وأبدى المحلل التركي يلماظ أوكتاي استغرابه من نشر هذا الفيديو، الذي يسيء للدين ويثير ربما الفتنة ويكرس محاولات التشويه الذي يتعرض له "الدين الإسلامي" من البعض في تركيا وخارجها.
وكشف يلماظ لـ"العربي الجديد" أن محاولات عدة بدأت تظهر تباعاً بتركيا بهذا الاتجاه، هدفها خلق نزاعات داخلية بين المذاهب، كون تركيا بلد تنوع وتعدد، مشيراً إلى أنه قبل أيام تم إلقاء القبض على رجل روسي حاول القيام بتفجير بين المسلمين من الطائفة العلوية.
كما انتشر فيديو لرجل بلباس دين، يكسر نصباً تذكارياً لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، بهدف إثارة الفتنة بين الأتراك وإلحاق التهمة برجال الدين.
وحول ملاحقة تركيا لهذه الحالات وضبطها، أكد يلماظ أن القانون التركي يعاقب على إثارة المشاعر الدينية أو الإساءة لمعتقدات الآخرين، وقد تم إلقاء القبض على الرجل الذي تقنّع بلباس رجل دين وتبين أنه رجل مدمن على المخدرات ودُفع لكسر النصب التذكاري لخلق الفتنة بتركيا، ومثله الرجل الروسي.
ويضيف المحلل التركي أن المعنيين بتركيا سيلاحقون ولا شك هذه السيدة ليعرفوا ما إذا كانت تركية أم لا، وما هي دوافعها من هذا العمل الذي يعاقب عليه القانون "لو كانت مسلمة وتريد أن تصلي فهي تعرف أن الصلاة بهذا اللباس غير جائز... فلماذا فعلت ذلك"؟
وأنهى المحلل التركي بالسؤال، ترى من صورها ونشر الصور؟ وما هي أهداف المرأة والمصور من نشر هذا الفيديو الذي يسيء للمسلمين وتعاليمهم.
ويرى مراقبون أن تركيا "مستهدفة" هذه الآونة من بعض المكونات السياسية والقومية الداخلية، كما يتم استهدافها من أطراف ودول خارجية كثيرة، معتبرين أن نشر هكذا مقاطع يمكن أن تزيد من الانقسام بين بعض فئات الشعب التركي وتثير السخرية من التعاليم الدينية.
ويقول المحلل التركي سمير صالحة، "يحضرني فور مشاهدة هذا الفيديو، ما جرى بتركيا ولم يزل، من محاولات إساءة وتشويه، إن للعادات الاجتماعية أو حتى للتعاليم الدينية"، مشيراً إلى بعض الجماعات التي تحمل العصي وتقوم بعروض واستعراضات بالشوارع بهدف تزييف الحقائق والتعاليم الدينية وخلق انقسام في المجتمع التركي.
وفي حين أكد صالحة لـ"العربي الجديد" أن تركيا، وبقدر ما هي متسامحة وتمنح الحريات الدينية للجميع، إلا أنها شديدة حينما يحاول البعض الإساءة لمعتقدات غيره.
وأشار المحلل التركي أن "هذه الفيديوهات أو الصور، تأخذ وللأسف، مساحات كبيرة من النقاشات والتداول، حتى بالأوساط الإعلامية وبأوساط المثقفين"، معتبراً أنها واضحة الأهداف والغايات، مطالباً بتطبيق القانون التركي وعدم إفساح المجال لمن يسعى لخلق الفتن أو إثارة النعرات بين أطياف المجتمع التركي.
وحاول "العربي الجديد" التأكد من صحة الصورة وعدم خضوعها لـ"فوتو شوب" ووضع خلفية لتركيا خلف السيدة التي تصلي شبه عارية، حيث ونتيجة التطورات التقنية، بات من السهل تغيير عناصر الصورة وحتى ملامح الشخصيات بداخلها.
ويقول الخبير المصور عبود .ح "أعتقد أن هذه الصورة حقيقية وغير خاضعة لتدخل أو فوتوشوب، وتم تصويرها بوضعية طولية من هاتف محمول ولمدة تزيد عن دقيقة"، ليؤكد المصور أنها تصلي ولا تقوم بحركات تشبه الصلاة.
ويضيف المصور، كما أن الخلفية تدلل على الأرجح أنها في تركيا، وربما أنها على شاطئ بمدينة اسطنبول، لأن الخلفية تبدو وكأنها جبال جزر الأميرات.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نسبوا اليوم مقطع الفيديو لشاب جزائري، ولكن دون تقديم أية أدلة.