مسؤول إماراتي مستخدماً تسمية "يهودا والسامرة": سنشتري منتجات المستوطنات وسنتعاون مع مشاريع إسرائيل
قال رئيس غرفة تجارة دبي، حمد بوعميم، إن الإمارات ستتعامل مع السلع المنتجة في مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة باعتبارها "واردات من إسرائيل"، مشيراً إلى أن الإمارات تعتزم العمل مع الاحتلال الإسرائيلي في مشاريع داخل مناطق السلطة الفلسطينية.
وأضاف بوعميم في لقاء خاص مع صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، نشرته اليوم الأربعاء، أنّ "الإمارات لا تميّز في الواردات الإسرائيلية بين المنتجات المصنعة في مناطق مختلفة، بما ذلك يهودا والسامرة"، مستخدماً التسمية الإسرائيلية للضفة الفلسطينية المحتلة.
ولكون المستوطنات غير شرعية، بحسب القوانين والقرارات الدولية، ترفض معظم دول العالم، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي، معاملة البضائع المنتجة في المستوطنات على أنها منتجات إسرائيلية، وتقوم بوسمها. غير أن رئيس غرفة تجارة دبي اعتبر في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، أنه "لا يوجد سبب للتمييز"، مضيفاً أن السياسة يجب أن تقوم على "مبدأ الاقتصاد الرائد، ما يعني تحسين الوضع الاقتصادي لجميع المعنيين". وادعى أن "مثل هذا التحسن سيعزز مجالات أخرى، بما في ذلك المجال السياسي".
وتأتي تصريحات رئيس غرفة تجارة دبي، بعد أيام من تراجع البحرين عن موقف مماثل أعلنه وزير التجارة والاستثمار البحريني زايد بن راشد الزياني، حين قال خلال زيارة لإسرائيل إن بلاده "ترحّب" بمنتجات المستوطنات.
لكن المنامة تراجعت عن تصريح الزياني في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية مطلع الأسبوع الجاري، قالت فيه إن منتجات المستوطنات "غير مرحَّب بها"، وذلك بعد انتقادات فلسطينية شديدة اللهجة لتصريح الوزير البحريني.
واعتبر رئيس غرفة تجارة دبي أن المصانع (الإسرائيلية) المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية "توفر فرص عمل لعشرات آلاف الفلسطينيين، والهدف منها مساعدة الاقتصاد الفلسطيني، وليس الإضرار به".
وقال: "كلما اتسع نطاق التجارة، وكلما زادت فائدة السكان في المنطقة، كان ذلك أفضل"، مضيفاً أن "الإمارات تعتزم العمل مع إسرائيل في مشاريع تنمية بأسرها، ولا سيما مناطق السلطة الفلسطينية".
وتابع: "آمل أن يفهم القادة الفلسطينيون في القريب العاجل أن الانضمام إلى اتفاقات السلام أمر ضروري لشعبهم". ودعا بوعميم الفلسطينيين إلى "مشاركة اقتصادهم في هذه التحركات بدلاً من الانتقاد"، على حد زعمه.
وكانت الإمارات والبحرين قد وقّعتا في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي اتفاقية تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، وقوبل ذلك بتنديد فلسطيني واسع، حيث وصفته الفصائل والقيادة بأنه "خيانة" وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
وسبق التوقيع الرسمي للاتفاقية، وبعدها، توقيع عشرات الاتفاقيات للتعاون في المجالات الاقتصادية والسياحية والمالية والمصرفية والأمنية.
وأمس الثلاثاء، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن أن الإمارات وقّعت اتفاقاً، تستورد بموجبه بضائع، بينها النبيذ والعسل، من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن مجلس المستوطنات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية قوله إن "الشركات المقامة في المستوطنات التي تنتج النبيذ والطحينة وزيت الزيتون والعسل، وقّعت اتفاقاً مع شركة (فام) الإماراتية لتصدير منتجاتها إلى الإمارات العربية المتحدة".
تأتي هذه الخطوة من جانب الإمارات، بينما تحرّم قرارات جامعة الدول العربية التعامل مع بضائع المستوطنات، التي تؤكد قرارات الشرعية الدولية أنها "غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي".
لكن رئيس مجلس إدارة شركة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم، اعتبر في مؤتمر إماراتي ـ إسرائيلي في دبي، يوم الاثنين الماضي، أنّ إسرائيل "حلقة وصل منطقية واستراتيجية بين الموانئ في أوروبا والشرق الأوسط"، متوقعاً أن يبلغ الحجم المبدئي للتجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل خمسة مليارات دولار. كذلك أعلنت الإمارات، الخميس الماضي، تفعيل تأشيرات سياحية للإسرائيليين مؤقتاً، إلى حين التصديق على اتفاقية الإعفاء المتبادل من متطلبات التأشيرات للطرفين.