أعلنت صحيفة "ذا ديلي ستار" اللبنانية الصادرة باللغة الإنكليزية، اليوم الأربعاء، عن تعليق تحديث موقعها الإلكتروني مؤقتاً لـ"ظروف خارجة عن إرادتها"، شاكرة لقرّائها تفهّمهم، من دون الغوص في توضيح الأسباب أو تحديد المدّة التي ستحجب خلالها.
"ذا ديلي ستار" تأسست عام 1952، وتوقفت عن طباعة نسختها الورقية لأسباب مالية في فبراير/ شباط عام 2020. وإعلانها هذا أثار بلبلة في أوساط الإعلام اللبناني الذي تكافح مؤسساته من أجل البقاء، بعدما طاولته الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تضرب البلاد ووضعت مصير الصحافيين في دائرة الخطر والمجهول.
We regret to inform our readers that due to circumstances beyond our control, we have temporarily suspended updating our website.
— The Daily Star Lebanon (@DailyStarLeb) October 13, 2021
We thank you for your understanding.
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر داخل الصحيفة، أنّ الموظفين تلقّوا يوم الاثنين رسالة تعلمهم بأنهم في "إجازة" طيلة الأسبوع على أن يُصار إلى إبلاغهم بالتطورات في وقت لاحق، من دون توضيح أسباب هذه الخطوة أو أي من القرارات التي ستتبعها، سواء مادياً أو لناحية مصير الموقع والعاملين فيه.
وقال أحد صحافيي "ذا ديلي ستار"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أسباب التوقف غير معروفة بعد، لكن العاملين في الصحيفة، وباتوا قلّة أصلاً، لا يستبعدون أن تكون متصلة بالتحديات المالية والظروف الاقتصادية الراهنة، علماً أن المؤسسة لم تدفع رواتب موظفين منذ أكثر من 7 أشهر".
وأضاف الصحافي نفسه الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "الرواتب الحالية تدفع بالليرة اللبنانية، وخُفضت قيمتها بالدولار الأميركي، لاحتسابها على سعر صرف 3900 ليرة، لنبقى كأننا ما زلنا نعمل على أساس سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة"، من دون أن يستبعد حاجة الصحيفة التي تعاني من نقص في الموارد البشرية والأخبار الخاصة حكماً للممولّين لتجاوز هذه المحنة.
يشار إلى أن سعر الصرف الرسمي في لبنان لا يزال 1500 ليرة للدولار الأميركي، بينما تخطت قيمته العشرين ألف ليرة في السوق السوداء.
وحين تواصل "العربي الجديد" مع رئيس تحرير "ذا ديلي ستار" نديم اللادقي، اكتفى بإحالته إلى البيان الرسمي الذي نشر على الموقع الإلكتروني وحسابات منصات التواصل الاجتماعي.
في المقابل، علم "العربي الجديد" أن وسائل إعلام محلية، خصوصاً المرئية منها، بدأ وضعها المادي يتحسّن مقارنةً بالفترة الماضية، وهو ما يمكن لمسه من خلال إقدام بعضها على دفع جزء من رواتب الموظفين بالدولار الأميركي، الأمر الذي ربطه مطلعون باقتراب موعد الانتخابات النيابية، إذ يجد المرشحون، ولا سيما من هم في دائرة المنظومة السياسية، في وسائل الإعلام منبراً أساسياً لدعم حملتهم الانتخابية، عدا عن استمرار بعض المصارف في دعم وسائل إعلام معينة لتلميع صورتها.