مع اقتراب حلول عطلة عيد الفطر المبارك التي تأتي بالتزامن مع عطلة الصيف، حلّقت أسعار تذاكر السفر إلى مستويات عالية، مسجلة ارتفاعا ما بين 60% و70% في موسم الصيف الحالي مقارنة بالعام الماضي، بحسب تقرير لشركة مباشر العالمية، العاملة في مجال حجوزات الطيران والحاصلة على توكيل من العديد من الخطوط الجوية في الخليج، بينما أظهر مسح أجرته "العربي الجديد" تجاوز نسبة الارتفاع الـ 150% في بعض وجهات السفر.
وأرجع التقرير، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخه منه، هذا النمو القياسي في أسعار تذاكر السفر الذي فاق مستويات الذروة التي وصلتها الأسعار في الأعوام السابقة، إلى الأوضاع السياسية المتقلبة بدول المنطقة، حيث ساهم ذلك في تحوّل الكثير من السياح إلى وجهات محددة في أوروبا وآسيا، ما شكل ضغوطا عليها ورفع أسعارها بدرجة كبيرة، فضلا عن تزامن عطلة عيد الفطر مع العطلة الصيفية.
وأشار التقرير إلى وصول أسعار النفط حالياً إلى نحو 70 دولاراً للبرميل في 2018، وهي زيادة بأكثر من 35% من متوسط 45 دولاراً للبرميل في 2016.
وفي هذا السياق، أظهرت مواقع شركات الطيران ومكاتب حجوزات السفر أن متوسط سعر تذكرة السفر من الكويت إلى لندن على متن الدرجة العادية بشركات عدة بلغ نحو 3 آلاف دولار، علما أنه يراوح في الأيام العادية بين 1000 و1800 دولار، بينما ارتفع سعر التذكرة إلى القاهرة وإسطنبول من 260 دولاراً في غير المواسم إلى 990 دولاراً خلال أيام العطلة القادمة.
وسجلت أسعار التذاكر إلى الإمارات ارتفاعا كبيرا بلغ نحو 500 دولار، حيث ارتفع ثمن تذكرة السفر إلى دبي على متن الدرجة العادية بشركات عدة من 230 دولاراً إلى 600 دولار، بينما نفدت تذاكر السفر إلى بيروت عبر عدة شركات لأيام الأربعاء والخميس والجمعة طوال فترات العطلات، وبلغت عبر شركات أخرى نحو 550 دولاراً، وزادت أسعار التذاكر إلى دول أوروبية عدة، مثل فرنسا والنمسا، بمتوسط قيمته 1300 دولار.
أسعار مبالغ فيها
يرى مدير عام شركة البشر للسياحة والسفر زين عبد السلام، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أسعار تذاكر شركات الطيران هذا العام مبالغ فيها جدا، خاصة على بعض الوجهات التي يزداد الطلب عليها من الكويتيين الراغبين في السفر خلال الأعياد والمناسبات، مع الأخذ بالاعتبار أن الأمر متروك للعرض والطلب، ما يجعل قيمة تذاكر السفر تشكل عبئا على كاهل ميزانية الوافدين والمقيمين لتستحوذ على نحو 60% من تكاليف الرحلة.
ويضيف عبد السلام أن أسعار التذاكر ارتفعت هذا العام بنسب تصل إلى 70% مقارنة بموسم الصيف الماضي 2017، خصوصاً للحجوزات إلى الدول العربية، فيما تضاعفت تذاكر سفر وجهات أوروبية بزيادة 100%، كما ارتفعت أسعار تذاكر وجهات آسيوية بنسبة 80%.
ويعيد عبد السلام السبب في هذه الزيادة إلى وجود ضغط كبير على الحجوزات، ما يجعل شركات الطيران تترقب هذه الفترات لزيادة أرباحها، وتعويض خسائرها خلال فترات الركود على مدار العام، الذي يشهد العديد من العروض الترويجية، التي تنخفض فيها أسعار التذاكر بنسب كبيرة.
