مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يقبل المغاربة على شراء أضحية العيد هذه السنة رغم الظروف الاستثنائية، خاصة تزامنه مع العطلة الصيفية وارتفاع الأسعار، لدرجة بات معها صعباً جداً على المواطن البسيط ابتياع شاة يتراوح ثمنها بين 150 و350 دولاراً.
تتسم الأسواق بوفرة الأضاحي من كل الأنواع والسلالات والأحجام، إلا أن ارتفاع ثمنها بسبب غلاء العلف والمواد الأولية لتربيتها ورعايتها أحدث نوعاً من الركود حتى في الأيام القليلة قبيل عيد الأضحى.
في السياق، يقول الراعي محمد الطاهر إن ثمن العلف السنة الماضية لم يتجاوز 15 درهماً مغربياً، لكنه تضاعف هذه السنة لعوامل عدة، ومعه الشعير والشمندر وغيرهما من المواد التي تضاعف ثمنها.
واللافت أن ارتفاع ثمن الأكباش أو ربما تضاعف ثمنها يعزى لارتفاع مواد تربيتها، فبات من الصعب على الراعي الصغير أن يستمر في هذه التجارة غير المربحة، بما يصعّب على المواطنين اقتناء أضاحيهم إن استمر الوضع على ما هو عليه.
لكن رغم كل هذا، يقول محمد الطاهر: "لا نزال نراعي ظروف أخينا المسلم والمواطن المغربي ونحاول توفير الأضحية المناسبة لكل شخص حسب مستواه الاجتماعي والاقتصادي، فارتفاع السعر لا يمنع من الشراء نهائياً، حيث توجد خيارات عدة تختلف أثمانها قد تفي بالغرض".
أما علي، وهو مواطن شاب، فيستنكر غلاء ثمن الأضاحي لأن المواطن البسيط لن يستطيع توفير كل ما يحتاج إليه في هذه المناسبة المباركة.
محمد وهو الراعي الأقدم من أقصى جبال الأطلس المتوسط والذي تكلف عناء التنقل ومصاريفه الباهظة، يجد نفسه اليوم في وضع لا يحسد عليه بعد تعسر بيعه الأضاحي، لأن الثمن المعقول بالنسبة لما استثمره في كل أضحية يجده الزبون غير منطقي بالمرة.
أما نبيل، وهو صاحب تجارة رصيف لا تدر عليه ما يكفي للاستمتاع وذويه بهذه المناسبة، فيصرح وفي عينيه حزن يشي بضيق الحال: "نحن مواطنون ضعفاء، إذ لا تتجاوز مداخيلي الشهرية 2500 درهم (25ّ0 دولاراً)، فكيف لي أن أقتني أضحية بـ2000 درهم (200 دولار)، فضلاً عمّا يرافقها من مصاريف للتوابل والأواني وغيرها"، ويناشد أصحاب القرار بتدبير هذا الغلاء المعيشي الذي أثقل كاهله وكاهل أسرته.
ويقول عزيز، الموظف في إحدى المؤسسات العمومية، إنه اقتنى أضحيته بسعر 3500 درهم (أو 350 دولاراً)، وهو يراه ثمناً مناسباً جداً بحسب مستواه المعيشي ونظراً لجودة نوع الأضحية.