رغم ترحيبها به، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، أن خلافات لا تزال قائمة مع واشنطن بشأن اتفاق تم التوصل إليه معها حول مشروع خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم2" المثير للجدل.
ميركل اعتبرت أن الاتفاق بشأن الخط الذي يهدد بفرض عقوبات على روسيا في حال استخدمت طاقتها سلاحا ضد أوكرانيا، هو "خطوة جيدة تظهر الاستعداد للقيام بتسوية لدى الجانبين"، لكنها أضافت أن "خلافات ما زالت قائمة"، بحسب ما أوردته "فرانس برس".
تأتي تصريحات ميركل غداة إعلان واشنطن أمس الأربعاء، أنها توصلت إلى اتفاق مع ألمانيا بشأن خط الأنابيب، ينص على فرض عقوبات ضد روسيا ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.
وسارع الجمهوريون، خصوم الرئيس جو بايدن، إلى التنديد بالاتفاق ووصفوه بأنه "هدية" للرئيس فلاديمير بوتين، لكن الإدارة الأميركية ردت بأنها تحاول ضمان نتيجة إيجابية من خط الأنابيب الذي أصبح شبه مكتمل.
وقالت المكلفة بالشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، أثناء كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ: "إنه وضع سيئ وخط أنابيب سيئ، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه".
وألغى بايدن الذي استقبل المستشارة أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، معظم العقوبات المرتبطة بالخط والتي طالب بها الكونغرس، بذريعة أن الوقت قد فات لوقفه وأنه من الأفضل التعاون مع ألمانيا.
ولاقى مشروع خط الأنابيب الذي يمر عبر بحر البلطيق معارضة شديدة من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين موالين لموسكو منذ العام 2014، وتعتبر أن نقل الغاز الروسي عبر أراضيها يمثل وسيلة ضغط حيوية.
وقال الكرملين، أمس، إن الرئيس بوتين والمستشارة ميركل أعربا عن رضاهما عن قرب اكتمال مشروع خط أنابيب نورد ستريم2 المثير للجدل خلال مكالمة هاتفية. وأضاف في بيان بعد انتهاء المحادثة: "الزعيمان راضيان عن اقتراب مشروع نورد ستريم 2 من الاكتمال".
في المقابل، اعتبرت كييف ووارسو أن مشروع الأنابيب يهدد أوكرانيا وأوروبا الوسطى كلها على المستويات "السياسية والعسكرية (وفي مجال) الطاقة"، بعدما توصلت واشنطن وبرلين إلى اتفاق بشأن هذا المشروع المثير للجدل الذي يربط بين ألمانيا وروسيا.
وصرّح وزيرا خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا وبولندا زبيغنيو راو في بيان مشترك بأن "مثل هذا القرار يخلق تهديدات جديدة لأوكرانيا وأوروبا الوسطى، على المستويات السياسية والعسكرية (وفي مجال) الطاقة".