قالت مصادر سياسية في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الثلاثاء، إن ملف الغاز وترسيم الحدود البحرية وملفات أمنية أخرى سيطغى على المباحثات التي يجريها اليوم الأربعاء، في العاصمة القبرصية نيقوسيا، كل من وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية اليونان، ايفانجيلوس فينيزيلوس، ووزير الخارجية القبرصي، ايوانيس كاسوليدس.
ويأتي هذا الاجتماع الوزاري في وقت تواصل فيه إسرائيل قطف ثمار اكتشاف الغاز الطبيعي في مناطق حدودية ومياه إقليمية شرق البحر المتوسط مستغلة عدم ترسيم الحدود البحرية بين جيرانها، ما يتيح لها لعب دور رئيسي في قطاع الطاقة في الشرق الأوسط، وفق تقرير سابق لمعهد الشرق الأوسط الأميركي.
وسيكون لقاء اليوم (الأربعاء) آخر فرصة للوزراء الثلاثة لوضع الترتيبات الأخيرة على القمة الرئاسية المصرية القبرصية اليونانية التي يرتقب أن تجمع رؤساء بلدانهم يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بالقاهرة.
وحسب المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها لحساسية موقفها، فإن الغاز وترسيم الحدود البحرية والمياه الإقليمية هي أبرز القضايا التي تثار في هذه القمة، رغم أن بيان السفارة القبرصية بالقاهرة، الذي أعلن عن هذا اللقاء، اكتفى بالقول إن الوزراء الثلاثة سيناقشون تعزيز التعاون في القضايا والمجالات ذات الاهتمام المشترك مثل الأمن والطاقة والسياحة، إضافة إلى دور ومسؤولية هذه الدول في استقرار منطقة شرق المتوسط.
ومن المقرر أن يعقد الوزراء الثلاثة في وقت لاحق من اليوم، مؤتمراً صحافياً للإعلان عن نتائج مباحثاتهم. وفي انتظار ذلك، يسود ترقب شديد بمنطقة شرق المتوسط بشأن نتائج هذا التنسيق، خاصة في إسرائيل، ولا سيما أن دولتين معنيتين بهذه القضية، هما تركيا ولبنان، تغيبان عن هذا التنسيق.
وتعول مصر على التنسيق مع قبرص واليونان للدفاع عن حصتها من الاحتياطات الضخمة من الغاز المحتمل وجودها في المنطقة، خاصة أنها تعاني أزمة طاقة خانقة، حتى إن شركات عالمية تعمل في مصر، وقعت في وقت سابق من الشهر الجاري خطابات نوايا لاستيراد الغاز من إسرائيل في صفقة قدرت قيمتها بـ 60 مليار دولار ولمدة 15 عاما.
ويذكر، في هذا الإطار، أن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية كانت قد قدرت، في دراسة نشرتها في شهر مارس/آذار الماضي، كميات النفط والغاز غير المكتشف في منطقة مياه دلتا النيل (شمال مصر) بنحو 223 تريليون قدم مكعبة.
وتستضيف قبرص هذه القمة بعد نحو ثلاثة أسابيع تقريبا من تصاعد التوتر بينها وبين تركيا بشأن التنقيب في الغاز في المياه البحرية، حتى إن المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لقبرص، إسبن بارث إيد، اضطر للتدخل لحث الطرفين على التهدئة وضبط النفس.
وانطلقت شرارة هذا التوتر بعد أن أقدمت تركيا، التي تراقب عن كثب أنباء اكتشافات الغاز في قبرص، على إرسال سفينة للمسح الزلزالي إلى منطقة رخّصت فيها الحكومة القبرصية لشركات عالمية للتنقيب عن الغاز. ورغم أنه أفلح في نزع فتيل هذا التوتر، فإن بارث إيد فطن إلى أن " الطاقة ستبقى مصدر نزاع من دون حل لتقسيم الجزيرة القبرصية"، قبل أن ينبه إلى أن " النفط والغاز يمكن أن يكونا إما نعمة وإما نقمة".