حذر وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن اليوم السبت من أنه "سيكون من الصعب جدا" على بريطانيا التفاوض لاتفاق تجاري جديد مع دول الاتحاد الأوروبي في حال خروجها منه.
ونبه أوزبورن إلى أن قيمة العقارات في بريطانيا يمكن ان تتراجع بين 10 و18% في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب تحليل قامت به وزارة الخارجية ويفترض أن ينشر الأسبوع المقبل.
وصرح أوزبورن في سنداي (اليابان) حيث يشارك في اجتماع لوزراء مالية وحكام مصارف الدول السبع الأكثر ثراء في العالم "يكفي التحدث إلى وزراء مالية ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى لإدراك أنه في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأرادت الوصول إلى السوق الموحدة... فسيترتب علينا المساهمة في موازنة الاتحاد الأوروبي والموافقة على حرية تنقل الأفراد دون أن يكون لنا رأي في هذه السياسات".
ويدلي البريطانيون في 23 حزيران/يونيو المقبل بأصواتهم في استفتاء حول مسألة البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتابع أوزبورن: "إذا غادرنا الاتحاد الأوروبي فسيكون أمامنا مهلة عامين للتفاوض على خروجنا مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد، وسيتعين علينا التفاوض حول اتفاقات جديدة مع هذه الدول الـ27 وفي الوقت نفسه توقيع أكثر من 50 اتفاقا تجاريا مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد".
وأضاف: "سيكون أمرا صعبا للغاية" وفي تلك الفترة "لن يكون للمؤسسات أي ضمانات حل المستقبل وبالتالي لن تقوم بالتوظيف أو الاستثمار" مما سينعكس سلبا "على قطاعات العقارات والمؤسسات والتوظيف" في بريطانيا.
تحذيرات دولية
من جانبهم حذر وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع اليوم السبت في ختام اجتماع استمر يومين في اليابان، من "صدمة" قد تلحق بالاقتصاد العالمي في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وجاء في وثيقة نشرتها السلطات اليابانية أن "الغموض المحيط بالوضع العالمي تصاعد، فيما تزيد النزاعات الجيوسياسية والإرهاب وتدفق اللاجئين، وصدمة خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية".
وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان اليوم خلال لقاء صحافي إن "الدول السبع اجمعت بالطبع (...) على القول إن خروجا من الاتحاد الأوروبي لن يكون أمرا جيدا لبريطانيا بالمقام الأول".
وتابع: "إن الخروج ستترتب عليه عواقب وخيمة، ليس لأننا سنسيء معاملة بريطانيا، بل لأن المنطق الاقتصادي سيكون فادحا جدا".
وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس الجمعة مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي بأن بريطانيا ستواجه في هذه الحالة معاملة متشددة من الاتحاد الأوروبي.
وتظهر استطلاعات الراي الأخيرة تقدما واضحا لمعسكر مؤيدي البقاء إلا أن نسبة المترددين لا تزال مرتفعة.