يوم مشؤوم للملاحة المصرية: عاصفة توقف 5 موانئ بحرية بعد أزمة قناة السويس

24 مارس 2021
توقف العمل بميناء الإسكندرية (العربي الجديد)
+ الخط -

فيما لا تزال الحركة بطيئة في قناة السويس مع إغلاق سفينة شحن عملاقة القناة، أعلنت السلطات المصرية، الأربعاء، إغلاق خمسة موانئ بحرية ووقف حركة الصيد بميناء سادس، ورفع درجة الاستعداد وحالة الطوارئ بعدة محافظات، جراء هبوب عاصفة ترابية شديدة.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية، "أغلقت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس (شرق)، ميناء العريش البحري، بسبب الظروف الجوية التي تتعرض لها محافظة شمال سيناء، وارتفاع حركة الأمواج داخل البحر المتوسط".

كما أوضحت الوكالة، أن السلطات قررت إغلاق ميناءي الإسكندرية والدخيلة (شمال)؛ نظرا لسوء الطقس وارتفاع الأمواج وسرعة الرياح. وأفادت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "اليوم السابع" الخاصة، بإغلاق ميناء رشيد على البحر المتوسط (شمال)، وميناء شرم الشيخ البحري على البحر الأحمر (شرق)، وتوقُّف حركة الصيد عبر ميناء المعدية بمدينة إدكو في محافظة البحيرة (شمال)؛ إثر سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج وشدة الرياح.

فيما نقلت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة، عن أشرف عطية، محافظ أسوان (جنوب)، قراره "وقف حركة الملاحة النهرية في مجرى نهر النيل بين محافظتي أسوان والأقصر (جنوب)، وبحيرة ناصر (إحدى أكبر البحيرات الصناعية بالعالم)". وقال المحافظ، إن "هبوب عاصفة ترابية شديدة قد يؤدي لانخفاض مستوى الرؤية أمام حركة البواخر السياحية والمراكب الشراعية ومراكب الصيد، ما يستوجب تعطيل حركة الملاحة النهرية، حفاظا على أرواح وسلامة المواطنين".

والثلاثاء، أطلقت هيئة الأرصاد الجوية (رسمية) في بيان، إنذارا نادرا بسبب "سوء الأحوال الجوية وسرعة نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، ما يصل إلى حد العاصفة على بعض أنحاء البلاد". ومنذ الإثنين، تشهد مصر هبوب عاصفة ترابية، تسببت في إغلاق موانئ بحرية، وهدم منازل وسقوط مآذن مساجد وأعمدة إنارة وأشجار في عدة محافظات، دون إعلان رسمي عن وقوع إصابات. 

وقد ألقي باللوم كذلك على رياح قوية وعاصفة ترابية في جنوح سفينة حاويات عملاقة صباح أمس الثلاثاء في قناة السويس، الأمر الذي عرقل مرور السفن في القناة. وقال مسؤولون في شركات التوكيلات الملاحية وغرفة الملاحة ببورسعيد إن قناة السويس أخطرت 11 سفينة بعبورها المجرى الملاحي اليوم الأربعاء ضمن قافلة الشمال القادمة من البحر المتوسط.

وأشار المسؤولون إلى أن السفن ستتوقف في إحدى مناطق الانتظار على بعد حوالي 30 كليومترا من السفينة الجانحة لحين الانتهاء من عمليات التعويم تماما.

وشرحت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، المشغلة لسفينة حاويات عملاقة جنحت في قناة السويس أنها تعمل مع السلطات المصرية وجهات أخرى لتعويم السفينة. وذكرت الشركة في بيان اليوم الأربعاء أن طاقم السفينة إيفر جيفن بخير.

وأضافت: "لم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات أو تلوث أو أضرار في الحمولة، وتستبعد التحقيقات الأولية أن يكون سبب الجنوح أي عطل ميكانيكي أو في المحركات. وتتمثل الأولويات الملحة لبي.إس.إم في إعادة تعويم السفينة بسلام واستئناف حركة الملاحة البحرية في قناة السويس بأمان".

