موجة ثالثة من الإضرابات العمالية في فرنسا تواصل الضغط على ماكرون

07 فبراير 2023
إضرابات في فرنسا رفضاً لتعديلات حكومية على نظام التقاعد
+ الخط -

أطلقت النقابات العمالية موجة ثالثة من الإضرابات على مستوى فرنسا اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لجعل المواطنين يعملون لفترة أطول قبل التقاعد مع بدء عملية لتمرير التشريع في البرلمان.

وجمع يوما الإضرابات والاحتجاجات السابقان في 19 و31 يناير/ كانون الثاني في كل مرة أكثر من مليون متظاهر بحسب الشرطة، وأكثر من مليونين بحسب المنظمين.

وأُلغيت خدمات للسكك الحديدية وتعطلت المدارس وتوقف شحن المنتجات النفطية من المصافي مع انسحاب العمال في قطاعات عديدة. ودعت النقابات المواطنين مرة أخرى إلى النزول للشوارع بأعداد كبيرة.

وقالت الشركة الوطنية للسكك الحديد إن نصف القطارات السريعة تسير في حين تشهد حركة قطارات الأنفاق والضواحي تراجعاً، بحسب ما أفادت إدارة النقل في العاصمة الفرنسية.

وقالت سيدسا ديالو، البالغة 36 عاماً، وسط الحشود في إحدى المحطات في ضاحية باريس لوكالة "فرانس برس": "يحصل الأمر للمرة الثالثة في غضون أيام قليلة وبدأنا نعرف ما علينا القيام به"، موضحة أنها خصصت ساعة ونصف الساعة إضافية للوصول إلى العمل.

على صعيد حركة الملاحة الجوية، حذّرت الهيئة المشرفة على النقل الجوي في فرنسا من احتمال حصول تأخير في الرحلات. أما المضربون في قطاع الكهرباء فقد تسببوا بتراجع في الإنتاج قدره 4500 ميغاواط تقريباً، أي ما يوازي قدرة أكثر من أربعة مفاعلات نووية من دون أن يؤدي ذلك إلى انقطاعات في التيار، بحسب ما أكد الاتحاد العمالي العام (CGT) وشركة "كهرباء فرنسا".

أما التعبئة في قطاع التعليم والتربية فستتأثر بعطل مدرسية في أجزاء من فرنسا.

تبريرات حكومية

وتقول الحكومة إنه يتعين على الناس العمل لعامين إضافيين، أي حتى سن 64 بالنسبة لمعظم الناس، من أجل الحفاظ على ميزانية أحد أكثر أنظمة التقاعد سخاء في العالم الصناعي.

وأظهرت استطلاعات الرأي وفقا لوكالة "رويترز" أن الفرنسيين يقضون أكبر عدد من السنوات بعد التقاعد بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وهي ميزة ترفض الغالبية العظمى منهم التخلي عنها.

ورفض وزير العمل أوليفييه دوسوبت‭‭‭ ‬‬‬اتهامات المعارضة بأن الحكومة تنكر حجم الاحتجاجات التي خرجت في شوارع البلاد الشهر الماضي وقال إن التغيير ضروري.

وصرح الوزير لراديو "آر.إم.سي" بأن "نظام معاشات التقاعد يتكبد خسائر، وإذا كنا نهتم بالنظام، فعلينا الحفاظ عليه"، مؤكداً أن "هذا إصلاح من أجل المساواة والتقدم، يوزع الجهد بطريقة عادلة".

وقال الوزير غابريال أتال: "الإصلاح أو إفلاس" نظام التقاعد، داعياً معارضي المشروع إلى الاختيار بين "المصلحة العامة" و"المصلحة الانتخابية".

النقابات تحشد

وقال فيليب مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل CGT إننا "نعول على التعبئة لكي يأخذ نواب الجمهورية رأي المواطنين في الاعتبار".

وأضاف أن ماكرون يلعب "لعبة خطيرة" بالمضي قدما في إصلاح لا يحظى بشعبية كبيرة في وقت تواجه فيه الأسر تضخماً مرتفعاً.

وندد مارتينيز بـ "الأنا المضخمة" لماكرون، متهماً إياه بالسعي إلى تمرير مشروع إصلاح التقاعد بأي ثمن مع خطر أن "يستولي اليمين المتطرف على الإليزيه" في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027.

وندد رئيس "الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل" (سي إف دي تي) لوران بيرجيه بـ"ترقيع" ليس "الحل للتعبئة الحاشدة".

وتقول الحكومة إن الإصلاح سيسمح بإدخار ما يزيد على 17 مليار يورو (18 مليار دولار) سنوياً بحلول عام 2030.

واختارت الحكومة الفرنسية تمديد سنوات العمل لمعالجة التراجع المالي في صناديق التقاعد وتشيّخ السكان، وتدافع عن مشروعها، معتبرة أنه "يحدث تقدماً اجتماعياً" من خلال تحسين معاشات التقاعد المتدنية.

ووصلت خطة إصلاح نظام التقاعد في فرنسا أمس الإثنين إلى الجمعية الوطنية "البرلمان" لمناقشتها على مدى أسبوعين محفوفين بالمخاطر، وسط ضغوط شديدة من النقابات العمالية.

وإذا لم تتوصل الجمعية إلى التصويت على كل التعديلات بحلول منتصف ليل 17 فبراير/ شباط، ينتقل النص عندها إلى مجلس الشيوخ في ضوء خيار الحكومة إدراج مشروعها ضمن ميزانية منقحة للضمان الاجتماعي.

 وفي تنازل قدمته في اللحظة الأخيرة، أعلنت رئيسة الحكومة إليزابيث بورن أن الذين باشروا العمل في سن 20 أو 21 عاماً سيبقى بإمكانهم التقاعد في الـ63، في تمديد لنظام الخدمة الطويلة استجابة لطلب نواب حزب الجمهوريين الذين سيكون تصويتهم أساسياً لإقرار الخطة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
إضراب في نابلس شمالي الضفة حداداً على هنية 31/7/2024 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في طهران.
الصورة
مكتب نقابة محامي حلب 1972 (العربي الجديد)

سياسة

نتابع في الحلقة الثانية اعتقال أعضاء في نقابات سورية عام 1980 وجهود الإفراج عنهم حيث تم إطلاق سراح المحامين عام 1987 باستثناء ثلاثة منهم
الصورة
ماكرون يلقي خطابًا متلفزًا يعلن فيه حل البرلمان، 9 يونيو 2024 (فرانس برس)

سياسة

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد، حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية.
المساهمون