أثبتت مقاطعة ستاربكس Starbucks قوة التأثير الذي يمكن أن تحدثه الاحتجاجات الاقتصادية، حيث تلهث شركة القهوة العالمية خلف الزبائن بالعروضات وخفض الأسعار بعدما خسرت مليارات الدولارات من جراء حملة المقاطعة التي تستهدفها بسبب مواقفها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي وتجاهلها لمآسي أهالي غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية.
واستكمل سهم الشركة تراجعه، الجمعة، بنسبة 0.60% ليسجل 96.44 دولاراً، وأطلقت الشركة عروضاً بحسومات كبيرة، بدءاً من يوم أمس الخميس، وتستمر طوال هذا الشهر، في محاولة لاستعادة حصتها في السوق، وسط ظاهرة خلو مراكزها من الزبائن وندرة الطوابير التي كانت تصطف أمام متاجرها في العديد من دول العالم.
ويشرح موقع "ذا ماريسو"، الناقد الأميركي، أن بعض الفروع تشير إلى أن مقاطعة ستاربكس أدت إلى وجود عدد أقل بكثير من العملاء في متاجرها، وهو ما يشير إلى أن المقاطعة فعالة.
ويلفت إلى أن حركة مقاطعة ستاربكس تنتشر في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أميركا الشمالية. وفي ماليزيا وحدها، نُصح المستثمرون ببيع أسهم شركة بيرغايا فود، المالكة لامتياز ستاربكس في البلاد.
وبعد أكثر من شهر من مقاطعة ستاربكس خلال الموسم الأكثر ازدحاما في العام، تبين أن التحرك نجح، واستغرق الأمر جهدا دوليا للوصول إلى هنا، وفق الموقع، حيث خسرت شركة ستاربكس ما يقرب من 12 مليار دولار من قيمة الأسهم، ما دفعها إلى تقديم العروض الترويجية، "وهو دليل على أن الإجراءات الفردية يمكن أن تؤدي إلى الفوز بقضايا عظيمة"، وفقاً للموقع.
ويوم الثلاثاء، احتج طلاب في جامعة تكساس ريو غراند فاليه الأميركية على قتل إسرائيل المدنيين الفلسطينيين، وانتهت المسيرة من حيث بدأت، خارج مكتبة الجامعة، حيث دعا المنظمون الطلاب إلى مقاطعة ستاربكس وخدمات شركات أخرى، مثل ماكدونالدز وديزني لدعمها لإسرائيل.
وانخفض السهم بنسبة 1.6%، يوم الاثنين، متراجعًا للجلسة الحادية عشرة على التوالي في أطول تراجع منذ ظهور ستاربكس لأول مرة في عام 1992. في المجمل، محا الانخفاض 9.4% من القيمة السوقية لستاربكس، 12 مليار دولار تقريبًا من أرباحها، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
أشارت بيانات المبيعات إلى "تباطؤ مادي" في ستاربكس في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعدما حققت شركة القهوة نموًا قويًا في المبيعات بنسبة 8% في الربع المالي الرابع، حسبما كتب محلل جيه بي مورغان تشيس آند كو في مذكرة، يوم الاثنين.