قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، السبت، إنّ هبة النفط الإيرانية "تكتسب أهمية استراتيجية"، لتنفيذ خطة الحكومة بزيادة إنتاج الكهرباء في لبنان. كلام فياض جاء بعد لقائه السفير الإيراني لدى لبنان مُجتبى أماني ومسؤولين في السفارة، في مقر وزارة الطاقة في بيروت، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الطاقة اللبنانية.
وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ يغرق فيه لبنان بعتمة شاملة، يقابلها تقنين حاد متعمد من قبل أصحاب المولدات الخاصة الذين يستغلون الأزمة لفرض تعرفات مرتفعة جداً، منهم من يشترطها بالدولار النقدي، والتحكم بتوقيت منح التيار الكهربائي للمنازل.
ويسيطر "التيار الوطني الحر"، الذي يتبع له فياض، على وزارة الطاقة منذ أكثر من 13 سنة، وطول تلك السنوات لم يتحسن وضع الكهرباء في البلاد وفشل عدد من المشاريع في حل الأزمة، من بينها شركات تقديم الخدمات، والبواخر التركية التي غادرت لبنان من دون إيجاد أي حل بديل.
وذكرت الوزارة، في بيانها، أنّ "اللقاء حضره الوفد اللبناني المُكلّف بزيارة إيران قريباً"، المكلف من قبل الحكومة البحثَ في هبة "مجّانية" من إيران لتزويد لبنان بالوقود المخصص لتشغيل معامل الطاقة.
وأشارت إلى أنه "جرى البحث في الهبة الإيرانية المتعلقة بتزويد لبنان بالمشتقات النفطية لزوم تشغيل معامل إنتاج الكهرباء (الحكومية) في لبنان وأهداف زيارة الوفد والتفاصيل المرتبطة بها".
وقال فياض إنّ "هذه الهبة مُرحّب بها كما كلّ الهبات من الدول الشقيقة والصديقة"، لافتاً إلى أنها "تكتسب أهمية استراتيجية لأنها سَتوفر نقطة انطلاق لتنفيذ خطة الكهرباء".
بدوره، قال السفير الإيراني إن دولته مستعدة لمساعدة لبنان ليس فقط على صعيد تأمين المحروقات، لكن أيضاً في كل ما يتعلق بقطاع الطاقة عموماً، وخاصةً بناء محطات كهرباء، وفق البيان ذاته.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله استعداده لجلب الوقود الإيراني إلى محطات الكهرباء في لبنان، "عندما تعلن الحكومة اللبنانية قبولها بذلك".
ومنتصف مارس/آذار الماضي، أقرّت الحكومة خطة لزيادة إنتاج الكهرباء، إثر توقف معظم محطات الطاقة في البلاد منذ نحو عام ونصف، ما ينعكس انقطاعًا للكهرباء لنحو 22 ساعة في اليوم.
ويُعد شح الوقود المخصّص لإنتاج الطاقة في لبنان أحد تداعيات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها البلاد منذ عام 2019، والتي تسببت بانهيار مالي وتراجع حاد في احتياطي النقد الأجنبي.
(الأناضول، العربي الجديد)