ميلانشون: مؤلف 20 كتابا ومتحمس لرفع الحد الأدنى للأجور

06 يوليو 2024
جان لوك ميلينشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، باريس، 30 يونيو 2024 (بيار كروم/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **شخصية جان لوك ميلانشون**: يواجه انتقادات لكونه استفزازياً ومعادياً للسامية، وينتقد الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو.

- **برنامج الجبهة الشعبية الجديدة**: يدعو لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 1600 يورو، العودة لسن التقاعد 60 عاماً، وقف ارتفاع الأسعار، ومجانية التعليم، بتمويل من ضريبة تصاعدية على الأثرياء.

- **تجربة سياسية غنية**: كان أصغر سيناتور ووزيراً للتعليم الفني، غادر الحزب الاشتراكي وأسس "حزب اليسار"، ترشح للرئاسة ثلاث مرات، ويحظى بتأييد الشباب والطبقة الوسطى والمهاجرين.

يسعى خصوم جان لوك ميلانشون ووسائل إعلام فرنسية إلى التركيز على شخصه، حيث يزعمون أنه استفزازي وعدائي يبث التفرقة وسط اليسار الذي توحد ضمن الجبهة الشعبية الجديدة التي تشكلت من أحزاب يسارية مباشرة بعد صعود الحزب اليميني المتطرف "التجمع الوطني" من أجل قطع الطريق على هذا التيار. ويسعى المناوئون له إلى وصمه بمعاداة السامية، وهي تهمة ينزهه عنها المناصرون له، فهو من السياسيين الذين أكدوا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن ثمة مقدمات لعملية حركة حماس عمرها أكثر من سبعة عقود، منتقداً بشدة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، الذي يعتبره راعياً للتطهير العرقي.

يؤكد ميلانشون أنه يحاول التركيز على البرنامج الانتخابي للجبهة الشعبية الجديدة التي ينخرط فيها حزبه بمعية الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي والبيئيين وأحزاب أخرى صغيرة، حيث يدافع عن رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1600 يورو في حال تولى التحالف أمور الحكومة بعد انتخابات السابع من يوليو/ تموز الجاري. هدف يرى البعض أنه سيثقل كاهل الشركات ويدفع إلى ارتفاع الأسعار، غير أن ميلانشون يشدد على أنه في كل مرة جرى الحديث عن إعادة توزيع الثروات بين المساهمين والأجراء، يجري الحديث عن الخطر الذي ينطوي عليه ذلك، ويذكّر بأن فرنسا رفعت الحد الأدنى للأجور في ليلة واحدة بنسبة 35% في مايو/ أيار 1968، ويحيل إلى إسبانيا التي رفعت الحد الأدنى 30% محدثة 650 ألف فرصة عمل، كما يؤكد أن زيادة الأجور تفضي إلى إنعاش النشاط الاقتصادي، ما يعطي للشركات الوسائل المالية كي تمول خلق فرص عمل جديدة.

يعيد التأكيد على العودة عن تشريع رفع سن التقاعد إلى 64 عاماً وإعادته إلى 60، ويدافع عن وقف ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية والطاقة ومجانية التعليم وإطعام التلاميذ، ويشدد على أن التدابير التي يعد بها تحالف اليسار يمكن تمويلها عبر فرض ضريبة تصاعدية تصيب الأكثر ثراء، ويشير إلى أن رأس المال ستتم مضاعفته في الفترة المقبلة بما يساعد على الحصول على إيرادات لتفادي الاستدانة. في مواجهة بعض اليمين الجمهوري واليمين المتطرف الذي يستهدف المهاجرين، يعيد ميلاشون التأكيد على أن المهاجرين ليسوا عبئاً على موازنة الدولية، حيث يحيل إلى دراسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التي خلصت إلى أن فرنسا ربحت من الهجرة على الأقل عشرة مليارات يورو سنوياً في الفترة الفاصلة بين 2016 و2018.

يراهن البعض على تفكك التحالف الذي تقوده "فرنسا الأبية" بعد الانتخابات المقبلة، معتبرين أن ميلانشون لا يحظى بقبول اشتراكيين وشيوعيين، غير أنه يؤكد أن استهدافه يشعره بنوع من الألم الذي يداويه ما يعتبره التفافا للناس البسطاء حول شخصه. لا يكف عن التأكيد بمعية قادة في حزب "فرنسا الأبية" على سعيه إلى محاربة جميع أشكال العنصرية، مؤكدا أنه لم يسبق للقضاء أن دان قياديا في الحزب بمعاداة السامية، عكس حزب التجمع الوطني.

يهاجمه اليمين بجميع أطيافه ويحاول اشتراكيون وشيوعيون أخذ مسافة من شخصه رغم تحالفهم في الانتخابات التشريعية مع حزبه "فرنسا الأبية"، ولم يسلم من انتقادات الرئيس السابق الاشتراكي فرانسوا هولاند ووزير الاقتصاد الأسبق والمدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان، بينما أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، الأربعاء الماضي، في سياق الدعوة إلى "حكومة انتفاضة وطنية" في مواجهة اليمين المتطرف، أنه لن يحكم مع "فرنسا الأبية" التي تؤكد بدورها أنها لن تحكم إلا كي تطبق برنامجها الذي يمثل قطيعة كاملة مع عهد ماكرون. 

راكم ميلانشون تجربة سياسية كبيرة في فرنسا. كان المناضل الاشتراكي الذي ولد في مدينة طنجة بالمغرب في عام 1951، أصغر سيناتور في فرنسا عام 1986، هو الذي أضحى وزيرا للتعليم الفني في حكومة ليونيل جوسبان بين 2000 و2002. وكان ميلانشون، الحاصل على شهادة عليا في الفلسفة والآداب العصرية والمؤلف لأكثر من 20 كتاباً، في قلب النقاشات في الحزب الاشتراكي، الذي غادره في 2008 بعدما اعتبر أنه شهد انتصارا لليبرالية الاجتماعية، حيث أسس "حزب اليسار" ثم "جبهة اليسار"، وأصبح نائباً أوروبياً في 2009 و2014. 

ترشح للانتخابات الرئاسية في 2012، وأطلق حركة الجمهورية السادسة، للقطع مع ما يسميها "الملكية الرئاسية في الجمهورية الخامسة"، وتقدم للانتخابات الرئاسية عام 2017 وعام 2022، حيث حصل زعيم "فرنسا الأبية" على 22% من الأصوات في الدور الأول من تلك الانتخابات، هو الذي أضحى حزبه قوة رئيسية لا يستطيع اليسار الالتفاف عليها. يرى أنه قبل مبادرته لتأسيس تيار يساري جديد، كان اليساريون قد دخلوا في منحدر مميت، وهو ما يعترف له به خبراء ومواطنون فرنسيون، حيث إنه يحظى بتأييد كبير من الشباب والطبقة الوسطى والمهاجرين.

المساهمون