أصر الملياردير الهندي غوتام أداني يوم الخميس، على أن أساسيات مجموعته "قوية" حتى مع تهاوي الأسهم في شركاتها مرة أخرى بعدما ألغت المجموعة بيع أسهم بمليارات الدولارات. وخسرت إمبراطورية أداني أكثر من 100 مليار دولار بعد مزاعم بالاحتيال المحاسبي الأسبوع الماضي من قبل شركة هندربرغ ريسرسش الأميركية، والتي رفضتها الشركة.
كان القصد من بيع الأسهم في أداني أنتربرايز جمع حوالي 2.5 مليار دولار للمساعدة في خفض مستويات الديون وتوسيع قاعدة مساهميها. لكن صغار المستثمرين ظلوا بعيدين حيث انخفض سعر السوق إلى ما دون نطاق العرض، ولم يتم الاكتتاب فيه بالكامل إلا بعد دعم من الشركة الدولية القابضة ومقرها أبو ظبي وكذلك، وفقاً لما ذكرته بلومبيرغ نقلاً عن مصادر غير معروفة، رجلي الأعمال الهنديين ساجان جندال وسونيل ميتال.
ومع ذلك، انخفض سعر سهم أداني بنسبة 28.45 في المائة أخرى في مومباي يوم الأربعاء. كان الدافع هو الأخبار التي تفيد بأن عملاق البنوك السويسرية كريدي سويس قد توقف عن قبول سندات أداني كضمان للقروض التي يقدمها لعملاء الخدمات المصرفية الخاصة، بحسب ما أفادت به "بلومبيرغ".
وخسرت شركة أداني أنتربرايزس 10 في المائة أخرى، مما اضطرها إلى تعليق التداول في أسهمها كما العديد من شركات أداني الأخرى. وقال مجلس إدارة شركة أداني في بيان صدر في وقت متأخر من الليل إنه قرر عدم المضي في بيع الأسهم "لمصلحة المشتركين" وسيتم رد جميع المدفوعات.
وقالت الشركة إن المضي قدما في هذه القضية "لن يكون صحيحا من الناحية الأخلاقية". وأصدر أداني نفسه بياناً مصوراً يوم الخميس أصر فيه على أن "أساسيات شركتنا قوية جداً، وميزانيتنا العمومية صحية والأصول قوية".
أدى الانحدار في ثروة أداني الشخصية إلى الخروج من قائمة فوربس للعشرة الأثرياء في الوقت الفعلي وتجاوزه الهندي موكيش أمباني باعتباره أغنى رجل في آسيا.
شهد أداني، البالغ من العمر 60 عاماً، الخجول من الدعاية، توسيع إمبراطوريته بسرعة فائقة، حيث ارتفعت أسهم شركة أداني أنتربرايزس بأكثر من ألف في المائة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقد ساعده هذا الأسبوع الماضي في أن يصبح ثالث أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك والفرنسي برنار أرنو وعائلته.
وفقاً لهيندنبورغ، عززت Adani بشكل مصطنع أسعار أسهم وحداتها عن طريق تحويل الأموال إلى الأسهم من خلال الملاذات الضريبية الخارجية. وقالت هيندنبورغ في تقريرها إن "مخطط التلاعب الوقح في الأسهم والاحتيال المحاسبي" هو "أكبر خدعة في تاريخ الشركة".
إلا أن أناني اعتبر إنه كان ضحية هجوم "خبيث" على سمعته وأصدر بيانا من 413 صفحة يوم الأحد قال إن مزاعم هيندنبورغ "ليست سوى كذبة". وقالت شركة هيندنبورغ، التي تجني الأموال من خلال المراهنة على هبوط الأسهم، رداً على ذلك، إن بيان Adani فشل في الإجابة عن معظم الأسئلة التي أثيرت في تقريرها.
يقول النقاد إن علاقة أداني الوثيقة برئيس الوزراء ناريندرا مودي ساعدته في كسب الأعمال وتجنب الإشراف التنظيمي المناسب. لم يعلق مودي، الذي ينتمي إلى ولاية غوجارات مثل أداني، علناً منذ مزاعم هيندنبورغ، التي يقول محللون إنها أضرت بصورة الهند في الوقت الذي تسعى فيه لجذب المستثمرين الأجانب بعيداً عن الصين.
وتشمل اهتمامات الشركة العديدة الموانئ، إذ سيطرت الشركة على واحدة من أكبر الشركات في إسرائيل هذا الأسبوع - وكذلك الاتصالات والمطارات والإعلام والفحم والنفط والطاقة الشمسية.
دعا حزب المؤتمر الهندي المعارض هذا الأسبوع إلى "تحقيق جاد" من قبل البنك المركزي والجهة التنظيمية، بشأن شركات Adani في أعقاب مزاعم هيندنبورغ.
(فرانس برس)