أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يوم الأربعاء أنّها قد تطلق "أرتيميس 1"، أوّل مهمة ضمن البرنامج الأميركي للعودة إلى القمر، في 29 أغسطس/آب المقبل.
وأشارت الوكالة إلى وجود موعدين بديلين هما في الثاني والخامس من سبتمبر/أيلول المقبل. وتزامن الإعلان عن هذه المواعيد مع الذكرى السنوية الثالثة والخمسين لهبوط مهمة أبولو 11 على سطح القمر في 20 يوليو/تمّوز 1969.
وبعد أكثر من نصف قرن، يُتوقّع أن يفتح برنامج "أرتيميس" الباب أمام عودة الأميركيين إلى القمر، ضمن طاقم يضمّ أوّل امرأة وأوّل شخص من ذوي البشرة الملونة يصعدان إلى القمر.
غير أن "أرتيميس 1" لن تضم أيّ رواد فضاء، إذ إنّ هذه المهمة ترمي إلى اختبار صاروخ "ناسا" العملاق الجديد، "أس إل أس" الذي سيجري أولى رحلاته، وعلى سقفه كبسولة أوريون، التي سيجلس فيها طاقم بشري اعتباراً من المهمة اللاحقة "أرتيميس 2".
وحدّدت قاعدة كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية كنقطة انطلاقٍ للرحلة.
وستّتجه الكبسولة فور إطلاقها بدفع من الصاروخ نحو القمر، حيث ستتمركز في المدار قبل العودة إلى الأرض.
وقد تستمر المهمة، تبعاً للتاريخ النهائي للإطلاق من بين المواعيد الثلاثة المعلنة، ما بين 39 إلى 42 يوما.
وسبق لكبسولة أوريون أن حلّقت في الفضاء في رحلة تجريبية أولى في العام 2014، وأُطلقت حينها عبر صاروخ دلتا 4. وأجرت دورتين حول الأرض، خصوصا لاختبار درعها الحرارية.
لكن هذه المرة، ستعود الكبسولة من مسافة أبعد بكثير وسيتعيّن عليها في العودة تحمّل الغلاف الجوي الأرضي في ظروفٍ أكثر صعوبة بكثير: مع سرعة تقرب من 40 ألف كيلومتر في الساعة ودرجة حرارة "توازي نصف الحرّ الموجود على الشمس"، وفق ما أعلن في مؤتمر صحافي مايك سارافين المكلف المهمة لدى "ناسا".
وفضلا عن هذا الهدف، على المهمة أن تظهر قدرة المركبة على العمل في الفضاء البعيد والقدرة على استرجاعها بعد هبوطها على مياه المحيط في نهاية الرحلة.
وبعدما كان مقرّراً في وقت سابق هذا العام، أُرجئ إطلاق "أرتيميس 1" لإنهاء الاختبار على منصة الإطلاق في يونيو/حزيران الماضي.
ولا تزال المهمة "أرتيميس 2" مقرّرة في العام 2024. وستكون هذه المهمة المأهولة الأولى ضمن البرنامج، لكنّها لن تهبط على القمر بل ستجري رحلة في مداره.
أمّا النزول على سطح القمر فمن المقرر أن يحصل عبر مهمة "أرتيميس 3" المقررة في العام 2025 على أقرب تقدير.
ويعود آخر هبوط للإنسان على سطح القمر إلى سنة 1972 مع مهمة أبولو 17.
(فرانس برس)