التكنولوجيا تغيّر وجه ساحة بيكاديللي في لندن

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
19 يناير 2017
759D5CBF-9346-464B-A6AF-3D54950E7BBD
+ الخط -
أطفئت أنوار ساحة البيكاديللي، الشهيرة في وسط العاصمة البريطانية لندن، لأوّل مرّة منذ 70 عاماً.

حيث أضفت تلك الشاشات على المكان ملامحه الخاصّة، وتقرّر تبديلها وتجديدها لتتلاءم مع تطوّر التكنولوجيا في هذا العصر، وليتبدّل بذلك وجه البيكاديللي التاريخي.

عند تمام الساعة الثامنة والنصف صباح 16 كانون الثاني/يناير، خيّم السواد على الشاشات الست الشهيرة، ليتم استبدالها بشاشة واحدة عملاقة، منحنية وفائقة الوضوح بقياس 8.500 قدم مربّع (790 متراً مربّعاً).

ويصعب المرور بتلك الساحة عادة لكثرة العروض التي تحتل شوارعها وشاشاتها التي تجعلها تنبض بالحياة على الدوام، وتجذب آلاف الزوار يومياً، حيث بدت أهدأ وأقل ازدحاماً، لكنّها لم تخل من أشخاص وقفوا هناك يلتقطون صوراً تذكارية للشاشات المظلمة، التي قد تكون حالة لن تتكرّر لعقود من الزمن أو أكثر.

ذلك كونها المرّة الأولى التي تطفأ فيها هذه الشاشات لفترة طويلة من الزمن، منذ عام 1939 حين انطفأت نتيجة انقطاع التيّار الكهربائي، أثناء الحرب العالمية الثانية، وعادت لتضيء في عام 1949.

واستمرّت تلك الشاشات منذ ذلك الحين تشعّ في ساحة البيكاديللي من دون أي انقطاع باستثناء مرتين، الأولى لتشييع جنازة ونستون تشرشل في عام 1965 والثانية لجنازة الأميرة ديانا في عام 1997.

تروّج هذه الشاشات لأهم الشركات العالمية، ومنها الكوكا كولا وسامسونغ وهيونداي، بيد أنّ أوّل إعلان ظهر عليها كان في عام 1908 لمياه بيرييه، ليلحق به عقب ذلك ما يزيد عن خمسين علامة تجارية.

وبما أنّ أنوار البيكاديللي تعتبر واحدة من أهم مواقع الإعلانات الأكثر شهرة في العالم، أراد أصحاب الموقع تحديث هذه اللوحات التي تنتصب في المكان منذ عام 1900 واستبدالها بتكنولوجيا الـHD.

والجديد الذي ستقدّمه الشاشة العملاقة المتطوّرة إضافة إلى الإعلانات التجارية، هو البث المباشر وتقديم أخبار أحوال الطقس والرّياضة.

هذا ولن تبقى الشاشات خالية من أي إعلان لغاية الانتهاء من العمل عليها، بل ستوضع لافتة دعائية واقية تغطي الموقع خلال فترة العمل، وذلك عند الانتهاء من تركيب سقالة أمامها.

ويشكّل المكان معلماً تاريخياً يجذب ملايين الناس سنوياً، ويلجأ إليه المواطنون في مناسبات عديدة للاحتفال، ومنها عام 1947، حين اجتمع هناك آلاف الأشخاص للابتهاج بليلة رأس السنة الجديدة لعام 1948.

وفي مايو/ أيار 1945 تسلّقت حشود من المتحمّسين الشاحنات والحافلات للاحتفال بيوم النصر في أوروبا الذي يعرف بالانكليزية باسم "VE Day"، وهو بمناسبة القبول الرّسمي من قبل قوات الحلفاء الاستسلام غير المشروط للقوات المسلحة النازية في ألمانيا واليوم الذي شهد نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويذكر أنّه في عام 1941، أحيط تمثال إيروس الشهير في الساحة، بأكياس الرمل لحمايته من القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرّغم من هيمنة البرد القارس في هذا الوقت من السنة على مدينة لندن، نرى العمّال يواظبون على عملهم بنشاط عند الطابق الأوّل من المبنى حيث ترتفع الشاشات الضخمة، التي يتوقّع أن يستغرق العمل على تجديدها نحو 45 أسبوعاً، بوجود 20 عاملاً في الموقع، وذلك وفق لافتات وضعت على الجدران أسفل المبنى، تفيد أيضاً بأنّ العمل على المشروع يستمرّ لغاية 30 نيسان/إبريل 2017.

إطفاء أنوار تلك الشاشات، أخمد الحياة في المكان بأكمله، وبات أشبه بمسرح أسدلت ستائره قبل انتهاء العرض، أمام جمهور لا يزال ينتظر بلهفة وشوق المشهد الآتي، ومنهم من اعتبرها فرصة نادرة لالتقاط صور لشاشات يفوق عمرها المائة عام، أظلمت بعدما عرضت أهم الإعلانات التجارية في العالم.



ذات صلة

الصورة
مظاهرة لندن ضد حرب غزة

سياسة

خرج اليوم السبت، عشرات الآلاف في العاصمة البريطانية لندن، في مظاهرة وطنية هي السابعة عشرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضد الحرب على غزة
الصورة
شارك نحو 200 ألف في المظاهرة الداعمة لغزة، لندن 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم السبت تظاهرة حاشدة وسط العاصمة البريطانية لندن تنديداً باستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ومطالبة بوقف إطلاق النار.
الصورة
طلاب جامعة كوين ماري في لندن يتظاهرون لأجل فلسطين (العربي الجديد)

مجتمع

اتخذت إدارة جامعة كوين ماري في لندن إجراءات جديدة، عقب انطلاق المخيم الطلابي التضامني لأجل غزة الاثنين الماضي، تشمل إغلاق البوابات والمداخل..
الصورة
متظاهرون في بريطانيا يتضامنون مع غزة برش مقر وزارة الدفاع بالطلاء الأحمر (العربي الجديد)

سياسة

استهدف ناشطون، الأربعاء، مبنى وزارة الدفاع في بريطانيا بالطلاء الأحمر، تنديداً باستمرار دعم حكومة بلادهم للإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
المساهمون