أسماك القرش: الكبير منها قد يلتهم الأصغر حجماً

25 سبتمبر 2024
سمكة قرش البربيجل (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توثيق أول حالة افتراس: دراسة جديدة في مجلة Frontiers in Marine Science توثق أول حالة افتراس لسمكة قرش بربيجل حامل جنوب غرب جزيرة برمودا، مما يبرز تأثيرات كبيرة على هذه الأسماك المهددة.

- تتبع الحركة: الباحثون من جامعة ولاية أريزونا استخدموا علامات قمر اصطناعي وأجهزة إرسال لتتبع سمكة قرش بربيجل، التي اختفت بعد 158 يوماً من تتبعها، مما يشير إلى افتراسها.

- تهديدات جديدة: الاكتشاف يشير إلى أن سمكة قرش بيضاء قد تكون وراء الهجوم، مما يضيف تهديداً جديداً لأسماك البربيجل التي تعاني من الصيد الجائر وفقدان الموائل.

اتهم باحثون سمكة القرش ذات الأسنان مثلثة الشكل، في البحر المفتوح جنوب غرب جزيرة برمودا في المحيط الأطلسي، بافتراس سمكة قرش البُربِيجَل وهي في فترة الحمل، في أول حالة افتراس موثقة لسمكة قرش في أي مكان في العالم، وفقاً لدراسة جديدة نشرت يوم الثالث سبتمبر/أيلول الحالي، في مجلة Frontiers in Marine Science.

أشار المؤلفون إلى أنه إذا كان الافتراس أكثر انتشاراً مما كان يُعتقد سابقاً فقد تكون هناك تأثيرات كبيرة على سمكة قرش البربيجل التي تعاني بالفعل بسبب الإفراط في صيد الأسماك على مر التاريخ. تعيش أسماك البربيجل في المحيط الأطلسي وجنوب المحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط. وتعيش هذه الأسماك ما بين 30 إلى 65 عاماً، ولا تتكاثر حتى سن 13 عاماً. وتتراوح فترة حمل الإناث بين ثمانية وتسعة أشهر، وتلد في المتوسط أربعة صغار كل عام أو عامين.

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، بروك أندرسون، باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية علوم الحياة في جامعة ولاية أريزونا الأميركية: "هذه هي أول حالة افتراس موثقة لسمكة قرش بربيجل في أي مكان في العالم". وتوضّح في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن الفريق البحثي اصطاد سمكة قرش البربيجل قبالة كيب كود في ولاية ماساتشوستس الأميركية، في الفترة بين عامي 2020 و2022، لدراسة هجرة أسماك القرش.

علوم وآثار
التحديثات الحية

جُهّزت كل سمكة قرش بعلامتي قمر اصطناعي، وأجهزة إرسال قمر اصطناعي مثبتة على الزعانف وعلامة "وسم" أرشيفية للأقمار الاصطناعية. تحتفظ علامات أرشيف الأقمار الاصطناعية بسجلّ مستمر للعمق ودرجة الحرارة وتخزن المعلومات حتى تسقط العلامات وتطفو على السطح. ترسل العلامات المثبتة على الزعانف الموقع الحالي إلى الأقمار الصناعية كلما ارتفعت زعنفة القرش فوق السطح.

في حالة سمكة قرش البربيجل الحامل التي بلغ طولها مترين، بدأت علامة الأرشيف عبر الأقمار الاصطناعية بإرسال إشارات غير متوقعة من البحر المفتوح جنوب غرب جزيرة برمودا بعد 158 يوماً من إطلاقها.

كان العلماء يأملون في تحديد الموائل المهمة لأمهات البربيجل وصغارها، لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا بيانات تظهر أن القرش الحامل أمضت خمسة أشهر في الإبحار على أعماق تتراوح بين 100 و200 متر في الليل وبين 600 و800 متر في أثناء النهار حتى يوم 14 مارس/آذار 2021.

وعلى مدى الأيام الأربعة التالية، ظلت علامة الأرشيف عبر الأقمار الصناعية على عمق يتراوح بين 150 و600 متر. لحل لغز اختفاء السمكة، ضيق المؤلفون احتمالات تفسير هذا الاختفاء حتى وصلوا إلى استنتاج واحد، هو أن سمكة البربيجل الحامل قد أكلها حيوان مفترس أكبر.

توضح أندرسون: "في إحدى الحالات التي رصدتها الدراسة، لم يفقد سرب أسماك البربيجل أنثى قادرة على الإنجاب يمكنها المساهمة في نمو السرب فحسب، بل فقد أيضاً جميع صغارها". وتضيف أن الصيد بغرض الترفيه، وفقدان الموائل وتدهورها، والصيد العرضي، كلها تهديدات قائمة لأسماك بربيجل.

الآن، تضاف أسماك القرش الكبيرة إلى قائمة المخاطر التي تهدد أسماك بربيجل. قسم الباحثون قائمة المشتبه بهم إلى نوعين من الحيوانات المفترسة، هما: القرش الأبيض، والقرش قصير الزعانف، وكلاهما كبير بما يكفي لصيد أسماك القرش ذات الزعانف القصيرة وافتراسها، التي يمكن أن يصل طولها إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر، وكلاهما موجود في المنطقة نفسها التي كان فيها القرش خلال ذلك الوقت من العام. "كان افتراس أحد أسماك القرش الحامل لدينا اكتشافاً غير متوقع. غالباً ما نفكر في أسماك القرش الكبيرة على أنها حيوانات مفترسة في قمة السلسلة الغذائية، لكن أن تُفترَس، هذا شيء جديد وغير متوقع"، تقول أندرسون.

يشتبه العلماء في أن سمكة قرش بيضاء كانت وراء الهجوم، لأنه في حين أن أسماك القرش قصيرة الزعانف لديها أيضاً أنظمة غذائية متنوعة، فإنها عادة ما تغوص سريعاً بين الأعماق العميقة وسطح البحر في أثناء النهار. ولم تلتقط علامة الأرشيف الفضائية هذا النوع من التغيير في النظام الغذائي في العمق.

المساهمون