وتتواصل حتى اللحظة عمليات إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات. وقال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع في بيان، إن عمليات إنقاذ السفينة التي جنحت الثلاثاء، تتمّ "بواسطة ثماني قاطرات" تصل قوة شد أبرزها إلى 160 طنا، إذ "يتمّ الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويمها".

ووقع الحادث، بحسب البيان، بسبب "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه سفينة ومن ثم جنوحها".

وتم التداول بصورة لسفينة الحاويات التايوانية العملاقة "إم في إيفر غيفن" عالقة في القناة، التقطتها جوليانا كونا من على متن سفينة "مارسك دنفر" المتوقفة وراء السفينة الجانحة ونشرتها على حسابها على "إنستغرام".

كما نشرت هيئة قناة السويس صورا للسفينة، أوضحت صورة منها تعثر السفينة بيابسة ضفة القناة، ووجود معدات حفر بجانبها لمحاولة إزاحة الطرف العالق عن اليابسة.

ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 متراً. وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، بحسب بيان الهيئة، وقد جنحت "في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام".

وقالت مصادر ملاحية لوكالة "فرانس برس" إن هناك "30 سفينة محتجزة الآن عند المدخل الشمالي لقناة السويس (..) و ثلاث سفن أخرى محتجزة عند المدخل الجنوبي".

وكانت وكالة أنباء "بلومبيرغ" ذكرت أن أكثر من مائة سفينة كانت تنتظر بعد الحادث لتتمكن من المرور عبر قناة السويس. لكن ربيع أشار إلى "انتظام" حركة الملاحة "مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، و"عدم ادخار جهد" لـ"خدمة حركة التجارة العالمية".

ولكن لم يتم توضيح آلية عبور السفن من خلال المجرى الأصلي، خصوصا في ظل وضعية السفينة الجانحة التي تغلق الناحية الجنوبية للقناة بمجرييها. وقالت خبيرة النقل واللوجستيات كاميلي إيغلوف من مجموعة "بوسطون كونسالتينغ"، إنها ستكون "مسألة ساعات" قبل أن تُستأنف حركة الملاحة البحرية مجددا، لكن كلفة ذلك ستكون عالية.

ووصفت إيغلوف تعطّل الملاحة في قناة السويس بأنه سيكون له "تأثير الدومينو" على جميع الموانئ الأوروبية خلال الأيام المقبلة. وأشارت إلى أن السفن الكبرى لن تتمكن من المرور عبر الممر الأصلي القديم، لكن السفن الصغرى يمكنها ذلك، وبالتالي السيناريو ليس كارثيا".
وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات.

ولا يعد جنوح سفينة الحاويات التايوانية العملاقة الأول من نوعه. فقد شهد المجرى الأصلي للقناة في عام 2012 جنوح سفينة يونانية بعد تعطّل محركاتها، ما أدى إلى تعطل الملاحة حتى تمكنت وحدات الإنقاذ من سحبها.

وفي 2014، وقع حادث تصادم بين سفينة حاويات ترفع العلم الألماني وأخرى ترفع علم سنغافورة، وتسبب ذلك أيضا في تعطل حركة الملاحة مؤقتا في المجرى المائي الحيوي.

وتؤمن قناة السويس عبور 10 بالمائة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا. واستخدمت هذه القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقاً لهيئة قناة السويس.

وتعتبر القناة مصدر دخل حيوياً لمصر وبلغت إيراداتها 5,61 مليارات دولار العام الماضي.

وحذرت الهيئة العامة للأرصاد المصرية في بيان ليل الإثنين من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على معظم أنحاء البلاد "تصل إلى حد العاصفة" في بعض المناطق، ما يضعف الرؤية ويحدث ارتفاعا في أمواج البحر.

المساهمون