ففي بكين، حذرت وزارة الخارجية الصينية اليوم من أن الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة أصبحت أكبر ”قاتل للثقة“ في الاقتصاد العالمي وقالت إن العالم بأسره سيقاوم إذا واصلت واشنطن ”تعنتها“.
وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية للصحافيين، في إفادة صحافية دورية، وفقا لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة تختلق كافة أنواع المبررات لتحركاتها التجارية بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمن القومي.
وأضافت هوا أن "الحرب التجارية الأميركية ليست مع الصين فقط وإنما مع بقية العالم. وباعتبارها بقية العالم خصوما، تجر الولايات المتحدة الاقتصاد العالمي بالكامل إلى الخطر"، مؤكدة أنه "إذا واصلت الولايات المتحدة تعنتها فإن دول العالم لن تزيد إلا إصرارا على الرد".
وفي سيول، حذّر وزير المالية كيم دونغ يون اليوم الأربعاء، من تداعيات خطيرة على كوريا الجنوبية لحرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والصين، مخفضا توقعات النمو لهذا العام إلى 2.9% مقارنة بـ3.1% العام الماضي، عازيا ذلك إلى تباطؤ الطلب المحلي والخارجي وارتفاع نسبة البطالة.
وأضاف كيم، وفقا لوكالة "فرانس برس"، قائلا: "لا يبدو أننا مقبلون على أوضاع اقتصادية مشرقة"، مشيرا إلى أن "الأوضاع قد تسوء إذا اتسع القلق في الأسواق المالية العالمية بسبب الخلاف (التجاري) بين الولايات المتحدة والصين... من دون تحسن مؤشرات الأسواق والشركات".
ويعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية على الصادرات، ويؤمن الشحن البحري أكثر من نصف عائداته، كما تشكل السوق الصينية وجهة لأكثر من 25% من الصادرات الكورية الجنوبية، بينما تستقطب الولايات المتحدة 12% من صادرات كوريا الجنوبية.
تحرك أوروبي
في السياق، يتوجه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الأربعاء المقبل، إلى واشنطن، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف احتواء النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت المفوضية الثلاثاء.
وقالت المفوضية في بيان، وفقا لـ"فرانس برس" اليوم، إن "الرئيس يونكر والرئيس ترامب سيعملان على تحسين التجارة عبر الأطلسي وبناء شراكة اقتصادية أقوى"، وقالت مصادر أوروبية إن اجتماعا بين الدول الأعضاء سيتم الأربعاء لبلورة الموقف الأوروبي.
وفي تداعٍ جديد للرسوم الأميركية، أعلنت مجموعة "بي إس آ بيجو سيتروين" الفرنسية التخلي عن مشروعها بالعودة إلى الولايات المتحدة والتوجه عوضا عن ذلك إلى كندا، في حال نفذت واشنطن تهديدها بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السيارات المستوردة.
وقال رئيس المجموعة في أميركا الشمالية لاري دومينيك أمس الثلاثاء، في ديترويت بولاية ميشيغان (شمال) وفقا لـ "فرانس برس"، إن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السيارات المستوردة وقطع الغيار قد تحول دون تنفيذ هذه المشاريع".
وأشار إلى أن اتفاقا جديدا للتبادل الحر بين كندا والاتحاد الأوروبي ينص على دخول السيارات الأوروبية إلى السوق الكندية دون رسوم جمركية، قد يدفع المجموعة لنقل مشروعها إلى أوتاوا.
طمأنة أميركية
من جانبها، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الرد على المخاوف" الناجمة عن سياستها التجارية والتنديد مرة جديدة بـ"العدوان الاقتصادي الصيني" خلال اجتماع مجموعة العشرين المقرر عقده في نهاية الأسبوع في الأرجنتين، وفق ما أفاد مسؤول في الخزانة الأميركية.
وقال المسؤول للصحافيين خلال مؤتمر عبر الفيديو وفقا لـ"فرانس برس"، إننا "سنرد على المخاوف بشأن السياسة التجارية الأميركية".
وأوضح المسؤول الذي لم تذكر الوكالة اسمه، أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيطرح مجددا موضوع "الصين وعدوانها الاقتصادي" خلال جلسة مناقشات تعقد في بوينس آيرس مع مسؤولي الدول الصناعية السبع الكبرى.
ومن المقرر أن يعقد منوتشين حوالى عشرة لقاءات على هامش اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية للدول العشرين السبت والأحد، غير أن هذه الاجتماعات المتعددة الأطراف لن تشمل الصين.
وقال المسؤول إن "الوزير أجرى اتصالات هامة مع ممثلين عن الصين، ولا داعي بالتالي لطلب لقاء ثنائي رسمي".
(العربي الجديد)