تعرف الطروحات الأولية في سوق الأسهم السعودية حالة من الركود، في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية المتراجعة التي تعيشها المملكة بسبب هبوط أسعار النفط.
ولم تشهد السوق السعودية طروحات أولية منذ يونيو/ حزيران 2016، فيما تترقب أول طرح لها خلال العام الحالي لشركة "زهرة الواحة" بعد بدء الاكتتاب الأحد الماضي، مقابل 3 طروحات أولية العام الماضي بقيمة 2.8 مليار ريال (747 مليون دولار)، وفق مسح لوكالة "الأناضول".
وتعتزم الحكومة السعودية طرح 5% من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام خلال 2018، بهدف استخدام الأموال المتحصلة من الطرح في تنويع الاقتصاد.
وأرجع خبراء اقتصاد، في أحاديث مع "الأناضول"، غياب الاكتتابات عن السوق السعودية إلى عدة أسباب رئيسية، أهمها ضعف السيولة، والأوضاع الاقتصادية الناجمة عن هبوط أسعار النفط، الذي يعد مصدر الدخل الرئيسي في المملكة، فضلا عن تراجع تقييم الأصول.
وتعاني السعودية، أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، في الوقت الراهن من تراجع حاد في إيراداتها المالية، الناتجة عن تراجع أسعار النفط الخام عما كانت عليه عام 2014.
وقال مازن السديري، رئيس إدارة البحوث لدى شركة الراجحي المالية، إن "اختفاء الاكتتابات من البورصة يعود إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها تراجع السيولة المتداولة في السنوات الأخيرة في البورصة، لتحوم قرب 4 مليارات ريال حاليًا مقابل 6 مليارات في وقت سابق".
وأضاف السديري أن "الوضع الاقتصادي الحالي يعد من بين الأسباب الرئيسية، خصوصًا مع توقف توسعات الشركات وانخفاض معدلات القروض، بالتالي فإن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الشركات من خلال الطرح غير موجود حاليًا".
وأضاف: "في ظل الدورة الاقتصادية الحالية، فإن تقييم الأصول أقل كثيرًا من السابق، ومن ثم فالشركات التي تنوي طرح جزء من أسهمها ستتعرض لانخفاض في تقييم أصولها، مقارنة بحال كونها في دورة اقتصادية أكثر انتعاشًا أو نموًا، وهو ما يدفع الشركات لتأجيل الطرح لحين تحسن الأوضاع".
من جهته، قال فضل البوعينين، الكاتب الاقتصادي والخبير المالي، إن "الوضع الاقتصادي الحالي ليس مشجعًا للطروحات الأولية في سوق الأسهم".
وأضاف البوعينين: "هناك عدة أمور، أولها الأوضاع الاقتصادية الحالية في ظل تراجع أسعار النفط وأثرها على الاقتصاد، كذلك عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل نشاط الشركات في ظل الهيكلة الاقتصادية الحالية التي تطبقها الحكومة".
وبدأت شركة "زهرة الواحة للتجارة"، العاملة في مجال تشييد وإقامة وصيانة المصانع وإنتاج العبوات البلاستيكية، أولى خطوات الطرح في البورصة السعودية الأحد الماضي. ووفق حسابات "الأناضول"، ستبلغ حصيلة الاكتتاب 229.5 مليون ريال (61.2 مليون دولار)، إذ سيتم طرح 4.5 ملايين سهم بسعر 51 ريالا (13.6 دولارا للسهم)، وسيخصص 20% من الطرح للأفراد، و80% للمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار.
وكانت بورصة السعودية أكبر الخاسرين في يوليو/ تموز مع فقدانها 21.6 مليار دولار خلال شهر واحد فقط. في حين ربحت ست بورصات عربية نحو 18.9 مليار دولار، جاءت في مقدمتها قطر بمكاسب 5.45 مليارات دولار.
(الأناضول، العربي الجديد)