لم تمضِ 24 ساعة على افتتاح معرض "كاريكاتير فلسطين وياسر عرفات" حتى ثار غضب الفلسطينيين من رسومات مشاركة بالمعرض اعتبرها البعض مسيئة للرئيس الراحل ياسر عرفات، وسط مطالبة بمحاسبة وإقالة القائمين على المعرض.
المعرض أقامته مؤسسة ياسر عرفات في مدينة رام الله، بمشاركة أكثر من مئة فنان بينهم فنانون عرب وأجانب.
ولم يدم الجدل طويلاً حتى أزالت حركة فتح في رام الله تلك الرسومات، وهو ما أكده رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم في الحركة، منير الجاغوب، الذي قال: "جمعت كل الرسومات من قبل حركة فتح إقليم رام الله والبيرة".
في حين، قال نائب رئيس "فتح"، محمود العالول، في تصريح صحافي: "تم الحديث مع مؤسسة ياسر عرفات لإزالة جميع الرسوم الخاصة بالشهيد الرمز ياسر عرفات من المعرض وسيصدر توضيح من المؤسسة حول ذلك" .
ما جرى دفع القيادي الفتحاوي المفصول من الحركة وابن شقيقة عرفات، ناصر القدوة، إلى إصدار بيان قال فيه: "قلنا سابقاً إن مؤسسة ياسر عرفات ومتحفها قد تم اختطافهما وانتزاعمها بالقوة من المسؤولين عنهما، وذلك من خلال انتهاك قوانين ولوائح المؤسسة بشكل كامل".
وأشار القدوة إلى "أن القائمين حالياً على المؤسسة غير شرعيين، بمن فيهم مندوب المقاطعة، ولا يمكن أن يكونوا أمينين عليها وهو ما بات واضحاً فيما سمي بمعرض الكاريكاتير الذي افتقد للرؤية والمعايير والتمثيل الأمين للزعيم الراحل".
وقال القدوة: "إن ما حدث يتخطى في خطورته الإساءة للقائد الرمز ومكانته وإثارة غضب أبناء شعبنا في الوطن والشتات والمنافي، بل هو إمعان في الحط من قيمة ومكانة ودور هذه المؤسسة التي كانت أمينة وحريصة على إرث ياسر ورسالته، تراث ياسر عرفات وسيرته للأسف ليسوا بأمان وهذا ليس بالصدفة وهو ما حذرنا منه في السابق".
ورغم أن الجاغوب نشر أن حركة فتح هي من أزالت تلك الرسومات، إلا أن مؤسسة ياسر عرفات أصدرت بياناً قالت فيه "إن ما يتم عرضه من رسومات كاريكاتيرية في معرض (فلسطين وياسر عرفات) خضع إلى نقاش وفحص، وعلى ذلك سُمح بنشر تلك الرسومات، كما أنه لم يتم نشر رسومات فيها جدل ديني أو عرقي"، مشيرة إلى أن الرسومات المعروضة وإذ كان بعضها جدلياً نوعاً ما، فإنها تُمثل وجهة نظر راسميها في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأكدت المؤسسة أن ما تم نشره بالمعرض لا يمس ياسر عرفات بشخصيته ورمزيته، ولكن فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية، و"مع ذلك فقد قمنا بمراجعة كل الرسومات المعروضة، وقد قمنا بإزالة كل الرسومات التي لم تلق تفهماً من الرأي العام الفلسطيني".
مواقع التواصل الاجتماعي ثارت غضباً بعد بيان مؤسسة ياسر عرفات وقبله، واعتبر مغردون ومدونون أن الإساءة إلى عرفات أمر مرفوض.