اقــرأ أيضاً
وتثير أسعار تذاكر طيران هذا العام في الكويت غضب المسافرين الذين يتوجهون إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية أو من أجل العلاج والتعليم في الخارج.
تركيا الوجهة المفضلة
يقول مسؤول الحجوزات لدى المكتب الدولي للسياحة والسفر عثمان النوري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إن أسعار التذاكر إلى تركيا خلال فترة ما قبل شهر رمضان تراوح بين 500 و700 دولار، وتتضاعف الأسعار خلال فترة ما بعد رمضان، أي مع بداية عيد الفطر لتصل إلى 1400 دولار، مع الأخذ في الاعتبار قيام شركات الطيران التركية والمحلية بزيادة رحلاتها اليومية إلى إسطنبول ومواكبة الطلب العالي خلال موسم الصيف.
ويضيف أن حجوزات السفر تركزت بصورة رئيسة هذا العام بين تركيا ودبي وبعض الوجهات الجديدة، مثل جورجيا، التي لم يسبق الذهاب إليها من قبل، في حين أن عدداً غير قليل من المسافرين غيروا وجهاتهم من الوجهات الأوروبية إلى العربية والآسيوية بعد ارتفاع أسعار تذاكر السفر.
ومن جانبه، يرى الخبير في قطاع السياحة، رياض العدواني، أن الطلب العالي على شراء تذاكر الطيران وبلوغه أعلى المستويات، خلال فترة الصيف هذا العام، جاء بالتزامن مع شهر رمضان وعطلة الصيف، ليكون ذلك أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار تذاكر السفر هذا العام.
ويوضح العدواني، لـ"العربي الجديد"، أن هناك شريحة كبيرة من المسافرين تقوم بترتيبات السفر قبل مدة ليست قصيرة سعيا نحو الحصول على أفضل الأسعار والعروض، فيما تبقى شريحة أخرى من المسافرين لا تعتد كثيراً بالتخطيط المبكر للسفر، وهي التي تتأثر بالارتفاع الموسمي للأسعار.
العرض والطلب
يرى مدير عام شركة آسيا للسفر والسياحة عادل الهيل، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أسعار التذاكر تحكمها قوى العرض والطلب، وبالتالي فإن ارتفاع الطلب في موسم الذروة الصيفي يؤدي بالضرورة لارتفاع مماثل في الأسعار، كما أن ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة يلعب دوراً أيضاً في رفع أسعار تذاكر السفر، حيث تتأرجح أسعار النفط حالياً بين 65 و75 دولاراً للبرميل في 2018، علما أن ارتفاع النفط يعني بالضرورة ارتفاع كلفة التشغيل الناتجة عن زيادة أسعار وقود الطائرات، ما ينعكس على أسعار التذاكر.
اقــرأ أيضاً
وأشار الهيل إلى أن أسعار التذاكر تكون دائما متغيرة إلا في حالات العروض التي تقدمها شركات الطيران لفترات زمنية معينة، مضيفاً أن زيادة الإقبال على التذاكر في أوقات السفر تفتح الباب لرفع الأسعار نتيجة ندرة الأماكن على الطائرات وحاجة الكثيرين المتزايدة في الوقت نفسه للسفر قبل انتهاء مدة الاجازة، ما يجعلهم يقبلون بالأسعار وبزيادتها.
ونصح الهيل الراغبين في السفر بأن يبكّروا في تحديد وجهاتهم وحجز تذاكر سفرهم حتى تكون أمامهم الفرصة الجيدة للحصول على أسعار معقولة ومناسبة لتطلعاتهم، مشيرا إلى أن الانتظار لأيام قليلة قبل السفر يعني الدخول في درجات عالية من الأسعار.
