فقد كان قدوم شاب من مدينة شفشاون عاصمة الجمال المغربي بمثابة نبتة للجمال زُرعت في ذلك الحي، فبعد أن استقر به الحال في حي ابن بطوطة وأنشأ فيه مشروعه الخاص وهو عبارة عن صيدلية، قام بإنشاء جمعية أهلية تحت اسم "جمعية حي ابن بطوطة"، ومن خلالها وبتمويل ذاتي بدأ مشروع تزيين وتجميل الحي حتى صارت أزقته كالبساتين.
يقول الدكتور الصيدلي زين العابدين الريسوني، إن فكرة تزيين الحي جاءته عام 2013، فقام من خلال الجمعية بعمل استطلاع رأي للسكان حول مدى استجابتهم لفكرة تجميل وتزيين الحي وطلائه بألوان زاهية، وكانت النتيجة مشجعة للغاية بقرابة 95% موافقة على الاشتراك في هذا المشروع، قامت الجمعية بتمويل منه ومن باقي الأعضاء ببدء شراء أدوات للصباغة والعمل بأيديهم في تنظيف الحوائط وإعادة طلائها.
واستجابة لتلك المبادرة قام السكان بالمشاركة فيه عبر مساعدة الجمعية في تكاليف طلاء باقي الأزقة، كما قاموا باقتراح أخر وهو وضع نباتات وزهور وأشجار بجوار البيوت، وتولي أهل كل بيت رعاية الزرع الذي أمامه، وسرعان ما انتشرت الفكرة بين الناس وصاروا يتسابقون في جلب وزرع تلك الأشجار والنباتات، حتى تحولت الشوارع والأزقة إلى جنائن وبساتين.
ولم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى انتشرت الفكرة في باقي الأحياء المحيطة، وعقدت الجمعية عدة شراكات مع جمعيات أخرى في أحياء أخرى لمساعدتها في إكمال ذلك المشروع، كما تعاونت مع جمعية "مدرسيّ علوم الحياة والأرض" في مشروع لفرز النفايات وإعادة تدويرها وبيعها، واستخدام تلك الأموال في تزيين الشوارع والمحافظة على منظرها الجمالي.