تراجعت مبيعات سوق العقارات السكنية في عام 2023 في أميركا، حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة بشكل مطرد إلى تباطؤ النشاط لأقل مستوى في 28 عاماً، في وقت ما زالت أسعار المنازل فيه تقاوم الانخفاض، مستقرة بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وبلغ متوسط سعر بيع المنازل في عام 2023 نحو 389.8 ألف دولار، بزيادة حوالي 1% عن عام 2022، وهو أعلى متوسط يتم تسجيله على الإطلاق، وفقاً لبيانات الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، الصادرة اليوم الجمعة.
وقال لورانس يون، كبير الاقتصاديين في الرابطة، إن هذه أخبار جيدة بالنسبة للأسر المالكة للمنازل، والبالغ عددها 85 مليون أسرة، حيث تظهر ارتفاع قيمة الأصول التي يمتلكونها. ولكنه أشار إلى أن البيانات أثبتت أنها "سوق مثيرة للجنون لمشتري المنازل الجدد، الذين أجبروا على الخروج من السوق بسبب ارتفاع الأسعار، وبسبب ارتفاع معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري في أغلب فترات العام، الأمر الذي حد من قدرة الراغبين في الشراء، كما لم يحدث منذ عقود.
ونتيجة لارتفاع الأسعار وانخفاض المخزون، انخفضت مبيعات المنازل الأميركية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1995، حيث بيع 4.09 ملايين منزل، بانخفاض 19% عن العام السابق، الذي شهد بدوره تراجعاً في مبيعات المنازل بنسبة 18%.
وقال يون: "من الواضح أن الارتفاع الأخير والسريع في أسعار المساكن على مدى ثلاث سنوات غير مستدام. إن تيسير السبل نحو ملكية المنازل للمستأجرين اليوم أمر ضروري، ويتطلب ذلك نمواً اقتصادياً ونمواً في الدخل، والأهم من ذلك، زيادة مطردة في بناء المساكن.
وأضاف يون أن مبيعات الشهر الأخير تبدو أنها وصلت إلى القاع، وتوقع ارتفاعها "حتماً في العام الجديد".
وقال إن "معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري أقل بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه قبل شهرين فقط، ومن المتوقع ظهور مزيد من المخزون في السوق بالأشهر المقبلة".