ومن جانبه، قال مدير عام شركة سفريات الملا، محمد الملا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن شركات الطيران هي التي تفرض الأسعار على أصحاب شركات السفر الذين ليس لهم أي دخل بها، فهم ينفذون ما تفرضه شركات الطيران، مشيراً إلى أن شركات الطيران أصبحت تنافس بعضها البعض في استقطاب العملاء على حسب العرض والطلب. ولا يقتصر الأمر على المنافسة بين شركات الطيران التجارية التقليدية وإنما يمتد ليشمل شركات الطيران منخفض الكلفة "الطيران الاقتصادي" أيضاً.
وأرجع التقرير، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخه منه، هذا النمو القياسي في أسعار تذاكر السفر الذي فاق مستويات الذروة التي وصلتها الأسعار في الأعوام السابقة، إلى الأوضاع السياسية المتقلبة بدول المنطقة، حيث ساهم ذلك في تحوّل الكثير من السياح إلى وجهات محددة في أوروبا وآسيا، ما شكل ضغوطا عليها ورفع أسعارها بدرجة كبيرة، فضلا عن تزامن عطلة عيد الفطر مع العطلة الصيفية.
وأشار التقرير إلى وصول أسعار النفط حالياً إلى نحو 70 دولاراً للبرميل في 2018، وهي زيادة بأكثر من 35% من متوسط 45 دولاراً للبرميل في 2016.
وفي هذا السياق، أظهرت مواقع شركات الطيران ومكاتب حجوزات السفر أن متوسط سعر تذكرة السفر من الكويت إلى لندن على متن الدرجة العادية بشركات عدة بلغ نحو 3 آلاف دولار، علما أنه يراوح في الأيام العادية بين 1000 و1800 دولار، بينما ارتفع سعر التذكرة إلى القاهرة وإسطنبول من 260 دولاراً في غير المواسم إلى 990 دولاراً خلال أيام العطلة القادمة.
وسجلت أسعار التذاكر إلى الإمارات ارتفاعا كبيرا بلغ نحو 500 دولار، حيث ارتفع ثمن تذكرة السفر إلى دبي على متن الدرجة العادية بشركات عدة من 230 دولاراً إلى 600 دولار، بينما نفدت تذاكر السفر إلى بيروت عبر عدة شركات لأيام الأربعاء والخميس والجمعة طوال فترات العطلات، وبلغت عبر شركات أخرى نحو 550 دولاراً، وزادت أسعار التذاكر إلى دول أوروبية عدة، مثل فرنسا والنمسا، بمتوسط قيمته 1300 دولار.
أسعار مبالغ فيها
يرى مدير عام شركة البشر للسياحة والسفر زين عبد السلام، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أسعار تذاكر شركات الطيران هذا العام مبالغ فيها جدا، خاصة على بعض الوجهات التي يزداد الطلب عليها من الكويتيين الراغبين في السفر خلال الأعياد والمناسبات، مع الأخذ بالاعتبار أن الأمر متروك للعرض والطلب، ما يجعل قيمة تذاكر السفر تشكل عبئا على كاهل ميزانية الوافدين والمقيمين لتستحوذ على نحو 60% من تكاليف الرحلة.
ويضيف عبد السلام أن أسعار التذاكر ارتفعت هذا العام بنسب تصل إلى 70% مقارنة بموسم الصيف الماضي 2017، خصوصاً للحجوزات إلى الدول العربية، فيما تضاعفت تذاكر سفر وجهات أوروبية بزيادة 100%، كما ارتفعت أسعار تذاكر وجهات آسيوية بنسبة 80%.
ويعيد عبد السلام السبب في هذه الزيادة إلى وجود ضغط كبير على الحجوزات، ما يجعل شركات الطيران تترقب هذه الفترات لزيادة أرباحها، وتعويض خسائرها خلال فترات الركود على مدار العام، الذي يشهد العديد من العروض الترويجية، التي تنخفض فيها أسعار التذاكر بنسب كبيرة.
وتثير أسعار تذاكر طيران هذا العام في الكويت غضب المسافرين الذين يتوجهون إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية أو من أجل العلاج والتعليم في الخارج.
