ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط، اليوم، بعد انخفاضات الأسبوع الماضي، مدعومة بتوقعات بأن المنتجين الرئيسيين سيخفضون المزيد من إنتاجهم في محاولة لتخفيض المخزونات العالمية التي لا تزال مرتفعة.
كما ساعد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا في تخفيف المخاوف بشأن الاقتصاد الأوروبي، وإغلاق ملف "فريكست"، بعدما طرحت المرشحة الخاسرة مارين لوبان خروج فرنسا من منطقة اليورو.
وزادت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يوليو/ تموز بنسبة 1.04% إلى 49.61 دولاراً للبرميل، كما ارتفع خام "نايمكس" الأميركي تسليم يونيو/ حزيران بنسبة 0.97% إلى 46.67 دولاراً للبرميل.
وكان النفط قد انخفض بأكثر من 6% الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، وكانت ضغوط البيع قد أشعلتها المخاوف من أن أعضاء "أوبك" لن يمددوا اتفاق خفض الإنتاج عندما يجتمعون في 25 مايو/أيار.
وقال روبن بيبر المحلل الفني لدى بي.في.ام أويل أسوسيتس للسمسرة في لندن "السوق في حالة شديدة الخطورة.. الاتجاه العام ما زال لأسفل وما يحدث مجرد تصحيح."
وتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن تصل أسعار النفط الخام إلى نقطة "استسلام" بعد الانخفاضات التي شهدتها الأسبوع الماضي. وأكد محللو المصرف في مذكرة بحثية صدرت الجمعة، إن توقعاتهم لتداول خام "برنت" عند 50 دولاراً للبرميل، ربما تواجه مزيداً من المخاطر، في حال تواصلت الضغوط التي تتعرض لها الأسعار.
السعودية: التمديد قد يتخطى 2017
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم الاثنين، إن أسواق النفط تستعيد توازنها بعد سنوات من تخمة المعروض، لكنه لا يزال يتوقع تمديد اتفاق قادته أوبك لخفض الإنتاج في النصف الأول من العام ليغطي 2017 بالكامل.
وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، من بينهم روسيا، بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول لدعم السوق. لكن المخزونات العالمية تظل مرتفعة، ما يدفع أسعار النفط الخام مجدداً لما دون 50 دولاراً للبرميل ويفرض ضغوطاً على أوبك لتمديد خفض الإنتاج حتى نهاية السنة.
وأضاف الفالح من العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال مناسبة للقطاع، اليوم: "بناء على المشاورات التي أجريتها مع الأعضاء المشاركين، أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك".
ولفت إلى أن هبوط الأسعار في الآونة الأخيرة يرجع إلى موسم انخفاض الطلب وأعمال صيانة مصافي النفط وكذلك نمو الإنتاج من خارج أوبك وبخاصة في الولايات المتحدة.
وارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط أكثر من 10% منذ منتصف 2016 إلى 9.3 ملايين برميل يومياً، مقترباً من مستويات إنتاج روسيا والسعودية وهما من كبار المنتجين.
رغم ذلك، قال الفالح إن الأسواق تحسنت من المستويات المنخفضة المسجلة في العام الماضي، حين هبطت أسعار النفط تحت 30 دولاراً للبرميل. وقال "أعتقد أننا تجاوزنا الأسوأ حاليا في ظل مؤشرات رئيسية عديدة تظهر أن ميزان العرض والطلب يسجل عجزا وأن السوق تتحرك صوب استعادة التوازن. نتوقع أسواقاً أصح في المستقبل".
وتوقع الفالح نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يقترب من مستوى العام الماضي. وقال إن نمو الطلب الصيني على النفط سيماثل مستويات العام الماضي بفعل قوة قطاع النقل، في حين من المنتظر أن يسجل الطلب من الهند مستوى نمو جيداً.
ومن المرجح أن ينبع معظم النمو المتوقع في الطلب على النفط على مدى الخمسة والعشرين عاماً المقبلة من آسيا، في الوقت الذي ينمو فيه عدد سكان المنطقة مع تقدم دول مثل فيتنام والفيليبين لتصبح ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم.
وقال الفالح إن آسيا ستسهم أيضا بنحو ثلثي الطلب العالمي على الغاز بحلول ذلك الوقت.
وأضاف أن الاستثمارات العالمية في التنقيب والإنتاج تراجعت هي الأخرى، ما قد ينتج فجوة كبيرة بين العرض والطلب في السنوات القليلة المقبلة.
وتابع: "التقديرات المتحفظة تتوقع أننا سنحتاج إلى تعويض 20 مليون برميل يومياً ناتجة عن نمو الطلب والانخفاض الطبيعي خلال الأعوام الخمسة القادمة". وأشار إلى أن "هذا هو مبعث تخوفي... نتجه صوب مستقبل يتسم باختلالات بين العرض والطلب".
تأييد لتمديد الاتفاق النفطي
وأيد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الاثنين تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي ينفذها كبار المنتجين لمدة أطول، قائلاً إنها يجب أن تساعد في تسريع العودة إلى سوق نفطية أكثر توازناً.
ولم يحدد نوفاك في تعليقاته التي أرسلتها وزارة الطاقة المدة التي يعتقد أن تخفيضات إنتاج النفط يجب أن تمدد إليها. لكن متحدثة باسم الوزارة قالت إن أحد الخيارات التي تدرسها روسيا هو تمديد التخفيضات لما بعد نهاية العام.
وقال نوفاك في التصريحات الصادرة عن الوزارة "تبدي روسيا تضامنها الكامل مع جهود شركائنا الرامية لإعادة التوازن لسوق النفط العالمية وتعتقد أن الجهود المشتركة فعالة للغاية حتى الآن".
وتابع "ندرس عدة تصورات محتملة ونعتقد أن التمديد لفترة أطول سيسهم في التعجيل بإعادة التوازن للسوق".
وأضاف أنه يعتقد أن ارتفاع الطلب على النفط سيعزز فعالية تخفيضات الإنتاج خلال الأشهر المقبلة. وقال إنه يرى التزاما بنسبة 100% من قبل أوبك والمنتجين المستقلين باتفاق الإنتاج.
في حين قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الروسية لرويترز إن أحد الخيارات التي تبحثها روسيا ومنتجون كبار للنفط في العالم يتمثل في تمديد تخفيضات إنتاج الخام بعد 2017، وقالت المتحدثة الروسية إنه لا يسعها أن تؤكد تأييد موسكو لتمديد التخفيضات لعام 2018.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بتروناس الماليزية للنفط المملوكة للحكومة، وان ذو الكفل وان أريفين، اليوم إن الشركة ستدعم أي تمديد لتخفيضات إنتاج الخام التي تنفذها أوبك ومنتجون من خارج المنظمة. وقال: "إذا كان هناك تمديد للترتيب، بالطبع نحن ملتزمون بمواصلة خفض الإنتاج".
(العربي الجديد، رويترز)