أوغيتو أن "الأزمة الصحية تضخّم حركة تأرجح كانت في الأصل مستقلة عنها، وتسارعت مع تراجع البطالة: قلب ميزان القوى بين أرباب العمل والموظفين بعد أن أصبحت الفئة الأخيرة تتمتع بفرص أكبر لتأكيد مطالبها".

وفي فرنسا حيث كانت نسبة البطالة 7.4%، وهي أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 15 عامًا،  تم تحسين الأجور في مجالي الفنادق والمطاعم والنقل البري، وهما قطاعان يحتاجان إلى قوى عاملة.

ويؤكد أوغيتو أن "تغيير المهنة هو مخاطرة لم تكن لتحصل قبل عشرين أو ثلاثين عامًا".

وعلى غرار العديد من مقدمي الرعاية الصحية "بات أفراد على استعداد للتخلي عن مناصب ثابتة لصالح مستقبل غير واضح المعالم حتى لا يشعروا بأنهم عالقون في مكان ما ويكونوا سعداء ويتحكموا بمصيرهم".

(فرانس برس)

المساهمون