جذب معرض "فلسطين إكسبو" الذي أقيم في قاعة الملكة إليزابيث الثانية في وسط العاصمة البريطانية لندن في 8 و9 يوليو/تموز، آلاف الزوّار، متحدّياً بذلك، جميع الجهود التي بذلها اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل لمنعه.
ونظّمت المعرض جمعية "أصدقاء الأقصى" البريطانية، ونجحت في استقطاب أعداد فاقت المتوقّع من أبناء الجالية العربية والمسلمة والأجنبية. وهدف المعرض إلى التعريف عن الثقافة والتاريخ والقضية الفلسطينية، عبر إحياء فعاليات متنوعة شملت ندوات فكرية وسياسية وتاريخية، وفقرات فنيّة عن التراث الفلسطيني، فضلاً عن معرض صور يروي جوانب الحياة في فلسطين.
ويعتبر معرض "فلسطين إكسبو" أكبر حدث اجتماعي وترفيهي وثقافي حول فلسطين في أوروبا، واحتل أربعة طوابق من المبنى.
وألقيت في المعرض، محاضرة حول وعد بلفور والفصل العنصري، نظمتها حملة التضامن الفلسطينية، كذلك تحدّث إيلان بابيه، المؤرّخ الإسرائيلي المؤيد لحق الفلسطينيين في العودة، عن القضية الفلسطينية، فضلاً عن إلقاء كلمات من قبل العديد من المتحدّثين، شملت خمسين عاماً من الاحتلال والعدالة والديمقراطية للفلسطينيين.
وانتصبت الخيمة الفلسطينية التي باتت تشكّل جزءاً من تلك الهويّة، في المكان، حيث عُلّق على مقدّمتها مفتاحان كبيران، يعودان لمنزل عائلة فلسطينية تهجّرت لكنّها لا تزال تحلم بالعودة. وفي هذا الإطار تحدّث "العربي الجديد" إلى ابنة هذه الأسرة، التي فضّلت عدم التعريف عن اسمها، تجنّباً لما تعانيه كلّما وطأت قدماها أرض مطار بلدها من قبل الأمن الإسرائيلي.
وقالت الفتاة، إنّ الخيمة الفلسطينية لا تزال قائمة لغاية اليوم وأعيد إحياؤها وتركيبها للأسف مرّة أخرى للاجئين الفلسطينيين، لذلك رأت أنّ غيابها عن المعرض غير معقول كونها واقع الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني. وتتابع، أردتُها بسيطة على حقيقتها من دون إضافات لتكون خيمة الحاج الفلسطيني الذي تهجّر مع أسرته، وأردفت إلى أنّ الأشياء المعلّقة في الخيمة من ملابس وصور ومفاتيح حقيقية، ويعود بعضها إلى والديها اللذين توفيا لاجئين في مصر.
وانتشرت المنتوجات والبضائع الفلسطينية في المعرض، من ملابس وأدوات منزلية ومأكولات وكتب ومنشورات. وكان للموسيقى دورها في "فلسطين إكسبو"، حيث تحدّثت مايا خالدي طالبة ماجستير في جامعة غيلدهول حيث تدرس الموسيقى، إلى "العربي الجديد" أنّها موجودة في المعرض كجزء من الفريق الذي يناقش الموسيقى في فلسطين والدعم الذي يحتاجه الموسيقيون الفلسطينيون في الداخل والخارج.
ورأت أنّ الموسيقى جزء لا يتجزّأ من الثقافة الفلسطينية وأنّ الاحتلال لطالما حاول ويحاول محو هذه الثقافة، إن كانت الفولكلور أو الثقافة الكلاسيكية. وأكّدت أنّ الموسيقى قد تكون وسيلة للتعبير أيضاً وإيصال رسالة معيّنة تعبّر عن حالتهم الشبابية أو حالتهم السياسية.
وبرز بوضوح تأييد المعرض لقطر عبر يافطات تواجدت في المكان كتب عليها باللغة الإنكليزية ما معناه "نحن نقف مع قطر".
أمّا أمام مدخل المبنى، فوقف بضعة أشخاص في الجهة المقابلة له من الصهاينة، يندّدون بالمعرض ويصرخون بمكبرات الصوت لإلغائه متّهمين، أي شخص يؤيّد مقاطعة إسرائيل وبضائعها بالإرهاب. ما أدى إلى مناقشات حادة مع مؤيدي المعرض وتدخّل الشرطة التي حاولت منع نشوب شجار.