ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي يوم الثلاثاء للمرة الأولى في سبعة أيام عمل، مضيفاً 212 نقطة، في يوم قوي للأسهم الأميركية، شهد أيضاً ارتفاع مؤشر ناسداك بعد ثلاث جلسات من الخسائر المتتالية.
ومع اقتراب النصف الأول من العام من نهايته، وفي ثاني أيام أسبوعه الأخير، نفض مؤشر ناسداك، بما فيه من أغلبية لشركات التكنولوجيا الكبرى، الغبار الذي سببته كلمات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، والتي توقع فيها مزيداً من رفع الفائدة قبل نهاية العام، مسبباً خسائر لأغلب الأسهم، في الاقتصادات الكبرى.
وارتفع مؤشر ناسداك يوم الثلاثاء بنسبة 1.65%، كما أضاف مؤشر إس آند بي 500 نسبة 1.15% لقيمته، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 0.63%، مقترباً من مستوى 34 ألف نقطة.
وفي حين عوضت شركات التكنولوجيا الكبرى، بقيادة "إنفيديا" و"ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" خسائر يوم الاثنين، استفادت أيضاً شركات الطيران من ارتفاع المعنويات، أملاً في تحقيق الاقتصاد الأميركي هبوطاً ناعماً، يحميه من اضطرابات الدخول في ركود. وارتفع سهم شركة "دلتا إيرلاينز" بنسبة 6.8%، كما ارتفعت أسهم شركات الطيران الأخرى بنسب مقاربة.
وقال ريان ديتريك، مسؤول الاستراتيجيات لدى شركة إدارة الاستثمارات "كارسون غروب"، لمحطة "سي إن بي سي" الاقتصادية "كل ما كنا نسمعه هذا العام كان عن الركود المنتظر، لكن الحقيقة هي أن الاقتصاد الأميركي قوي، وكل قطعة بيانات تصدر تقلل من احتمالات حدوث الركود".
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم اليوم الثلاثاء، مدعومة بمكاسب الأسهم المالية وأسهم شركات المنتجات الفاخرة، حيث راهن المستثمرون على توقعات بانتعاش الاقتصاد الصيني، رغم التأثير السلبي لتصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، التي أشارت فيها إلى مزيد من رفع الفائدة على اليورو.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعا 0.1%، منهيا سلسلة خسائره التي استمرت ستة أيام.
وقال رئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) الصيني لي كه تشيانغ إن نمو الاقتصاد في بلاده خلال الربع الثاني سيكون أعلى من الأول، متوقعاً أن يصل إلى هدف النمو السنوي البالغ نحو 5%.
ومنحت هذه التصريحات بعض الارتياح للمستثمرين القلقين منذ أيام، بسبب تخفيض أسعار الفائدة الذي جاء أقل من المتوقع في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وعدم الاستقرار السياسي في روسيا بعد تمرد لم يستمر طويلا، فضلا عن توجهات رفع أسعار الفائدة حول العالم، والتي ربما تستمر لفترات أطول من التوقعات السابقة.
وكان القطاع المالي هو أكبر الرابحين على مؤشر ستوكس 600، بسبب مكاسب الشركات المنكشفة على الصين مثل "إتش.إس.بي.سي" و"برودنشال للتأمين" وشركات منتجات فاخرة عملاقة مثل "إل.في.إم.إتش" و"ريتشمونت"، إذ تراوحت مكاسبها بين 0.6% و1.2%.
وقالت لاجارد إن التضخم في منطقة اليورو دخل مرحلة جديدة قد تستمر لبعض الوقت، مشيرة إلى معركة طويلة في مواجهة نمو الأسعار، من شأنها أن تُضعف على الأرجح الطلب، وتجبر الشركات على تخفيض الأسعار.
وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط بما يزيد على 2% اليوم الثلاثاء، وسط مؤشرات على استمرار الفائدة المرتفعة، بينما ينتظر المستثمرون بيانات عن استهلاك الأميركيين للوقود خلال موسم الصيف، المرفوع بارتفاع الاستهلاك فيه.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.92 دولار أو 2.6% إلى 72.26 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.67 دولار، أو 2.4% إلى 67.70 دولار للبرميل.
وقال المحلل كريج إيرلام من أواندا لرويترز إن الأسعار تأثرت بصورة رئيسية "بالتوقعات المتغيرة باستمرار بشأن أسعار الفائدة".