تركيا الوجهة المفضلة
يقول مسؤول الحجوزات لدى المكتب الدولي للسياحة والسفر عثمان النوري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إن أسعار التذاكر إلى تركيا خلال فترة ما قبل شهر رمضان تراوح بين 500 و700 دولار، وتتضاعف الأسعار خلال فترة ما بعد رمضان، أي مع بداية عيد الفطر لتصل إلى 1400 دولار، مع الأخذ في الاعتبار قيام شركات الطيران التركية والمحلية بزيادة رحلاتها اليومية إلى إسطنبول ومواكبة الطلب العالي خلال موسم الصيف.
ويضيف أن حجوزات السفر تركزت بصورة رئيسة هذا العام بين تركيا ودبي وبعض الوجهات الجديدة، مثل جورجيا، التي لم يسبق الذهاب إليها من قبل، في حين أن عدداً غير قليل من المسافرين غيروا وجهاتهم من الوجهات الأوروبية إلى العربية والآسيوية بعد ارتفاع أسعار تذاكر السفر.
ومن جانبه، يرى الخبير في قطاع السياحة، رياض العدواني، أن الطلب العالي على شراء تذاكر الطيران وبلوغه أعلى المستويات، خلال فترة الصيف هذا العام، جاء بالتزامن مع شهر رمضان وعطلة الصيف، ليكون ذلك أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار تذاكر السفر هذا العام.
ويوضح العدواني، لـ"العربي الجديد"، أن هناك شريحة كبيرة من المسافرين تقوم بترتيبات السفر قبل مدة ليست قصيرة سعيا نحو الحصول على أفضل الأسعار والعروض، فيما تبقى شريحة أخرى من المسافرين لا تعتد كثيراً بالتخطيط المبكر للسفر، وهي التي تتأثر بالارتفاع الموسمي للأسعار.
العرض والطلب
يرى مدير عام شركة آسيا للسفر والسياحة عادل الهيل، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أسعار التذاكر تحكمها قوى العرض والطلب، وبالتالي فإن ارتفاع الطلب في موسم الذروة الصيفي يؤدي بالضرورة لارتفاع مماثل في الأسعار، كما أن ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة يلعب دوراً أيضاً في رفع أسعار تذاكر السفر، حيث تتأرجح أسعار النفط حالياً بين 65 و75 دولاراً للبرميل في 2018، علما أن ارتفاع النفط يعني بالضرورة ارتفاع كلفة التشغيل الناتجة عن زيادة أسعار وقود الطائرات، ما ينعكس على أسعار التذاكر.
وأشار الهيل إلى أن أسعار التذاكر تكون دائما متغيرة إلا في حالات العروض التي تقدمها شركات الطيران لفترات زمنية معينة، مضيفاً أن زيادة الإقبال على التذاكر في أوقات السفر تفتح الباب لرفع الأسعار نتيجة ندرة الأماكن على الطائرات وحاجة الكثيرين المتزايدة في الوقت نفسه للسفر قبل انتهاء مدة الاجازة، ما يجعلهم يقبلون بالأسعار وبزيادتها.
ونصح الهيل الراغبين في السفر بأن يبكّروا في تحديد وجهاتهم وحجز تذاكر سفرهم حتى تكون أمامهم الفرصة الجيدة للحصول على أسعار معقولة ومناسبة لتطلعاتهم، مشيرا إلى أن الانتظار لأيام قليلة قبل السفر يعني الدخول في درجات عالية من الأسعار.
ومن جانبه، قال مدير عام شركة سفريات الملا، محمد الملا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن شركات الطيران هي التي تفرض الأسعار على أصحاب شركات السفر الذين ليس لهم أي دخل بها، فهم ينفذون ما تفرضه شركات الطيران، مشيراً إلى أن شركات الطيران أصبحت تنافس بعضها البعض في استقطاب العملاء على حسب العرض والطلب. ولا يقتصر الأمر على المنافسة بين شركات الطيران التجارية التقليدية وإنما يمتد ليشمل شركات الطيران منخفض الكلفة "الطيران الاقتصادي" أيضاً.