- على الرغم من الإنجاز التاريخي، أغلق المؤشر على انخفاض طفيف بنسبة 0.1%، بينما سجلت مؤشرات أخرى مثل إس أند بي 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة.
- الأداء المتميز لشركات كبرى مثل "وول مارت"، أمازون، وأمريكان إكسبريس ساهم في النتائج الإيجابية لمؤشر داو جونز، معززًا الثقة في الاقتصاد الأمريكي ومؤشرات على استمرار الزخم الإيجابي.
أنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات الخميس على انخفاض طفيف، بعد أن قفز لفترة وجيزة فوق مستوى 40 ألفاً للمرة الأولى في تاريخه الممتد لنحو 128 عاماً.
وعند أعلى مستوى له خلال اليوم، وصل مؤشر الأسهم القيادية الأكثر شهرة في العالم إلى 40,051.05، تتويجًا لماراثون صاعد، بدأ في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022. وكان المؤشر قد اقترب من علامة 40 ألفاً في وقت سابق من هذا العام، قبل أن يسجل تراجعا طفيفا في إبريل/نيسان، على خلفية المخاوف المرتبطة بتأخير خفض أسعار الفائدة.
ومع الإعلان عن أرباح قوية من العديد من الشركات الأميركية المتضمنة في المؤشر، والتي تم تحقيقها خلال الربع الأول من العام، وأُعلن عنها هذا الشهر، وبالتزامن مع نشر بيانات حكومية أكدت تراجع التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم، ردت الروح في المؤشر القيادي، حتى أنه ارتفع في كل أيام التداول في مايو/أيار الجاري حتى الآن، باستثناء يومين.
ومع ذلك، وبنهاية تعاملات الخميس، كانت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في المنطقة الحمراء، حيث أنهى مؤشر داو جونز التعاملات منخفضًا بمقدار 38.62 نقطة، مثلت 0.1% من قيمته عند بداية اليوم، ليغلق عند 39869.38 نقطة، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.21%، بينما تجاوزت الخسارة في مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا، ربع النقطة المئوية.
وخلال الجلسة، ارتفع أيضاً مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، إلى مستوى قياسي جديد بعد أن أغلق فوق مستوى 5300 للمرة الأولى على الإطلاق يوم الأربعاء، في حين وصل مؤشر ناسداك إلى أعلى مستوى في تاريخه. وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 6% تقريبًا في عام 2024، في حين ارتفع مؤشر ناسداك وإس أند بي 500 بنسبة 11% لكل منهما.
وقال جون لينش، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Comerica Wealth Management: "يعد هذا الإنجاز بمثابة شهادة على قوة تكوين رأس المال والابتكار ونمو الأرباح والمرونة الاقتصادية". وأضاف: "يشير الزخم الفني الأخير ونقاط القوة الأساسية، بما في ذلك الأرباح وتوقعات أسعار الفائدة، إلى مزيد من المكاسب على المدى القريب".
وساهم سهم "وول مارت"، عملاق مبيعات التجزئة وأكبر مُوظف في الولايات المتحدة بعد الحكومة، في ارتفاع مؤشر داو جونز إلى مستواه القياسي الجديد الخميس بعد أن ارتفع بنسبة 7% تقريبًا بفضل النتائج المالية القوية للربع الأول. وارتفع سهم "وول مارت" حتى الآن بنسبة 21% في عام 2024.
وجاءت مسيرة مؤشر داو جونز نحو الأربعين ألفاً في الوقت الذي تعزز فيه توقعات تخفيض أسعار الفائدة والحماس المرتبط بتطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي معنويات المستثمرين. ووفقاً لأدارة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، يسعر المتعاملون أول خفض للفائدة الأميركية في اجتماع سبتمبر/أيلول القادم. وترسخ هذا التوقع بعد الإعلان عن زيادة أقل من المتوقع في أسعار المستهلكين لشهر إبريل/نيسان في وقت سابق من هذا الأسبوع.
أما شركة أمازون، عملاق تجارة التجزئة الإلكترونية التي انضمت للتو إلى مؤشر داو جونز، فقد ارتفعت بنسبة تزيد عن 20% هذا العام، كما كان من بين أفضل الشركات أداءً في مؤشر داو جونز هذا العام بنك أمريكان إكسبريس، بارتفاع لسهمه اقتربت نسبته من 29% خلال تلك الفترة، وبنك غولدمان ساكس، بزيادة 20%. وارتفعت هذه الأسماء مع مراهنة المستثمرين على تجنب الاقتصاد الأميركي للركود، واستمرار قوة الاستهلاك المحلي.
ويعتقد روس مايفيلد، محلل "بيرد"، أن هذا الارتفاع "لا يزال لديه القوة للاستمرار". وقال لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية في مقابلة تليفزيونية: "هذا يحمل كل الدلائل على وجود سوق صاعدة دورية، لا توجد إشارات على نفاد وقودها في الوقت الحالي".