حذرت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو الصين اليوم الأحد من اقتراب صبر الشركات الأميركية من النفاد، قائلة إن الشركات تريد "بيئة يمكن التنبؤ بها وتكافؤاً للفرص".
وقالت رايموندو في مقطع بُث مسبقاً خلال حديثها مع برنامج "واجه الأمة - فيس ذا نيشن" على شبكة سي.بي.إس "الصين تجعل الأمر أكثر صعوبة... لقد كنت واضحة للغاية مع الصين... بدأ صبر الشركات الأمريكية ينفد".
وأشارت رويترز، التي نقلت أجزاء من الحوار، إلى أن الولايات المتحدة والصين أكبر شريكين تجاريين، لكنها أوضحت أن واشنطن تزيد من علاقاتها التجارية حالياً مع كندا والمكسيك، بينما تتجه بكين لتعزيز علاقاتها مع دول جنوب شرق آسيا.
وأضافت رايموند "تحتاج الشركات إلى بيئة يمكن التنبؤ بها وتكافؤ للفرص، وتستحق ذلك. نأمل أن تستجيب الصين لهذه الرسالة حتى نتمكن من إقامة علاقة تجارية مستقرة ومتنامية".
وذكرت أن الشركات الأميركية في الصين تواجه تحديات جديدة، من بينها فرض غرامات كبيرة وغير مبررة ومداهمة مقارها.
وقالت رايموندو إنها أبلغت مسؤولين صينيين بأن بريدها الإلكتروني تعرض للاختراق قبل سفرها إلى الصين في أواخر أغسطس/ آب.
وقالت لشبكة "سي.إن.إن" "لقد قالوا إنهم لم يكونوا على علم بالأمر وأشاروا إلى أنه لم يكن مقصوداً... لكنني أعتقد أنه كان من المهم أن أناقش الأمر وأخبرهم أنه من الصعب بناء الثقة عندما تكون لديك تصرفات كهذه".
وذكرت في حوارها مع برنامج واجه الأمة "أعتقد أنه ليس هناك شك في أن الاقتصاد الصيني يتباطأ، ومن المؤكد أنهم يواجهون تحديات حقيقية وجادة في قطاع العقارات".
وأضافت أن الاقتصاد الصيني كان أداؤه أفضل عندما كان أكثر شفافية وأكثر توجهاً نحو السوق.
وتقابلت رايموندو مع مسؤولين صينيين في زيارة عالية المخاطر إلى بكين وشنغهاي قامت بها خلال الأسبوع المنتهي. وقالت يوم الأحد إن الرحلة ساعدت في تأسيس خطوط اتصال مفتوحة بين البلدين.
ورايموندو هي رابع مسؤول أميركي عالي المستوى يزور الصين هذا الصيف، لكنها أول وزير أميركي للتجارة يزور البلاد في خمس سنوات، شهدت العلاقات بين البلدين توتراً خلالها، وكان أبرز ملامحها فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية عالية على المنتجات الصينية الواردة إلى بلاده.
وقالت رايموندو: "نحن في منافسة شرسة مع الصين على كل مستوى، وأي شخص يقول لك خلاف ذلك هو ساذج"، مضيفة: "على الرغم من ذلك، نحن بحاجة لإدارة هذه المنافسة. الصراع ليس في مصلحة أحد".
وأشارت رايموندو إلى أن نقص التواصل بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يزيد من تصاعد التوترات ويؤدي إلى سوء الفهم، لذا فإن النقاشات المنظمة ضرورية لمعالجة القضايا التجارية التي تنشأ.
وتأتي زيارة وزيرة التجارة إلى الصين بعد زيارات حديثة من المبعوث الأميركي الخاص لقضايا المناخ جون كيري، ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.