بدأت اليوم في الجزائر محاكمة الباحث في علم التصوف، سعيد جاب الخير، المتهم بالاستهزاء بالشعائر الدينية والمعلوم من الدين، بعد شكوى تقدم بها أستاذ جامعي، وسط حضور لافت من ناشطين يؤيدون محاكمته، وأنصار يعارضونها.
وجرت المحاكمة وسط جو مشحون بسبب مرافعات المحامين واستخدام بعض التوصيفات التي رفضتها هيئة المحكمة.
وقال الباحث جاب الخير خلال استجوابه من قبل القاضية إن الهدف من منشوراته التي تم الاعتماد عليها لملاحقته قضائياً هو "الاجتهاد و ليس الجهاد"، مشيراً إلى أنه باحث وأكاديمي متخصص في القضايا الدينية، ويبحث ويكتب في مجال تخصصه الذي يكفله له البحث العلمي.
لكن الشاكي، وهو أستاذ جامعي يدعى بشير بويجرة، برّر للقاضية رفعه الدعوى القضائية ضد جاب الخير بكونه تضرر نفسياً من منشوراته المستفزة والمستهزئة بالدين، مشيراً إلى أن الإسلام والرسول الكريم مقدسان في الجزائر والمجتمع والقانون يمنع المساس بهما تحت أي عنوان.
وأشار إلى أن هذه المنشورات تؤثر على المجتمع على المدى البعيد، حيث استند في الشكوى المقدمة ضد جاب الخير على مجموعة من منشوراته على صفحته على موقع "فيسبوك"، في قضايا فقهية ودينية.
وحصل خلال المحاكمة تشابك كلامي بين هيئتي دفاع الباحث والشاكي، ووصف المحامي لعلالي سليمان الذي ينوب الشاكي، جاب الخير وهيئة دفاعه "بالسفهاء"، ما دفع القاضية للتدخل ودفعه لسحب هذه الكلمة.
كما امتد الصدام الكلامي إلى مضمون هذه المنشورات وتقييمها الفقهي، ما دفع القاضية رئيسة الجلسة إلى التدخل أكثر من مرة لتنبيه المحامين إلى أن الأمر يتعلق بجلسة محاكمة وليست مناظرة في الدين في برنامج تلفزيوني.
كما حدثت بعد رفع جلسة المحاكمة الأولى، ملاسنات كلامية في أروقة المحكمة، بين مؤيدي الباحث جاب الخير وأنصار صاحب الشكوى، حيث وصف هؤلاء بالظلاميين، وانتهت الجلسة بعد المرافعات والمداولات، ليتقرر النطق بالحكم في هذه القضية إلى تاريخ 22 أبريل / نيسان الجاري.
ووُجهت إلى جاب الخير تهم "الاستهزاء بالمعلوم من الدين بالضرورة وبشعائر الإسلام، والتهكم بآيات بيّنات من القرآن الكريم، وبأحاديث صحيحة من السنة النبوية الشريفة، وبركن الحج وشعيرة الأضحية".
وينص قانون العقوبات في الجزائر على عقوبات ضد كل من يستهزئ بالدين والرسل والأنبياء.
وتنص المادة 144 من قانون العقوبات على أنه "يعاقب بالسجن لمدة من ثلاث إلى خمس سنوات، وبغرامة مالية من 50 ألفاً إلى 100 ألف دينار (100 دينار يعادل1.3 دولار) أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو بقية الأنبياء أو استهزأ بمعلوم من الدين بالضرورة أو بأية شعيرة من شعائر الإسلام، سواء عن طريق الكتابة أو الرسم أو التصريح أو أية وسيلة أخرى".
ومنذ فترة يثير الباحث جدلاً بسلسلة كتابات وتصريحات مثيرة للجدل في الدين وتتجاوز المقدس الديني لدى الجزائريين، كان أبرزها دعوته إلى تنظيم لقاءات موسيقية في المساجد، واعتبار الحج وذبح الأضحية طقساً من طقوس الوثنية الدينية، كما كان قد نشر تغريدات عن النبي الكريم قال في إحداها "إذا كان النقد الديني خطيئة، فلماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينتقد دين قريش".