وائل الإبراشي، عمرو أديب، وتامر أيمن، فرقتهم الأسباب وجمعهم غيابهم عن الشاشة. فثلاثة من الأذرع الإعلامية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذين يعتمد عليهم في الترويج لإنجازاته، والرد على معارضيه وتبرير أي إجراء تقوم به الحكومة، ابتعدوا عن فضائيات المخابرات أو تلك الموالية للنظام، لأسباب مختلفة بينها فيروس كورونا وحادث سير، وإلغاء رخصة العمل. هذا فيما يواجه رابع، هو أحمد موسى، نيران مواقع التواصل الاجتماعي.
أول الغائبين عن الشاشة كان وائل الإبراشي، مقدم برنامج "التاسعة" مساء على التليفزيون المصري، فبعد إعلان إصابته بفيروس كورونا، بعد أن ظهرت عليه أعراض الإصابة أثناء تقديم البرنامج، وتكرار سعاله على الهواء في أواخر ديسمبر/كانون الأول، غاب عن الشاشة ليحل محله يوسف الحسيني، العائد للشاشة بعد فترة غياب (تجميد مؤقت)، وعلى إثر تدهور حالة الإبراشي الصحية، وتكرار الشائعات حول مضاعفات إصابته، انتظر جمهوره حتى يوم 28 يناير/كانون الثاني، حين أعلن على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك تعافيه من الفيروس وسلبية المسحة الخامسة، وتوجهت بعدها زوجته بالشكر لمتابعيه على "دعواتهم الصادقة له" على حد تعبيرها" من خلال منشور آخر على صفحته.
إلا أنه رغم مرور فترة على ذلك الإعلان، لم يعد لتقديم برنامجه، في حين أكدت مصادر من داخل ماسبيرو أنه مازال يتعافى من مضاعفات إصابة رئتيه، وأن التعليمات للحسيني حتى الآن هي الاستمرار في العمل لحين إشعار آخر.
أما عمرو أديب، المذيع المفضل لمداخلات الرئيس عبد الفتاح السيسي الهاتفية، فغاب عن شاشة "إم بي سي مصر" وبرنامج "الحكاية"، بعد تعرضه لحادث سير في منطقة دهشور، بالقرب من مدينة الإنتاج الإعلامي الأسبوع الماضي بعد اصطدامه بسيارة نقل محملة بأنابيب "البوتاجاز".
ورغم خروج أديب من المستشفى بعد ساعات من الحادث، وتهشم سيارته، إلا أنه عاد للمستشفى بسبب مضاعفات الحادث، لتعلن زوجته لميس الحديدي على فضائية "أون تي في" وبرنامجها "كلمة أخيرة"، أنه يعاني من آلام مبرحة من كدمات ورضوض.
اللافت كان حالة الشماتة في أديب بعد الحادث، ما دفع دار الإفتاء لنشر فتوى على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، تحرم الشماتة في الحوادث.
وحتى الآن مازالت المصادر داخل "إم بي سي مصر" تجهل تاريخ عودته للشاشة، وتؤكد اعتماد القناة على برنامج "يحدث في مصر" لشريف عامر كبرنامج حواري رئيسي.
أما تامر أمين، فبعد تعرضه لهجوم واسع على مواقع التواصل، بعد إساءته للصعايدة والفلاحين، حين حاول تبني خطاب السيسي المهاجم للزيادة السكانية، استدعي للتحقيق وأوقف برنامجه ثم ألغيت رخصة عمله.
وقال أمين: "في الصعيد والفلاحين بيخلفوا والولد لما يوصل 5 أو 7 سنين بيروح يشتغل في الورشة ويصرف على أهله، ولو بنت بيشحنوها للقاهرة تشتغل خدامة". وبعد الهجوم الشديد رغم محاولته الاعتذار أكثر من مرة، اضطرت فضائية "النهار" المملوكة لرجل الأعمال المقرب من النظام، عمرو الكحكي إلى إيقافه عن العمل وتحويله للتحقيق، والتبرع براتب شهر من راتبه للجمعيات الخيرية، في محاولة لامتصاص غضب الشارع.
واستدعاه المجلس الأعلى للتحقيق بعد إيقاف برنامجه، قبل أن تقوم نقابة الإعلاميين بإلغاء تصريح مزاولة المهنة لأمين، بعد أن قالت في بيان لها: "بعد انتهاء التحقيقات التي استمرت نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة قد ثبتت مخالفة تامر أمين لميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني".
وأكدت في البيان: "الفقرة رقم 4 تؤكد على دور الإعلام في حماية الوحدة الوطنية والتماسك القومي والفقرة رقم 6 تؤكد على احترام الكرامة الإنسانية وعدم الإساءة إلى أي فئة من فئات المجتمع".
ولم يقف الأمر عند ذلك، بل حددت محكمة جنح مدينة نصر في القاهرة، جلسة 20 مارس/ آذار المقبل، لمحاكمة الإعلامي تامر أمين، بتهمة سب وقذف أهل الصعيد والريف، لتظل عودته للشاشة أمرا غير محتمل في الوقت القريب.
ومع دخول المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى في سجال مع ملايين الطلاب الغاضبين، تصدر وسم "#اعدام_أحمد_موسى" قائمة الأكثر تداولا، وذلك بعد تهجمه على طلاب الجامعات ومطالبته بالقبض عليهم، إثر تدشينهم وسم #اعدام_خالد_عبدالغفار، وهجومهم على وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، بسبب إصراره على إجراء امتحانات نصف العام رغم انتشار فيروس كورونا. وبذلك يدخل موسى في دائرة التساؤلات عن مصيره، بعد تغيب أمين لإغضابه الشارع.