قالت إيمي لو، مسؤولة إدارة الثروات بمنطقة آسيا - المحيط الهادئ، والرئيسة التنفيذية لبنك يو بي أس في هونغ كونغ، إن عملاء أثرياء من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا أظهروا اهتماماً بإنشاء "مكاتب عائلة" في هونغ كونغ بسبب المبادرات والفرص الحكومية الجديدة في المنطقة.
وأكدت لو، في حوار مع جريدة SCMP الصينية، أن رحلتها إلى الشرق الأوسط في فبراير/شباط، سمحت لها بلقاء عدد من المستثمرين، أبدى العديد منهم اهتمامًا كبيراً بشأن إنشاء مكاتب لعائلاتهم في آسيا، لا سيما هونغ كونغ.
وأعلنت حكومة هونغ كونغ في مارس/آذار المنصرم عن عدد كبير من الإجراءات التي تهدف إلى إقناع مكاتب إدارة الثروات للعائلات ذات الثروات الطائلة بالإقامة في المدينة، بما في ذلك مخطط تجديد هجرة الاستثمار الذي سيحسب الأصول المقومة باليوان، بالإضافة إلى إنشاء مرافق التخزين الفني في مطار هونغ كونغ.
ويأتي ذلك في إطار حزمة مبادرات سياسية، بالتزامن مع "قمة الثروة من أجل الخير"، التي بدأت في المدينة يوم الجمعة، كجزء من محاولة لإقناع ما لا يقل عن 200 "مكتب عائلة" تم إنشاؤها لإدارة الاستثمارات والجهود الخيرية باختيار هونغ كونغ مقراً رئيسياً لهم بنهاية عام 2025.
و"مكتب العائلة" هو نوع من صناديق الاستثمار التي تدير الأصول المالية لعائلة ما بمعزل عن استثماراتها الأخرى، وهي تعمل بطريقة مقاربة لصناديق الاستثمار التقليدية، ولكن بمزيد من المرونة تجاه احتياجات صاحبها الوحيد، وهو العائلة وأفرادها.
وحظت "مكاتب العائلة" بشعبية متزايدة وبارزة في دوائر الاستثمار، وبصفة خاصة مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، ورغبة الكثير من العائلات في التدخل في الطريقة التي تُدار بها رؤوس الأموال الخاصة بهم، والقطاعات التي يرغبون في الاستثمار فيها.
وقالت لو للصحيفة في مقابلة حصرية: "لقد تواصل بنك يو بي أس بشكل استباقي مع العائلات الثرية، لتعريفهم بالسياسات الجديدة ومناقشة ما يعنيه ذلك لهم، وكيفية مساعدتهم على الاستفادة منها، كما مساعدتهم في الحفاظ على الثروة والإرث".
وأضافت أن الإجراءات الجديدة تمس قضايا قريبة من اهتمام "مكاتب العائلة" مثل الاستثمار والفن والعمل الخيري، مؤكدة أنها على ثقة من أن هذه المبادرات ستسهم بشكل إيجابي في تنمية هونغ كونغ كمركز دولي لمكاتب العائلة.
وأعلن وزير مالية هونغ كونغ بول تشان مو بو في ميزانيته في فبراير/شباط أن الحكومة ستخصص 100 مليون دولار هونغ كونغ (12.8 مليون دولار أميركي) لتعزيز مكاتب الأسرة، بينما في أكتوبر/تشرين الأول، حدد الرئيس التنفيذي جون لي كا تشيو هدفًا لجذب 200 مكتب عائلي كبير إلى المدينة بحلول عام 2025.
وقالت لو إن الترويج لحكومة هونغ كونغ جاء في الوقت المناسب حيث يتطلع العديد من العائلات الثرية في الغرب والشرق الأوسط وآسيا إلى أسواق جديدة لاستثمار ثرواتها.
وأضافت: "لقد شهدنا المزيد من التنويع في استثمارات عملائنا، لا سيما في سوق "الاستثمارات البديلة"، مثل الأسواق الخاصة، وصناديق التحوط، وعبر الدخول في مناطق جديدة". وأضافت "سنشهد استمراراً لتحول الاستثمارات من كل مكان في العالم باتجاه آسيا، حيث يوجد النمو".
وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد آسيا والمحيط الهادئ سينمو بنسبة 4.3% في عام 2023، بينما ينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.4% في نفس العام، وفقًا لبنك يو بي أس. وحددت الحكومة الصينية هدفًا للنمو يبلغ حوالي 5% في عام 2023.
وفي عام 2017، أسس باتريك تسانغ، رئيس مجموعة تسانغ، مكتبًا عائليًا في هونغ كونغ، ركز من خلاله على الاستثمار في الابتكارات والاستثمارات التكنولوجية على مستوى العالم. وحث تسانغ الحكومة على تقديم المزيد من الحوافز الضريبية وإدخال المزيد من الإجراءات لجذب المواهب.
وتسير الحكومة الصينية على الطريق الصحيح لجذب المزيد من "مكاتب العائلة" إلى هونغ كونغ، كما تعمل على تقديم المزيد من الحوافز الضريبية والتسهيلات، ليس فقط لأصحاب الأعمال ولكن أيضًا للأشخاص الذين يستقدمونهم من الخارج، وفقاً لتسانغ.
وقال تسانغ للصحيفة الصينية: "يجب على الحكومة العمل على تعزيز إمكانات منطقة الخليج الكبرى، والأنواع المختلفة من فرص الاستثمار التي يمكن أن تجلبها".
وقدمت بكين مشروع "منطقة الخليج الكبرى" في فبراير/شباط 2019، لتحويل تسع مدن في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية وهونغ كونغ وماكاو إلى قوة اقتصادية متكاملة.