مليونيرات أميركا يفضلون الاحتفاظ بالنقدية انتظاراً لرفع الفائدة.. ومخاوف من تراجع الأسهم
واصل مليونيرات أميركا مراكمة جبال النقدية التي بحوزتهم، مفضلين الابتعاد عن الأسهم، التي توقعوا تراجعها بنهاية العام، ومراهنين على أسعار فائدة أعلى من المستويات الحالية، رغم أنها الأعلى منذ عام 2007.
ووفقاً لمسح المليونير، الذي تقوم به شبكة "سي إن بي سي"، أكد 34% من المستثمرين الذين تم استطلاع آرائهم، ممن تتجاوز استثماراتهم مليون دولار، احتفاظهم بالمزيد من أموالهم في صورة نقد Cash، خلال الفترة التي مضت من العام.
وقال المستثمرون في المتوسط إنهم يحتفظون حالياً بنحو 24% من قيمة محافظهم نقداً، بزيادة كبيرة عن نسبة 14% التي كانوا يحتفظون بها قبل عام، وفقاً للاستطلاع.
ومن بين المشاركين في الاستطلاع، قال 28% إنهم اشتروا المزيد من أدوات الدخل الثابت، حيث يتوقعون أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة.
وتنقل النتائج صدى استطلاع حديث أجرته شركة "كابجيميني" Capgemini، والذي وجد أن المستثمرين العالميين من أصحاب الثروات العالية يمتلكون نسبة قياسية تبلغ 34% من محافظهم في صورة نقدية أو ما شابهها، وهو ما يشمل الاستثمارات في أسواق المال والشهادات البنكية، كما أدوات النقد الأخرى.
وقال إلياس غانم، رئيس معهد كابجيميني لأبحاث الخدمات المالية: "هؤلاء المستثمرون ينتقلون من النمو إلى القيمة، إلى حماية أصولهم". مضيفاً لشبكة "سي إن بي سي": "في الوقت الحالي، من الأفضل أن تكون آمناً من أن تكون آسفاً".
ولا يزال المستثمرون الأثرياء حذرين تجاه سوق الأسهم، إلا أنهم لا يميلون لتوقع التراجع كما كانوا في بداية العام. وبينما توقع 38% من المشاركين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنهاية العام الجاري 2023، توقعت نسبة أكبر قليلاً، حوالي 40%، ارتفاع المؤشر بنهاية العام، مقارنة بمستواه عند بدايته.
وتظهر بيانات المسح تحسن معنويات السوق بشكل كبير منذ العام الماضي، عندما توقع 69% من المشاركين في الاستطلاع انتهاء عام 2023 على انخفاض في سوق الأسهم، وتوقع 22% فقط أن تنهي أسواق الأسهم العام على ارتفاع.
وقال جورج والبر، رئيس مجموعة Spectrem، التي تجري مسح المليونير مع "سي إن بي سي": "لقد أصبحوا أكثر اعتياداً على تقلبات السوق، وفكرة استمرار الأسواق في الصعود، رغم كل الأسباب التي تجعلها تنخفض". "الكثير من الناس مرتبكون لكنهم لا يتوقعون المزيد من الانخفاضات".
لكن المسح أظهر أيضاً أن المليونيرات أكثر تشاؤماً فيما يخص الاقتصاد ككل، حيث توقع نحو 60% من المشاركين أن يكون الاقتصاد "أضعف" أو "أضعف بكثير" في نهاية عام 2023.
واتخذ المتشائمون سبباً وحيداً لهذه النظرة، وهو التضخم، حيث بات واضحاً أن المستثمرين المليونيرات أبقوا على توقعهم استمرار التضخم المرتفع لسنوات، ما زاد من توقعات استمرار الفائدة المرتفعة لفترات أطول من التوقعات السابقة.
وقال أكثر من نصف المشاركين إن التضخم لن ينخفض إلى هدف بنك الاحتياط الفيدرالي، البالغ 2% لمدة عامين على الأقل، بينما قال 11% إنه سيستمر خمس سنوات على الأقل.
وبدا واضحاً التفاوت الكبير في الآراء والتوقعات بين الفئات العمرية المختلفة، حيث كان ارتفاع
أسعار الأسهم بالتزامن مع التضخم المرتفع ظاهرة غير معتادة للمستثمرين الشباب.
وقال ثلاثة أرباع أصحاب الملايين من جيل الألفية إن التضخم سينخفض إلى 2% في غضون عامين، وقال واحد من كل أربعة إنه سيصل إلى هدف 2% في غضون عام، بالمقارنة مع 59% من كبار السن من المستثمرين الذين توقعوا أن يستغرق الأمر أكثر من عامين. وقال والبر: "لم يشهدوا زيادات في الأسعار وتضخماً مثل هذا".
وبدأ التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في التأثير على إنفاق الأثرياء، على الرغم من أن التغييرات لا تزال صغيرة. ووفقًا للمسح، قام أكثر من ثلث المستثمرين المليونيرات بخفض الإنفاق على المطاعم خلال الأشهر الستة الماضية بسبب التضخم، كما قرر 18% ممن خضعوا للمسح تأجيل شراء سيارة.
وقال أكثر من واحد من كل أربعة مستثمرين من أصحاب الملايين إنهم قدموا تبرعات أقل للأعمال الخيرية بسبب التضخم، مما يشير إلى أن الأسعار المرتفعة قد تؤثر أيضًا على العطاء.
وفي حال استمرار التضخم المرتفع، يقول عدد متزايد من أصحاب الملايين، 18% من المستطلعين، إنهم سيلغون رحلة أو إجازة، وفقاً للمسح.
كما أنهم سيقترضون أقل، حيث قال ثلثهم إنهم يخططون لاقتراض مبالغ أقل هذا العام، بسبب ارتفاع معدلات الفائدة.
وجاءت النقطة المضيئة لأصحاب الملايين من ناحية الودائع المصرفية، فعلى الرغم من أزمة النظام المصرفي الإقليمي، في أعقاب انهيار بنوك سيليكون فالي، فيرست ريبابليك، وسيغنيتشر، قال أكثر من ثلثي المشاركين إنهم غير قلقين أو "محايدين" بشأن سلامة ودائعهم في البنوك. وقال 7% فقط إنهم "قلقون للغاية".
وقال 6% من أصحاب الملايين الذين شملهم الاستطلاع إنهم نقلوا الودائع النقدية من أحد البنوك بسبب انهيارات البنوك. ومع ذلك، كان ثلثا أصحاب الملايين داعمين للكونغرس في رفع الحد الأقصى للودائع النقدية المؤمن عليها عند المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.
وقال والبر: "لقد رأوا الحكومة تتخذ إجراءً سريعاً، لذا لم يكونوا قلقين".
وتم إجراء استطلاع المليونير لشبكة "سي إن بي سي" عبر الإنترنت في أبريل، وشارك فيه 764 مستثمراً، لدى كل منهم مليون دولار أو أكثر من الأصول القابلة للاستثمار.
ويشترط المسح أن يكون المشاركون هم صانعو القرار المالي، أو يشاركون في صنع القرار المالي داخل الأسرة. ويتم إجراء المسح مرتين في السنة.