أُصيبت مزادات القطن خلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا عقب قرار البنك المركزي المصري بتعويم الجنيه، بحالة من الارتباك، نتيجة ارتفاع أسعار فتح المزادات بأكثر من 400 جنيه، بسبب تحريك سعر الدولار، وهو ما رفضته الشركات في بادئ الأمر، وترتب عليه إلغاء العديد من المزادات.
وفوجئ متابعو مزادات القطن، بارتفاع الأسعار أمس السبت في مزاد الغربية مسجلا 4580 جنيها للقنطار، بارتفاع قدرة حوالي 900 جنيه من حوالي 3690 جنيها بأحد مزادات الشرقية قبل تعويم الجنيه، وهو ما دفع المزارعين للتفاؤل إلًا أنهم صدموا في مزاد اليوم الأحد بالبحيرة، إذا تراجعت الأسعار بأكثر من 350 جنيها مسجلة 4218 جنيها للقنطار.
وعزا كريم عبد الحميد، وهو خبير في تجارة وتصدير الأقطان، أن سبب ارتفاع الأسعار في مزاد الأمس يرجع لارتفاع سعر الافتتاح عند 4524 جنيها لصنف "جيزة 94" و4398 جنيها لـ"جيزة 97"، وذلك بعد ارتفاع سعر الدولار، مع توقع الشركات بحدوث انفراجة في أسواق التصدير.
ورأى إسماعيل شبانة، المسؤول في إحدى شركات التصدير، أنه لا توجد أسباب جوهرية لارتفاع أسعار شراء القطن المحلي، وخاصة مع عدم وجود طلبات تصدير، سوى مضاربة الشركات مع بعضها البعض، مدللا على كلامه بوصول سعر القطن أمس إلى 4580 جنيها للقنطار، في حين وصل في مزاد اليوم الأحد إلى 4218 جنيها، وهو نفس سعر الافتتاح.
وأكد مسؤول في منظومة تداول القطن أن الشركات رفضت المزايدة اليوم الأحد في مزاد البحيرة لشراء أقطان الإكثار، وهو ما قد يسبب مشاكل مستقبلية في مسألة توفير التقاوي للموسم المقبل، لافتا إلى أن سعر القطن وصل إلى 4218 جنيها للقنطار على صنف "جيزة 86" فيما رفضت الشركات المزايدة على "جيزة 97".
ويُباع القطن عبر منظومة تداول القطن الجديدة والتي تُطبق للعام الرابع على التوالي، من خلال نظام المزاد في مراكز للتجميع بكل مركز إداري في المحافظات حسب المساحات المزروعة، على أن يتسلم المزارع 70 في المائة من ثمن البيع خلال يومين من عقد المزاد، ويتسلم 30 في المائة في غضون الأسبوع الثاني.
ويُحدد سعر فتح المزاد، بناء على متوسط الأسعار اليومي لقطن الإندكس الأميركي في البورصة العالمية، مضافًا إليه 20 في المائة لقطن الوجه القبلي و40 في المائة لقطن الوجه البحري، كما يضاف 100 جنيه للأصناف فائقة الطول (جيزة 96) وكذلك (جيزة 92).
يذكر أن المساحة المزروعة بالقطن (جيزة 95) في الصعيد هذا العام تصل إلى حوالي 26 ألف فدان مقابل 15 ألف فدان العام الماضي، ويتوقع أن ينتج الفدان هذا العام نحو 10 قناطير في المتوسط، مقابل 6 قناطير في السنوات الماضية، وذلك بفضل جهود معهد بحوث القطن، وتحسن أحوال الطقس في الصعيد هذا الموسم.
ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن، سجلت المساحة المزروعة بالقطن موسم 2022 نحو 326.5 ألف فدان، مقابل 233.5 ألف فدان الموسم الماضي 2021، بزيادة 93 ألف فدان(40%) .