بعد قرابة عام من التأخير، بدأ قبل أسابيع عرض مسلسل "هند خانم" الذي أعلن عنه من قبل بعنوان "عشيق أمي"، كتابة رازي وردي، وإخراج كنان اسكندراني، في أولى تجاربه بالدراما المُشتركة. المسلسل، منذ الحلقة الأولى، بدا ضعيفاً لجهة فريق العمل، والممثلين، بسبب سذاجة القصة، والتنفيذ الذي أضعف المسلسل من اللحظات الأولى لحكاية رجل ثري، عنيف، يلعب الدور الممثل أسعد رشدان (عادل)، متزوج من ورد الخال (هند) صاحبة الشخصية الضعيفة جداً، والتي تعاني من التعنيف الجسدي، كما يعاني ولداها من سوء معاملة الأب الذي يسخر منهما دائماً.
يقتل الزوج بطريقة هزلية بعدما عاد إلى قصره وهو في حالة سُكرٍ شديدة، لتبدأ العائلة حياتها من جديد في ظل تغيرات كبيرة تنزل عليها بالصدفة، من دون ترابط أو تبرير. بناء درامي يقتصر على حكاية العائلة وقلة قليلة تُحيط بها. ربما تسرَّع الممثل السوري خالد القيش في قبول هذا الدور، كأول بطولة صف أول في الدراما العربية المشتركة. والواضح أن القيش يواجه كل هذا الضعف بحرفية الرجل الرومانسي الذي فقد حبيبته الأولى بعد إصابتها بالسرطان، ورمى بشباكه على "هند"، وتعلّق بها لمجرد زيارة قام بها لتعزيتها، كونه كان يتعاون مع زوجها الراحل. استهلاك لقصة حب مصادفة، أمام رفض "هند خانم" بداية، أو قبولها بناء علاقة بعد رحيل زوجها بسبب حذرها، لكنها ما تلبث أن تلين قليلاً وتبدأ بالخروج مع العاشق المتيم الذي يضع إمكاناته وقلبه بتصرفها.
يشارك في المسلسل ثلاثة مقدمي برامج؛ كارين سلامة، ويمنى شرّي، وجوزف حويك. محاولة أخرى لكسب خبرة هؤلاء في التعامل مع الكاميرا، وليس مع المواقف الدرامية الكفيلة بالإقناع، وهذا ما يوقع القصة في خانة السؤال عن إمكانيات مقدمي البرامج في إظهار شخصية الممثل، في حين أن العفوية الزائدة التي تظهر في "هند خانم" من قبل المقدمين، تدفع إلى التساؤل أكثر عن رؤية المشاهد اللبناني في تعزيز أو رفض تجربة المقدم/الممثل.
يفتقد المسلسل إلى تقنية التصوير الشامل، أو التغيير في الكادرات، من دون أسباب وجيهة. الكاميرا من الحلقات الأولى مركزة في أمكنة محدودة، إن داخل القصر، أو في الشركة. وكأن المساحة محدودة بتطبيق درس رياضيات، وليس بتقنيات المفترض أن تكون مبهرة لشدّ المشاهد. وهنا السؤال هو كيف ينفذ تصوير مسلسل من ثلاثين حلقة بزوايا محدودة جداً؟ ومن المسؤول عن هذا؟ ربما المنتج أو الميزانية الضعيفة التي رصدت لهذا المسلسل، وما اعترضها بعد الأزمة المالية التي يمر بها لبنان.
تصارع شركة "مروى غروب"، لصاحبها مروان حداد، لتبقى صامدة على خارطة شركات الإنتاج اللبنانية، رغم ضعف ميزانيتها وقلة الخبرات التي تعمل فيها، وهي لسنوات قدمت مزيداً من المسلسلات اللبنانية المحلية في قالب لا يقل ضعفًا وسذاجة عما نشهده اليوم في "هند خانم"، رؤية لا تبعث الأمل في ضرورة توظيف الدراما اللبنانية على خط المنافسة لأعمال لبنانية عربية مشتركة، ولا حتى في المساحة المحلية لهذه الصناعة اللبنانية التي تملك ربما الكثير لكنها محاصرة بالمحسوبيات.