تسعى حكومة الوفاق الوطني إلى تشغيل نحو 244.5 ألف باحث عن العمل في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمشروعات الصغرى في ليبيا، فيما تقدر إحصائيات غير رسمية بأن عدد الباحثين عن العمل وصل إلى 390 ألفاً، ويشكل الشباب 60 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ 7.4 ملايين نسمة ويبلغ عدد الخريجين 100 ألف سنوياً.
وباشرت وزارة العمل في حكومة الوفاق في برنامج تشغيل لدمج الشباب بسوق العمل عبر نظام عقود توظيف بالمشاركة مع القطاع الخاص بحسب احتياجاته بضمان العمل لمدة خمس سنوات.
وقال مستشار وزارة العمل حسن الكاسح في تصريح لـ "العربي الجديد" إن تشغيل الشباب عبر القطاع العام أو الخاص أو عبر دعم المشروعات الصغرى والمتناهية الصغر من الإجراءات شديدة الأهمية.
وشدد على ضرورة تدريب الباحثين عن العمل من غير المؤهلين لمهن يحتاجها سوق العمل وتوفير الوظائف بعد إتمام التدريب والتأهيل. ودعا إلى ضرورة استيعاب الخريجين عبر القطاع الخاص "فالدولة لا تستطيع استيعاب كل العاطلين عن العمل"، وأكد تدريب 60 ألف شخص من الباحثين عن العمل غير المؤهلين بمهن ترتبط بأعمال مستدامة.
وقال المحلل الاقتصادي عبد الرزاق الترهوني لـ "العربي الجديد" إن أعداداً كبيرة من الخريجين الجدد لا يجدون أماكن شاغرة في الكادر الحكومي. وتعرف البلاد أخيراً بطالة الخريجين وهي بطالة تنمو بمرور الوقت. وأوضح أن إحدى المشكلات والظواهر التي يعانيها الاقتصاد الليبي تفاقم البطالة لدى شريحة الشباب، لا سيما خريجي الجامعات، في الوقت الذي يواجه فيه القطاع العام البطالة المقنعة وأصبح عاجزاً عن استقبال المزيد من الخريجين وتوظيفهم، يضاف إلى ذلك توقف مختلف الأنشطة الإنتاجية بسبب جائحة كورونا.
وأكد الباحث المختص بشؤون العمل علي الجدي أن نسبة عدد العاطلين عن العمل تتعدى 40 في المائة وسط تداعيات جائحة كورونا وتوقف الأعمال في معظم القطاعات، إذ قدّرت وزارة العمل أن تداعيات كورونا تهدد 120 ألف عامل بالبطالة.
وأضاف أن استمرار الحرب مع الانقسام الحكومي هو سبب آخر في زيادة عدد العاطلين عن العمل، مؤكداً أن 75 في المائة من الخريجين من الجامعات الليبية تخصصاتهم لا يطلبها سوق العمل والسوق يحتاج إلى العمالة الفنية والتقنية. ومنذ عام 2014، تخرج علي القدار من قسم الجيو فيزياء من كلية العلوم جامعة طرابلس، وشرح لـ "العربي الجديد" أن الحصول على وظيفة حلم يراود الكثير من الشباب ولا يوجد أي فرصة عمل الآن لا في القطاع العام أو الخاص وأنه تقدّم بـ25 ملفاً خلال الست سنوات لمختلف الجهات الحكومية بغرض الحصول على وظيفة، وكل مساعيه فشلت.
حال القدار لا يختلف كثيراً عن حال بلقاسم الجليدي؛ خريج هندسة نفطية، الذي لم يحصل على فرصة عمل في أي من الشركات النفطية العاملة بالبلاد. كذلك أكّد سالم التير؛ خريج علم النفس من جامعة غريان، أنه خريج منذ عام 2009 ولم يحصل على وظيفة في التعليم حتى الآن، وأنه يفضّل القطاع الحكومي لأن القطاع الخاص غير جيد في مسالة العقود وإنهاء الخدمات بشكل عشوائي.