يخرج من بيته فجراً للحاق بعمله المؤقت في أعمال المقاولات، الشيب يملأ شعره، يداه خشنتان كخشونة الحياة التي يعيشها، عبد الحليم حمدي رجل في الأربعينيات من عمره، حصل على الإجازة في التاريخ منذ ما يزيد عن 17 عاما، ورغم محاولاته الدائمة في الحصول على وظيفة حكومية، إلا أنّ كل محاولاته باءت بالفشل، وأصبح حله الوحيد للحصول على مورد للرزق هو أعمال المقاولات.
عبد الحليم واحد ممن يزيد عن 250 ألف مواطن تونسي يعانون من مشكلة عدم القدرة على الحصول على وظيفة حكومية، بسبب ندرة الفرص الموجودة وضرورة تجاوزهم اختبارات القبول الحكومية.
وكان وزير التكوين المهني والتشغيل التونسي، فوزي عبد الرحمان، أعلن، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه سيتم، خلال السنة الجارية، اعتماد آلية جديدة لتشغيل أصحاب الشهادات العليا، مع مواصلة العمل بآلية عقد الكرامة وتسهيل التعقيدات الإدارية المعمول بها حاليا.
وأكد الوزير، السعي إلى تبسيط الإجراءات المتعلقة بمختلف آليات التشغيل لتقريبها من العموم، وذكّر أن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل تقوم أساسا على إعادة الاعتبار للتكوين المهني والعمل على تفعيل السياسات العامة للتشغيل.
ورغم تصريحات الوزير المتفائلة، فإن عبد الحليم حمدي يعتقد أن الوعود الحكومية المتكررة هي وعود مؤقتة لا تحل المشكلة بشكل جذري، وهو ما يجعلهم مستمرين في تظاهراتهم، حيث يعتقد أن النضال السلمي من أجل التشغيل هو أحد أركان قيام الثورة التونسية في 2011، وهو ما يجعل الأمر يحتاج إلى الاستمرار في تحركاتهم الاحتجاجية.
شاهد قصة التونسي عبدالحليم مع البطالة في هذا التقرير المصور: