أصدرت شبكة "دمشق الآن" الإعلامية، يوم السبت الماضي، فيلماً بعنوان "التحدي.. إبراهيم العالمة". وهو فيلم وثائقي يسرد قصة حارس المنتخب السوري إبراهيم العالمة، من إعداد وإخراج رؤى شحود حسن.
يبدأ الفيلم بداية غير منطقية، حيث يبدو كإعلان ترويجي لدوري أبطال أوروبا، أو محطة تلفزيونية تنقل المباريات في الدوريات والكؤوس العالمية؛ فالفيلم يبدأ باستعراض مهارات أبرز اللاعبين المحترفين في أوروبا، أمثال كريستيانو رونالدو وميسي وغيرهما، ويرافق هذه اللقطات صوت نسائي يقدم لمحة تاريخية عن كرة القدم، وينتهي التقديم بعبارة تختزل تسييس النظام للعبة الأكثر شعبية، فتقول: "ما عادت كرة القدم مجرد رياضة أبداً، صارت عم تمثل دولة وعلم ونشيد وطني يملأ أرجاء الملاعب".
وفجأة، ينتقل الفيديو من ملاعب كرة القدم، إلى استعراض الصور النمطية عن مشاهد الدمار السوري وحياة الذل التي يعيشها اللاجئون، وتنتقل الراوية للحديث عن مأساة السوريين التي ترجعها إلى المقاطعة الدولية وإغلاق السفارات، وتنتهي المقدمة بالتأكيد على دور المنتخب السوري بإنهاء هذا الجحيم، ليعلو بعدها صوت النشيد السوري الذي يرافق لقطات للاعبي المنتخب في الملاعب، وليتم التركيز بعدها على حارس المرمى إبراهيم العالمة، وتسأل الراوية: "كيف بدأ مشوار حامي عرين المنتخب؟".
الظهور الأول لعالمة يكون على العشب الأخضر، حيث يشرح لمخرجة الفيلم الطريقة التي تدرب فيها، بمساعدة مدرب الحراس ومدرب المنتخب السوري، اللذين يسردان قصته كيف تحول من مهاجم إلى حارس مرمى. ومن الملعب، تنتقل الكاميرا مباشرةً إلى ضيعة "أم العظام" التي ينتمي إليها العالمة، حيث يبدأ بالحديث عن علاقته مع عائلته مطولاً، وكيف بدأ عشقه لكرة القدم، بمشاركة أفراد من عائلته. وتتخلل هذه الأحاديث أسئلة المخرجة الساذجة، مثل: "ما هو لونك المفضل؟"، و"ما هي أكلتك المفضلة؟"، وينهي العالمة حديثه برغبته بانتشار المحبة والسلام في سورية، ونسيان كل ما مضى وفتح صفحة جديدة بين السوريين.
ومن ثم تنتقل المخرجة لتصوير بعض عشاق إبراهيم العالمة، وهم يتحدثون عنه، فيتم تسييس المنتخب واللاعب مجدداً، رغم أن اللاعب نفسه بدا رافضاً لهذا التسييس أثناء حديثه. وينتهي الفيلم كما بدأ بصوت الراوية (المخرجة) الذي يرافق صورا نمطية مكررة بالتقارير الإعلامية السورية، وتتحدث عن دور المنتخب بإعادة الوحدة الوطنية السورية، وأنه رغم الخسارة أمام أستراليا وعدم مشاركته في نهائيات كأس العالم، إلا أنه ربح وطنا!
ويبدو الفيلم انعكاساً واضحاً للأسلوب الذي حاول فيه النظام تسييس المنتخب السوري لكرة القدم، فقصة العالمة وأحاديثه التي لا تحمل أي طابع سياسي، وضعت ضمن إطار مسيس، وأضيفت إليها مقدمة وخاتمة لتدرج هذه الحكاية ضمن بروباغندا إعلام النظام السوري؛ فأثناء مشاهدتك للفيلم، الذي يعيبه الضعف الإخراجي وافتقاده لجماليات التصوير، تشعر بأنك تتابع تقريرين إعلاميين دمجا معاً، أحدهما يسرد حكاية العالمة، والآخر يسرد حكاية إنجازات المنتخب السوري لكرة القدم وتسييسها.
اقــرأ أيضاً
عموماً، شهد موضوع المنتخب السوري جدلاً كبيراً بين السوريين؛ فهناك من يراه منتخب النظام، وهناك من يراه منتخب البلاد. الفئة الثانية كبيرة، بينها معارضون للنظام تماماً، لكنهم لا ينظرون إلى المنتخب بوصفه مُلكاً للأسد وحاشيته، حتى وإن استغلّ هو المنتخب واستدعى لاعبيه كي يلتقط معهم الصور، ويساهم بالترويج لصورة أخرى له، صورة القائد الرياضي المُحبّ والمنشغل بهموم بلده التي تقتصر على تأهل المنتخب السوري إلى كأس عالم، غاضّاً النظر عن كل ما سبّبه له من دمار وما آل إليه الآن. وهي صورة لطالما يحاول النظام الترويج لها، من خلال اهتمامه بإقامة حفلات فنية ومهرجانات، معظمها يندرج تحت شعار: "سورية بخير".
يبدأ الفيلم بداية غير منطقية، حيث يبدو كإعلان ترويجي لدوري أبطال أوروبا، أو محطة تلفزيونية تنقل المباريات في الدوريات والكؤوس العالمية؛ فالفيلم يبدأ باستعراض مهارات أبرز اللاعبين المحترفين في أوروبا، أمثال كريستيانو رونالدو وميسي وغيرهما، ويرافق هذه اللقطات صوت نسائي يقدم لمحة تاريخية عن كرة القدم، وينتهي التقديم بعبارة تختزل تسييس النظام للعبة الأكثر شعبية، فتقول: "ما عادت كرة القدم مجرد رياضة أبداً، صارت عم تمثل دولة وعلم ونشيد وطني يملأ أرجاء الملاعب".
وفجأة، ينتقل الفيديو من ملاعب كرة القدم، إلى استعراض الصور النمطية عن مشاهد الدمار السوري وحياة الذل التي يعيشها اللاجئون، وتنتقل الراوية للحديث عن مأساة السوريين التي ترجعها إلى المقاطعة الدولية وإغلاق السفارات، وتنتهي المقدمة بالتأكيد على دور المنتخب السوري بإنهاء هذا الجحيم، ليعلو بعدها صوت النشيد السوري الذي يرافق لقطات للاعبي المنتخب في الملاعب، وليتم التركيز بعدها على حارس المرمى إبراهيم العالمة، وتسأل الراوية: "كيف بدأ مشوار حامي عرين المنتخب؟".
الظهور الأول لعالمة يكون على العشب الأخضر، حيث يشرح لمخرجة الفيلم الطريقة التي تدرب فيها، بمساعدة مدرب الحراس ومدرب المنتخب السوري، اللذين يسردان قصته كيف تحول من مهاجم إلى حارس مرمى. ومن الملعب، تنتقل الكاميرا مباشرةً إلى ضيعة "أم العظام" التي ينتمي إليها العالمة، حيث يبدأ بالحديث عن علاقته مع عائلته مطولاً، وكيف بدأ عشقه لكرة القدم، بمشاركة أفراد من عائلته. وتتخلل هذه الأحاديث أسئلة المخرجة الساذجة، مثل: "ما هو لونك المفضل؟"، و"ما هي أكلتك المفضلة؟"، وينهي العالمة حديثه برغبته بانتشار المحبة والسلام في سورية، ونسيان كل ما مضى وفتح صفحة جديدة بين السوريين.
ومن ثم تنتقل المخرجة لتصوير بعض عشاق إبراهيم العالمة، وهم يتحدثون عنه، فيتم تسييس المنتخب واللاعب مجدداً، رغم أن اللاعب نفسه بدا رافضاً لهذا التسييس أثناء حديثه. وينتهي الفيلم كما بدأ بصوت الراوية (المخرجة) الذي يرافق صورا نمطية مكررة بالتقارير الإعلامية السورية، وتتحدث عن دور المنتخب بإعادة الوحدة الوطنية السورية، وأنه رغم الخسارة أمام أستراليا وعدم مشاركته في نهائيات كأس العالم، إلا أنه ربح وطنا!
ويبدو الفيلم انعكاساً واضحاً للأسلوب الذي حاول فيه النظام تسييس المنتخب السوري لكرة القدم، فقصة العالمة وأحاديثه التي لا تحمل أي طابع سياسي، وضعت ضمن إطار مسيس، وأضيفت إليها مقدمة وخاتمة لتدرج هذه الحكاية ضمن بروباغندا إعلام النظام السوري؛ فأثناء مشاهدتك للفيلم، الذي يعيبه الضعف الإخراجي وافتقاده لجماليات التصوير، تشعر بأنك تتابع تقريرين إعلاميين دمجا معاً، أحدهما يسرد حكاية العالمة، والآخر يسرد حكاية إنجازات المنتخب السوري لكرة القدم وتسييسها.
عموماً، شهد موضوع المنتخب السوري جدلاً كبيراً بين السوريين؛ فهناك من يراه منتخب النظام، وهناك من يراه منتخب البلاد. الفئة الثانية كبيرة، بينها معارضون للنظام تماماً، لكنهم لا ينظرون إلى المنتخب بوصفه مُلكاً للأسد وحاشيته، حتى وإن استغلّ هو المنتخب واستدعى لاعبيه كي يلتقط معهم الصور، ويساهم بالترويج لصورة أخرى له، صورة القائد الرياضي المُحبّ والمنشغل بهموم بلده التي تقتصر على تأهل المنتخب السوري إلى كأس عالم، غاضّاً النظر عن كل ما سبّبه له من دمار وما آل إليه الآن. وهي صورة لطالما يحاول النظام الترويج لها، من خلال اهتمامه بإقامة حفلات فنية ومهرجانات، معظمها يندرج تحت شعار: "سورية بخير".