سيطر ملف الطاقة على الاجتماع الموسَّع الذي عقد اليوم الخميس بين رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ونظيره الأردني بشر الخصاونة، في السرايا الحكومية في بيروت، بمشاركة وفدَيْ لبنان والأردن.
وبحث الطرفان مسألة استيراد الكهرباء من الأردن والغاز المصري الذي سيمرّ عبر الأردن وسورية، وهو ما سيكون مدار بحثٍ ومتابعة وتنفيذ سريع بين وزير الطاقة اللبناني وليد فياض ووزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي، وفق ما أكد ميقاتي بعد الاجتماع.
وقال ميقاتي: "تحدثنا أيضاً عن اللجنة المشتركة الأردنية - اللبنانية التي لم تعقد اجتماعاً منذ العام 2015، ولدينا الكثير من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع".
وأضاف: "ارتأى الرئيس الخصاونة أن نحصر الزيارة فقط بالسياسة، ووعد بزيارة أخرى قريباً، لأن هذه المرة دور لبنان بانعقاد اللجنة العليا المشتركة، إذ لا نريد للاتفاقات أن تكون صورية، بل أن تكون عملية ومفيدة للشعبَيْن، وأن تؤتي ثمارها على صعيد توطيد العلاقات بين لبنان والأردن وشعبيهما".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الأردني على "دعم بلاده للبنان وصون استقراره وإعادة نهضته".
وقال: "لن نتأخر بما لدينا من إمكانات للاستجابة لكل الاحتياجات التي نستطيع تأمينها للبنانيين"، مشيراً إلى أن الحديث جرى اليوم عن "سبل تسريع تلقي لبنان للغاز المصري لمعالجة بعض تحديات الطاقة وقطاع الكهرباء في لبنان، إضافة إلى حديث مرتبط بجهد يجري لغايات تزويد لبنان أيضاً ببعض احتياجات الطاقة الكهربائية من المملكة الأردنية الهاشمية".
وأضاف رئيس وزراء الأردن: "كما عرضنا وتحدثنا قليلاً عن بعض الاتفاقيات التي تحتاج إلى المصادقة، ولكن لم ندخل في التفاصيل المرتبطة بهذه الاتفاقيات ومشاريعها".
ورداً على سؤال حول قانون قيصر الذي يمنع التواصل بين لبنان والأردن عبر سورية، وما إذا كانت صفحة الخلاف السابق قد طويت، ردّ رئيس الوزراء الأردني: "نحن في المملكة الأردنية الهاشمية لم يكن لدينا خلافات مع أحد، كنا دائماً وما زلنا وسنستمر محكومين بعلاقاتنا مع الأشقاء العرب التي هي علاقات استراتيجية وودية يحكمها على الدوام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، ويحكم حراكنا الدولي والإقليمي التزاماتنا بالقانون الدولي وبميثاق الأمم المتحدة، علاوة على ميثاق جامعة الدول العربية".
وشدد: "اليوم لدينا مقاربات متعلقة بتأمين احتياجات لبنان، ونحن ملتزمون بالتنسيق مع كل الجهات التي تستطيع أن تساعد في تأمين هذه الاحتياجات في إطار ما نراه من التزام دولي يتنامى بدعم وتغطية هذه الاحتياجات، وفي ما يتعلق بتوفير الحاضنة العربية لذلك".
وزير الصناعة اللبناني جورج بوشكيان، لـ"العربي الجديد": من أولويات الحكومة ملف الكهرباء بشكل خاص، إذ لا يمكن أن يستمرّ المواطنون في العيش بالعتمة
وأكد وزير الصناعة اللبناني جورج بوشكيان، لـ"العربي الجديد"، أن من أولويات الحكومة ملف الكهرباء بشكل خاص، إذ لا يمكن أن يستمرّ المواطنون في العيش بالعتمة ومن دون كهرباء، ويتكبّدوا فواتير مرتفعة جداً للمولدات الخاصة، وسط تقنين حادّ أيضاً.
وشدد على أن "ملف الطاقة أخذ الحيز الأكبر من اللقاء اليوم مع الجانب الأردني وطريقة مساعدة لبنان في هذا المسار، وكان تأكيد على تسريع العملية، لكننا لم نتفق على جدول زمني معيّن، إذ هناك تدابير وإجراءات صيانة وأعمالٍ تحتاج إلى وقتٍ، ولكن الجهد ينصبّ على إيجاد حلولٍ سريعة".
وأشار وزير الصناعة بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "قرار مجلس الوزراء اللبناني الأربعاء الموافقة على تكليف وزير المال استقراض مبلغ 100 مليون دولار لزوم مؤسسة كهرباء لبنان يهدف إلى تأمين زيادة في عدد ساعات التغذية والتقليل من فاتورة المولدات الخاصة، والتخفيف مرحلياً من وطأة الأزمة، نظراً لأن باقي الحلول تتطلب وقتاً، وهي خطط بعيدة المدى، وطبعاً هناك النفط العراقي والغاز المصري، واستجرار الكهرباء من الأردن، ما من شأنه المساعدة أيضاً في هذه الظروف القاسية".
بدوره، اكتفى وزير الاقتصاد أمين سلام بالتأكيد للصحافيين أن ملف الطاقة أولوية ضمن مباحثات الأردن ولبنان، وسيصار إلى وضع ملفات أخرى على جدول الأعمال، مثل الدواء والصناعة، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية المتأخرة.
وبعدها كان لقاء بين رئيس وزراء الأردن والرئيس اللبناني ميشال عون، إذ أكد الخصاونة "استعداد الأردن للوقوف إلى جانب لبنان واحتياجاته"، مؤكداً أن "الوزراء الأردنيين سيتعاونون مع نظرائهم اللبنانيين، بالأخص في مجال الطاقة"، مضيفاً: "لبنان قدّم الكثير لمحيطه العربي، ونحن مدينون له بالوقوف إلى جانبه في هذه الأيام العصيبة". كما كان لقاء بين الخصاونة ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وفي 4 سبتمبر/أيلول، زار وفد لبناني رسمي العاصمة السورية دمشق لبحث ملف استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سورية، وهي زيارة تعدّ الأولى لوفد رسمي بهذا المستوى منذ العام 2011.