لاري فينك... رئيس أكبر شركة لإدارة الأصول عالمياً في خدمة إسرائيل

10 يونيو 2024
لاري فينك يدعم نظام الفصل العنصري (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لاري فينك، الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك"، يعبر عن دعمه لإسرائيل في نزاعها مع غزة، مؤكدًا على أهمية الأخلاق في الأحداث العالمية، رغم انتقادات لدور الشركة في دعم الاستيطان والتطهير العرقي في فلسطين.
- حركة "بي دي إس" في ماليزيا تنتقد "بلاك روك" وفينك لدعمهما المستمر لإسرائيل، مشيرة إلى استثمارات الشركة في الأسلحة والشركات الإسرائيلية كدليل على تواطؤها في الانتهاكات.
- على الرغم من الجدل الأخلاقي والسياسي، يظل فينك مركزًا على المردود المالي للاستثمارات، متجاهلاً الالتزامات المناخية ومؤكدًا على الواجب الأساسي للصندوق تجاه عملائه، مما يثير تساؤلات حول مصداقية دعواته للأخلاق.

لم يخف الرئيس التنفيذي للصندوق الاستثماري العالمي، بلاك روك BlackRock، لاري فينك Larry Fink، دعمه لإسرائيل في حربها ضد غزة، بل إن الشركة التي يتولى أمرها كانت من بين شركات ومصارف سعت إلى جمع أموال لتمويل العدوان.

صدح فينك بتجديد ولائه لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد عبّر عن "غضبه" مما حدث في ذلك اليوم. واعتبر في مقابلة صحافية أن "العالم بحاجة إلى استعادة بوصلته الأخلاقية"، زاعما أنه لا يوجد تكافؤ بين ما يحدث في الشرق الأوسط وما حدث لإسرائيل في السابع من أكتوبر.

غير أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة أعادت إلى الواجهة، الدور الذي تلعبه "بلاك روك"، أكبر شركة لإدارة الأصول بالعالم، في دعم الاستيطان والتطهير العرقي منذ سنوات في فلسطين. ذلك دور عرّضه لانتقادات شديدة حتى قبل الحرب.

واليوم يوجد صندوق "بلاك روك" في مرمى انتقادات من قبل حملة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس" في ماليزيا، بسبب دعم ذلك الصندوق ورئيسه الأميركي لاري فينك لإسرائيل التي تقترف التطهير العرقي في غزة.

ويسعى "بلاك روك" الذي يدير أصولا بأكثر من 10 تريليونات دولار إلى الحصول على حصص في "الهولدينغ" الذي يتولى أمر المطارات في ماليزيا Malaysia Airports Holdings Berhad.

يؤكد فرع "بي دي إس" في ماليزيا، الحركة التي أطلقت منذ 2005 نداء عبر العالم من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل، معارضته شراء "بلاك روك" ذلك الاستثمار. وتؤكد الحركة أن الصندوق متواطئ في التطهير العرقي في قطاع غزة، بفعل مساهمات الصندوق الاستثماري المهمة في شركات تزويد إسرائيل بالأسلحة، مثل لوكهيد مارتن Lockheed Martin ونورتروب غرومان Northrop Grumman وبوينغ Boeing وجينرال ديناميكس General Dynamics.

"بي دي إس" ماليزيا تسجل كذلك أن "بلاك روك" يتوفر على استثمارات مهمة في إسرائيل، حيث يمتلك الشركة الإنكليزية الإسرائيلية "كريوس كابيتال" التي توفر أموالا للشركات الناشئة الإسرائيلية العاملة في التكنولوجيا.

وتثير الحركة موقف رئيس "بلاك روك" لاري فينك، المدافع الشرس عن إسرائيل. فلم يخف فخره بالانخراط في حملة قمع تظاهرات الطلبة في جامعة كولومبيا، الذين كانوا ينددون باستثمارات هذه الأخيرة في الشركات المتورطة في التطهير العرقي.

لاري فينك الداعم لنظام الفصل العنصري

ولم يكفّ لاري فينك الداعم لنظام الفصل العنصري الذي تقوده إسرائيل، عن إثارة المخاوف منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فهو يسعى إلى التأكيد على أن انعدام الأمن والخوف ينذر بانكماش الاقتصاد، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

أحدثت "بلاك روك" في 1988 من قبل لاري فينك بمعية روبيرت كابيتو Robert Kapito. وينحدر فينك من أسرة يهودية كما شريكه. كان والده صاحب محل للأحذية ووالدته أستاذة اللغة الإنكليزية.

"بي دي إس" ماليزيا تسجل كذلك أن "بلاك روك" يتوفر على استثمارات مهمة في إسرائيل،


حصل لاري فينك (72 عاماً) على ماجستير إدارة الإعمال بجامعة كاليفورنيا في تخصص العقار، وإجازة في العلوم السياسية، وحصل على وظيفة في بنك فيرست بوسطن First Boston، قبل أن يؤسس "بلاك روك".

الصندوق كان خلال الأشهر الأخيرة في قلب نقاش حام في الولايات المتحدة بين الجمهوريين الذين يرفضون الاستثمارات المراعية للأبعاد البيئية والاجتماعية والحوكمة، وبين الإيكولوجيين (المدافعون عن البيئة) الذين يؤاخذون عليها الاستثمار في النفط.

وفي حوار له في عدد أول من أمس السبت، مع يومية "لوفيغارو" الفرنسية، عبّر لاري فينك عن عدم إيلاء الصندوق اهتماماً كبيراً للالتزامات المناخية للشركات التي يستثمر فيها. فهو يعتبر أن واجب الصندوق هو تحقيق المردودية المالية. هذا ما ينتظره العملاء، حسب لاري فينك.

فهو يؤكد أنه إذا كان عميل يريد استثمار أمواله في مشاريع نزع الكربون، من دون أن يكون حريصاً على المردودية المالية، فإنه يقوم بذلك، ولكنه يؤكد أن جميع مستثمري الصندوق يحرصون أكثر على المردودية.

يوضح أن صندوقه براغماتي عندما يستثمر في الوقود. فهو يركز على المردودية أكثر. ذلك من بين الأسباب التي تدفع معلقين إلى التعبير عن استغرابهم عندما يدعو إلى "حاجة العالم إلى استعادة بوصلته الأخلاقية".

المساهمون